احتفل أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بمولوده الجديد في فاس. وقدم الوزير كتابه الجديد “ووالد وما ولد” في حضرة مؤسسة فاس للإرث الأندلسي بشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس بقصر المؤتمرات بالمدينة ذاتها.
واعتبر الناقد نجيب العوفي أن الكتاب سيرة أوتو-بيوغرافية تمتد كرونولوجيا من 1943 إلى 1955. ولاحظ العوفي أن النص ينطلق من مسقط رأس الكاتب، قرية (إيماريغن) بالأطلس الكبير، وأن “الولد” هو قطب الدائرة والعملية الحكائية في الرواية، وهو أيضا بوصلة النص و”مرآته المقعرة” التي تنعكس عليها الأحداث.
وبعد أن أشار إلى أن عنوان النص مستقى من إحدى الآيات القرآنية (سورة البلد) رأى الناقد أن رواية “والد وما ولد” تُشيِّد “ما يشبه السرادق أو القداس لقرية السارد.
ومن هذا المنطلق أكد على “الحضور البهي” للقرآن الكريم في النص فلغته “تنضح بمسحة قرآنية ندية” على اعتبار أن “الولد” بطل السيرة قد “ارتوى بنمير القرآن”، وهنا تكمن المفارقة الجميلة في هذا النص أي في حضور القرآن في فضاء أمازيغي صرف، حيث يقدس الأمازيغ القرآن ولغته رغم عدم الحديث بها ، وهو ما يؤكد “العمق الروحي” للمغرب.
أما أسلوبيا فالنص يتميز-حسب العوفي- ب”سيولة سردية” فهو عبارة عن “جملة طويلة” ليس فيها “محطات سردية”.
وخلص إلى أن نص أحمد التوفيق حفر عميق وشاعري في الذاكرة والجسد، وحفريات في ماضي البلد وتاريخه وجغرافيته، وهو يشكل لذلك “وثيقة تاريخية موشومة بحناء التاريخ”.
ويذكر أن أحمد التوفيق، بالإضافة إلى تحمله لحقيبة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يمارس الكتابة الروائية. وقد صدرت له أعمال روائية تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، كرواية “جارات أبي موسى”، إضافة إلى روايات أخرى ك”غريبة الحسين”، و”شجيرة حناء وقمر”.
عذراً التعليقات مغلقة