وجهت النائبة النزهة أباكريم عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، سؤالًا كتابيًا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بخصوص استثناء مجموعة مدارس الخنساء الابتدائية بجماعة سيدي بيبي، إقليم اشتوكة أيت بها، من عملية استبدال الحجرات الدراسية المصنوعة من البناء المفكك.
واقع مؤلم يتناقض مع خارطة الطريق التربوية
يُشرف الموسم الدراسي 2024-2025 على نهايته، لكن مدارس الخنساء الابتدائية لا تزال تعاني من ظروف تعليمية غير ملائمة، لا تتماشى مع التزامات خارطة الطريق 2022-2026 التي تهدف إلى توفير مدرسة عمومية ذات جودة للجميع. فمن بين الالتزامات الأربعة الرئيسية التي وضعتها الوزارة لتحقيق إلزامية التعليم، يأتي توفير
مؤسسات توفر ظروف استقبال حسنة”، وهو أمر يبدو بعيد المنال بالنسبة لهذه المؤسسة التي لم تستفد من استبدال الحجرات الدراسية غير الآمنة، كما لم تحظَ بتهيئة شاملة لفضاءاتها.
خطر صحي محدق بالتلاميذ والأطر التربوية
تعتبر حجرات البناء المفكك، المصنوعة من مادة الأميانت (lamiante)، مصدر قلق صحي كبير، نظرًا للأضرار التي يمكن أن تسببها هذه المادة على صحة التلاميذ والأساتذة. ورغم أن هذه الحجرات كانت موضوع صفقة عمومية لتفكيكها قبل خمس سنوات، إلا أن هذه الصفقة لم ترَ النور على أرض الواقع، في ظل مطالب متكررة من الساكنة وإدارة المؤسسة بضرورة تنفيذها.
أسئلة تنتظر إجابات حاسمة من الوزير
وفي سياق متابعة الموضوع، طرحت البرلمانية النزهة أباكريم مجموعة من الأسئلة الجوهرية على الوزير، تتعلق بأسباب عدم تنفيذ صفقة التفكيك، والإجراءات المستعجلة التي ستتخذها الوزارة لإزالة هذه الحجرات وتعويضها ببناء آمن، إضافة إلى الآجال المحددة لتأهيل المؤسسة وتوفير بيئة تعليمية ملائمة تضمن التحصيل الجيد والنجاح للتلاميذ.
يبقى السؤال الأهم: هل ستتحرك الوزارة بشكل عاجل لإنهاء معاناة التلاميذ والأطر التربوية في هذه المؤسسة؟ أم أن الوعود ستظل حبرًا على ورق، في انتظار تحركات أخرى من الفاعلين المدنيين والسياسيين؟
إن هذا الملف يكشف عن تحديات كبيرة تواجه المنظومة التعليمية، ويطرح إشكالية التنفيذ الفعلي للبرامج الإصلاحية على أرض الواقع، بعيدًا عن الشعارات والوعود التي لا تترجم إلى قرارات ملموسة. فهل ستتجاوب الوزارة بسرعة مع هذه المطالب المشروعة، أم ستستمر الأزمة بلا حلول ناجعة؟
Sorry Comments are closed