محمد بوسعيد
“إيض ايناير “هو احتفال شعبي برأس السنة الأمازيغية ،هو تقليد و موروث أمازيغي متجدر في التاريخ ،له علاقة وطيدة بانتصارات الأمازيغ المتوغلة في التاريخ .ويمكن أن نصنفه في الموروث اللامادي لمنطقة سوس ،حيث يخلد بإعداد أكلة مشهورة “تاكلا”[العصيدة] ،أكلة تهيئ من الدرة ثم تقدم مع زيت الأركان و يدس فيها علفه الثمر [أغرمي] و من يجدها يبتسم له الحظ ،ويكون الشخص الأسعد طيلة السنة. جميل أن نحتفل بذلك.
غير أنه وبفعل المتغيرات الحداثية ،وتغير العقليات أصبحت الطقوس التقليدية فلكلورا سنويا يسعى منه المنظمون لجمع الأموال ببيع التذاكر،وكذلك مهرجانا سنويا تستدعي إليه النخبة من الساكنة ،ليفقد بذلك نكهته و بصمته الثقافية و التراثية .لذلك و بحكم ما نعيشه اليوم من احتفالات داخل القاعات لا يمت صلة بما هو موروث ،لأن ترسيخه يقتضي إشراك الساكنة بكل نخبها .و أعتقد أنه سوف يتم القضاء عليه إدا استمر الأمر على ما هو عليه الآن ،كما نراه عند عدة جمعيات ،التي تسير في هذا النهج .
فالمطلوب ادن هو ترسيخ الموروث بالتقرب من الساكنة المحلية ،بجميع شرائحها دون النخبوية والإقصاء .وفي هذا النهج سارت جماعة إنزكان بشراكة مع جمعية الأمومة ونظيرتها نور الخير للثقافة والتراث ،حيث احتفلت بالسنة الأمازيغية 2973 ببهو الجماعة يومي 13و 14 يناير المنصرم ،وفتحت أبوابها للجميع مجانا وحضرت الساكنة بمختلف أطيافها، و الهدف هو ترسيخ هذا الموروث للأجيال الحالية ، وعرض من خلاله الزي التقليدي الأصيل ،وتنظيم عرس أمازيغي تقليدي ،فضلا عن ندوة حول موضوع “إيض يناير الذاكرة و التراث من أجل حوار الأجيال ” أطرها الدكتورين احمد صابر وخالد العيوض ،الذين تناولا الأبعاد الثقافية لايض يناير وارتباطه بالأرض والهوية ،و تكريم ،الفنان أحمد عوينتي والأستاذة مليكة بيتي ،مهتمة بالتراث الأمازيغي ،ومحمد امولود رئيس مجلس عمالة انزكان ايت ملول بحضور اسماعيل ابو الحقوق،عامل عمالة إنزكان أيت ملول وعدة فعاليات سياسية واقتصادية .
هذا ،واستمتع الحضور بعروض موسيقية للرايس الحسين طاووس الذي تحاوب معه الجمهور الغفير بكل حب ووفاء ،جمعية أكدراو للمديح والسماع الصوفي ،فرقة نجوم كيسان أكدز من زاكورة .هؤلاء شاركوا إلى جنب فرقة العواد وايت علي والفكاهي بوشعيب أبعمران .
عذراً التعليقات مغلقة