الحسن أكتيف …حكومة المراوغة في زمن التيه السياسي –1 —

الوطن الأن1 مارس 2023آخر تحديث :
حكومة المراوغة في زمن التيه السياسي –1 --
حكومة المراوغة في زمن التيه السياسي –1 --

لا شيء أفلحت فيه هذه الحكومة او نجحت فيه لحدود الساعة غير المراوغة، والهروب من الحقيقة، كما قال الشاعر العربي القديم: «يعطيك من طرف اللسان حلاوة / ويروغ منك كما يروغ الثعلب».
ففي زمن الفوضى. وجو الفراغ السياسي الذي دشنته هذه الحكومة، لا مكان للمصارحة، بل المراوغة لتغطية العجز عن إيجاد الحلول. فمنذ مباشرتها لمهامها، وبعد ان وجدت نفسها عاجزة عن الفعل، عاجزة عن مواجهة مشاكل التدبير اليومي، من غلاء المعيشة وتقلبات السوق، بدأت “حكومة الفشل” في نهج سياسة الهروب والقاء اللوم على الآخر، كتبريرها أول الأمر مشكل الغلاء الذي استفحل مع مجيئها، الى بداية الخروج من الحضر الصحي، وارتفاع الطلب العالمي على المواد. ولما لم يفلح هذا المبرر، خصوصا بعد استدامة هذا الغلاء الذي مس جميع المواد، وعلى رأسها المحروقات التي اكتوى بنارها الجميع، لم تجد “حكومة التبرير” الا مشجب الحرب الروسية الأوكرانية، لتعلق عليها كل اخفاقاتها. وبدورها الحرب طال أمدها، واصبحت امرا عاديا، وحتى الطرق والمسالك عادت لتفتح من جديد، وأسعار المواد النفطية آخذة في التراجع، ولكن “حكومة زواج المال والسلطة” متمادية في صمتها، بل في تواطؤها مع لوبي المحروقات الذي يعد رئيس الحكومة واحدا منهم، ومستمرة في البحث عن مشجب آخر تعلق عليه فشلها، فلم يكن هذه المرة الا ارتفاع قيمة الدولار بالمقارنة مع الدرهم، في تبرير سخيف، لم يقنع حتى من تفوه به.
ومع استمرار موجة الغلاء، واستمرار عجز الحكومة وفشلها في التعاطي مع المعضلات الاجتماعية، أخذت هذه المرة في القاء كل اللوم على عشر سنوات الماضية، فتارة ارجعت مشكل الجفاف وندرة المياه الى عشر سنوات من التدبير الشعبوي، وتارة أخرى أرجعت مشكل الشغب في الملاعب وفضيحة طوطو الى السياسة التربوية للحكومتين السابقتين، وغلاء المحروقات الذي استفحل كثيرا الى قرار التحرير الذي اتخذته الحكومة السابقة، رغم اقرارهم جميعا، باستحالة ارجاع الدعم، باعتبار ذلك سيكون على حساب اوراش الصحة والتعليم والأمن وغيرها، والتي لم ينجز منها لحد الآن شيء جديد يمكن أن يحسب لهذه الحكومة العاجزة عن الكلام كما الفعل.
ولعل حالها أشبه بحال ذلك الرجل الذي طلب منه قومه أن يصعد المنبر ويتلكم ، فلما صعد المنبر عجز عن الكلام وقام ينظر إلى الناس فرأى رجلاً أصلع فقال لعنة الله على هذه الصلعة.
فما زالت هذه الحكومة في شخص رئيسها ووزرائها الذين صعدوا أدراج مكاتبهم المكيفة، بعد عجزهم عن القول والفعل، يلعنون الجفاف وموجة البرد والسياسات الحكومية السابقة، والظروف الدولية، في الوقت الذي يتنظر منهم المواطن الضعيف أن يقوموا باجراء بسيط يخفف من معاناته اليومية مع القفة كحد ادنى من شروط الكرامة الإنسانية. (يتبع)
الحسن أكتيف

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة