كشف موقع ”لاتريبون” الفرنسي، عن إبرام المغرب لصفقة شراء قمرين صناعيين للتجسس من فرنسا، وهي الصفقة التي تمت في سرية تامة، حيث رجح الموقع أن تستخدم الرباط القمرين لأغراض التجسس الاستراتيجي.
وحسب الموقع ذاته، فإن قيمة الصفقة التي تم توقيعها مع ”تاليس ألينيا” و«إيرباص سبايس” وصلت إلى 500 مليون أورو، وهي إحدى الصفقات العديدة التي أبرمها المغرب، الذي أصبح في الفترة الأخيرة مهتما كثيرا بشراء وسائل المراقبة الجوية والتجسس على غرار الأقمار الصناعية والطائرات، هذا الاهتمام غير المسبوق أصبح يثير مخاوف الجزائر.
و أضاف الموقع الالكتروني للصحيفة الفرنسية، أن الجزائر، بادرت الى اقتناء ذات الأقمار، والتفكير في اقتناء معدات بذات القيمة للتجسس المضاد.
وتشير أحدث التقارير الدولية، إلى تزايد كبير في الإنفاق العسكري لدى الجزائر والمغرب على حد سواء، مما جعل عددا من الخبراء الأجانب، يحذرون من احتمال حدوث صدام بين الجارتين، في حين اعتبره آخرون مجرد تعزيزات للقدرة العسكرية في البلدين، مع بروز عدة مشاكل أهمها التطرف، والفوضى التي نجمت عن سقوط الأنظمة في دول شمال إفريقيا والساحل، عقب ما يسمى بـ«الربيع العربي”، والتي مهدت لانتشار التهريب، الإرهاب، وتجارة الأسلحة التي باتت تهدد الدول الإفريقية على حد سواء، وحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن الجزائر تصدرت قائمة الدول الإفريقية من حيث وارداتها من الأسلحة، والتي ارتفعت بنسبة 36 % خلال السنوات الخمس الأخيرة، يليها المغرب بنسبة 22 %، حيث جرى الحديث عن سباق بين الدولتين لاقتناء الأسلحة المتطورة، من الولايات المتحدة، فرنسا وروسيا التي تعد الممول الأول للجزائر، إلى جانب تعزيز ميزانيات الدفاع في كلتا الدولتين.
وبالرغم من التحليلات التي تنشر من هنا وهناك، خاصة من طرف الدول الغربية التي تضع منطقة شمال إفريقيا تحت المجهر، إلا أن السلطات في الجزائر والمغرب، تبرر شراءها للأسلحة بالتحديات والتغيّرات الجيوسياسية التي باتت تعرفها المنطقة، والتي تفرض عليها أخذ الحيطة والحذر من خلال تطوير ترسانتها بين فترة وأخرى، فيما يبقى السؤال مطروحا حول التسابق نحو اقتناء الأسلحة التي تحمل المواصفات والفعالية ذاتها، بالأخص فيما يتعلق بطائرات المراقبة والأقمار الصناعية.
وكانت الجزائر قد احتلت المرتبة 31 من حيث التسلح والمغرب المرتبة 65 من بين 106 دولة، ويرى خبراء أن هذا السباق، يدخل في إطار حرب باردة بين البلدين.
عذراً التعليقات مغلقة