جماعة الساحل “تامغرا أوغرابو.. عرس البحر يحيي ذاكرة الساحل المغربي”

الوطن الأنساعة واحدة agoLast Update :
جماعة الساحل "تامغرا أوغرابو.. عرس البحر يحيي ذاكرة الساحل المغربي"
جماعة الساحل "تامغرا أوغرابو.. عرس البحر يحيي ذاكرة الساحل المغربي"

انطلاق فعاليات الدورة الثانية من ملتقى “تامغرا أوغرابو للتراث الثقافي البحري” بدوار كرايزيم بجماعة الساحل بإقليم تيزنيت ، وهو حدث ثقافي واجتماعي يهدف إلى إعادة الاعتبار لتراث البحر الذي شكل عبر قرون وسيلة عيش أساسية لسكان السواحل المغربية.

الملتقى افتتح بأجواء احتفالية مميزة، حيث اجتمع الأهالي والباحثون والمهتمون بالتراث لإحياء طقوس قديمة تحمل دلالات الهوية والانتماء، وتعيد وصل الحاضر بالماضي.

العرس البحري أو ما يعرف بـ”تامغرا أوغرابو” يعد من أبرز الطقوس الاحتفالية التي ورثها البحارة عبر الأجيال.
في هذا الطقس، يتم تجهيز القارب وتزيينه بألوان زاهية وزخارف تقليدية، ثم يُوجَّه نحو البحر وسط حشد من النساء اللواتي يرددن أهازيج محلية تمجد خيرات البحر وتثني على عزيمة رجال الساحل.

المشهد يختزل تلاحم المجتمع مع البحر، حيث يُعتبر القارب رمز الحياة ومصدر الرزق، وتتحول لحظة انطلاقه إلى فرجة جماعية تجمع بين الفن الشعبي والروحانية، وتُبرز جماليات التراث اللامادي الذي يميز المنطقة. هذه الطقوس ليست مجرد احتفال، بل هي تعبير عن علاقة وجدانية عميقة بين الإنسان والبحر، وعن احترام السكان لمصدر رزقهم الأساسي.

لم يقتصر الملتقى على إحياء العرس البحري فقط، بل تضمن برنامجاً غنياً بالأنشطة الثقافية والفكرية.
فقد تم تنظيم ندوة حول “فنون وتراث البحر” بمشاركة باحثين في مجالات التراث والأنثروبولوجيا والأركيولوجيا، بهدف تسليط الضوء على هذا التراث المنسي وتوثيقه.
كما عملت وزارة الثقافة بمعية فريق من الخبراء على دراسة إمكانية تصنيف “تامغرا أوغرابو” تراثاً وطنياً وعالمياً لدى منظمة الإيسيسكو.
إلى جانب ذلك، احتضن الملتقى مائدة مستديرة جمعت الفاعلين المدنيين والقطاعيين لمناقشة السياسات التنموية المرتبطة بالساحل، وتقييم نقاط القوة والضعف في حماية التراث الثقافي، مع التفكير في سبل استثماره في الصناعات الإبداعية والسياحة الثقافية.

بلدة الساحل، التي تحتضن هذا الملتقى، تزخر بمؤهلات طبيعية وبحرية تجعلها فضاءً واعداً للتنمية.
فهي تتميز بسواحل غنية بالثروات البحرية، وبتراث ثقافي متنوع يجمع بين المادي واللامادي، هذه الخصوصيات تجعلها مؤهلة لتكون قطباً سياحياً واقتصادياً، خاصة مع المشروع المرتقب لإنشاء ميناء سيدي بوالفضايل، الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة للتنمية المحلية، ويوفر فرص عمل، ويعزز مكانة المنطقة كجسر للتبادل التجاري والثقافي.
إن الملتقى بهذا الزخم الثقافي والفكري يعكس طموح الساكنة في تحويل تراثهم البحري إلى رافعة للتنمية، ويؤكد أن البحر ليس فقط مورد رزق، بل أيضاً ذاكرة وهوية وجسر نحو المستقبل.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News