ملتقى الرواية بأكَادير..ثانوية بدر التأهيلية بأكَادير تستضيف الكاتب والروائي السوري الدكتور خليل النعيمي

رشيد حموش18 ديسمبر 2022آخر تحديث :
ملتقى الرواية بأكَادير..ثانوية بدر التأهيلية بأكَادير تستضيف الكاتب والروائي السوري الدكتور خليل النعيمي

عبداللطيف الكامل

على هامش ملتقى الرواية بأكادير،وفي إطارتفعيل الحياة المدرسية وتنزيل الأولوية الثالثة من مشروع المؤسسة المندمج،استضافت ثانوية بدرالتأهيلية بتنسيق مع جمعية اللآباء ،الكاتب والروائي السوري الدكتورخليل النعيمي يوم الجمعة 16 دجنبر2022،في لقاء مفتوح بينه وبين نخبة من تلاميذ وتلميذات المؤسسة سيّره باقتدارالأستاذ عبد الرزاق التاقي وحضرته علاوة على التلاميذ مجموعة من الأطرالإدارية والتربوية.

وفي كلمته بالمناسبة أكد مديرالثانوية التأهلية عبد السلام باحمي أن هذا اللقاء المفتوح يهدف إلى من تحقيق الأهداف المنشودة الرامية إلى تمكين المتعلمين والمتعلمات من التعرف على كبارالمبدعين في مجال الشعروالرواية وأدب الرحلة.

والتعرف أيضا على إنتاجاتهم الأدبية وعناوين أعمالهم وفلسفتهم في الحياة اليومية ومدى تمكنهم من المزاوجة بين الأدب والفلسفة والطب كما فعل الكاتب السوري خليل النعيمي زيادة على تحفيزالتلاميذ والتلميذات على القراءة المستدامة والمطالعة الحرة والإجتهاد الدؤوب لصقل مواهبهم الفنية والعلمية على حد سواء.

هذا ويعيش الروائي خليل النعيمي في كل كتاباته الشعرية والروائية تفصيلات عن مأسأة بلاده منذ أن وصل ضباط البعث للسلطة في سورية عام 1967.وكان رد خليل النعيمي الضابط المجند آنذاك أن رفض هذا الواقع وقرر الإبتعاد عن وطنه كرها كما جاء في روايته «مديح الهرب» حيث قررالعيش في الغربة بعيدا عن القمع والمتابعة.

وكان النعيمي البدوي النشأة قد ترعرع في بادية الشام حيث تلقى تربيته الأولى هناك قبل أن ينتقل إلى المدينة لتلقي الدراسة حيث درس الطب والفلسفة في دمشق،قبل أن ينتقل إلى باريس للتخصص في الجراحة،من رواياته المشهورة:«الرجل الذي يأكل نفسه»،«الشيء» ،«الخُلَعاء»،«لووضعتم الشمس بين يديّ»،و«تفْريغ الكائن».

وزارالكاتب عدة بلدان مما مكنه من أن يكتب عنها مؤلفات في أدب الرحلة،مثل«مخيّلة الأمكنة»،«كتاب الهند»،و«قراءة العالم”،وحصل النعيمي على العديد من الجوائز،كان آخرها “جائزة محمود درويش للإبداع” عام2018.
وتفاعلا مع أسئلة التلاميذ والتلميذات المتنوعة أجاب الكاتب السوري بكون “الكتابة ليست رغبة،بالنسبة إليه على الأقل لكنها ضرورة من ضرورات الوجود الذي عاناه في بلده، والكتابة هي بهذا المعنى وسيلة من وسائل التعلم،و مجابهة قسوة الحياة والواقع “.

وعن نشأته قال النعيمي “نشأت صغيرا في الصحراء الأولى،وكنتُ الولد الوحيد الذي يفّك الحرف،وهو ما جعلني أحمل مسؤولية أكبر من حجمي بكثير.كنُت يومها ألعب مع الخراف والحيران الصغيرة وأرعى الإبل،وعشت كيف يعاني البدويون ضنك العيش وقساوة الحياة ومن ندرة الماء في سهوب الحماد في بادية الشام”.

و”لما كبرت وانتقلت إلى المدينة صادفت تحولا في القيم بين البادية والمدينة،ومنذ يومها بدا لي مفهوم الكتابة أصبح من ضرورات الوجود اليومي للتعبير عن المعاناة والإحساس بالرفض من جهة وللتواصل مع المجتمع من جهة ثانية وتلك كانت حالتي الأدبية الأولى، فأنا لم أقرأ قصص الصغار،ولم أتعّلم الحروف إلا لما صرت كبيراً”.

وأضاف أن “الكتابة من هذا المنظوركانت بالنسبة له نوعاً من التمّرد الواعي ضد منطق الحياة الإجتماعية التي أرغموني فيها،وسيبدو ذلك واضحاً منذ روايتي الأولى «الرجل الذي يأكل نفسه»،والتي منعت من الطبع والتداول في سوريا،أوائل السبعينيات،والتي صدرت في بيروت عن دارالعودة نهاية عام 1972.

وعن سؤال التوفيق بين الجراحة والكتابة أجاب النعيمي بما يلي :”الكتابة والجراحة فنّان متناقضان في الظاهر،لكنهما في العمق يلتقيان في نقطة أساسية(تشريح الكائن الاجتماعي )هما الَيدان اللتان بهما أكتب،وأقوم بالعمليات الجراحية.ولا يمكن لمن هو غير جراّح أن يدرك أهميتهما في هذا المجال”.

مضيفا “أن الجراحة علمتني معنى الحرية،حرية الاختيار وأعني بذلك إختيار الفعل الذي سأفعله،وأ تحمّل تبعات ما اختاره،فالعمل الجراحي مسؤولية كبيرة ومستمرة،وهي ليست أقوالاً أو صيغاً لغوية،أومجازات،وإنما هي «فعل حيوي» خطيرمن الدرجة الأولى. وأهم ما قدّمت لي الجراحة أنها جعلتْني مستقلاً مادياً ومعنويا وتلك منتهى السعادة الإنسانية لدي”.

وتجدر الإشارة إلى أن كتابات النعيمي لقيت اهتماما كبيرا من لدن النقاد العرب وخاصة راويته «دمشق 67» حيث كتب عنها الناقد محمد برادة دراسة هامة بعنوان «ملحمة روائية».كما كتب عنها شاعر اليمن عبد العزيزالمقالح أجمل ما كتُبِ من نقد،رابطاً الشعر بالنثر الروائي،.
وبالعودة إلى بعض كتاباته فرواية «دمشق 67» تحكي عن أسطورة السقوط المدّوي للعالم العربي التي لا نهاية لها،لكن لها بداية من ذكر اسماء الشخوص الروائية الأربعة وهم: بكر،وعمر،وعثمان،وعلي،يقابلهم «ابن الوراق» الذي يمثل النظرة المادية،لا الميتافيزيقية للأحداث التي كان شاهداً عليها.في حين يصِّوب «الراوي» الذي كان فتى يافعاً مشبوب العواطف،على الواقع/واقع السلطة التي تتحّكم بكل أنشطة الحياة اليومية، بعد أن وضعت المجتمع السوري آنذاك خارج الإطارالزمني والواقعي لهذا الحدث.

الدكتورخليل النعيمي الذي استضافته ثانوية بدرالتأهلية بأكادير،يعد من الكتاب السوريين المتميزين فقد وُلد في بادية الشام،وعاش طفولته وصباه مترحلًا مع قبيلته فى سهوب البادية السورية،درس الطب والفلسفة في دمشق،وفي باريس تخصص في الجراحة ،ودرس الفلسفة المقارنة،يقيم في باريس منذ أكثرمن عشرين عامًا،حيث يعمل طبيبًا، وهو أيضًا عضو الجمعية الجراحية الفرنسية.

وهو أيضا مغرم بالمكان وسرد تفاصيله من خلال مجموعة من الأعمال السردية منها “الرجل الذي يأكل نفسه”و”الشيء” و”القطيعة” و”تفريغ الكائن” و”مديح الهرب” و”دمشق 67″،وله أيضًا مؤلفات في أدب الرحلة مثل “مخيلة الأمكنة” و”كتاب الهند”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة