“هل هم فتوة الحارات ” على شاكلة من حكى عنهم ، الأديب نجيب محفوظ في رواياته الخالدة ؟ والذين انبعثوا كالعنقاء من رماد موضة إشراك جينة مستجدة من الجمعيات ، الأليفة صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ أوتلك المؤلفة قلوبها ؟ أو حمالات الحطب من كائنات أبي لهب … ؟ أم تلك التي جرت عادة المجالس البلدية والقروية ، إيقاظها من السبات في مناسبات التعبئة العديدة ، و منها التسخينات الدعائية قبل آوان الإنتخابات ؟
وهل تحولت أحياء المدينة و شوارعها العامة ، في زمن إنشغال السلطات الأمنية و الترابية بمحاربة و مجابهة تداعيات إنتشار فيروس كوفيد 19 .
و ( صمت المجلس البلدي الإخواني عن ، و على كل شيء ، قد يعكر صفو الخواطر… إستدرارا للأصوات …) إلى زرائب شائعة يبني على طولها و عرضها كل مرء ما شاء، و ينشر على أرصفتها و جنباتها ما يشاء ؟ هل عادت ” السيبة ” إلى تارودانت حتى أضحت أزقتها ، دروبها مرتعا لكل من أوحت له قريحته تحديب و تغيير معالم المسارات ، الممرات وفق المزاج .
طبعا ، تحدث هذه الفوضى العارمة ، في غياب اللجنتين الإقليمية و المحلية للسير و الجولان .
إلى حد تحول فيه كل ساكن ، (ومن هب و دب) إلى مهندس ، يغرس وفق مزاجه هكذا مصطبات ، على طول الزقاقات بدون مقاييس علوا و عرضا ، إعتقادا منه أنها مخففات للسرعة ( dos-dâns ).
بل كاد التنافس ، بين كل من إرتأى تخفيف سرعة الدراجات النارية و العادية من أمام ممزله ، أن يحول مجموع أحياء حومات المدينة .
و مقاطع مختلفة بمداخل و مخارج التجمعات السكنية ، إلى ظاهرة فوضوية لحقول محروثة ، تتراوح ليس إلا ، بين ( ظهور الحمير ، سنم الجمال إلى التلال الجغرافية ، يتطلب المرور عبرها ، إتقان رياضة السباقات الجبلية أو القفز على الحواجز .
فكم من الأضلاع تكسرت بسبب هذه الإبتكارات الإرتجالية ؟ و كم من خسارات لحقت بوسائل النقل الثنائية ، الثلاثية أو الرباعية العجلات …
الأكيد أن غياب صرامة تنفيذ مقررات لجنة السير الجولان والقانون بصفة عامة ، قد سمح للمقاهي ، التجارة الجائلة و العديد من المحلات و المرافق الخاصة بالترامي و التمدد على الأرصفة و الأملاك العمومية ، و كلها تجاوزات تلتهم ( بالتمييك عليها) حقوق المشاة و الراجلين .
لكن أن تتحول الأزقة ، وبعض الشوارع إلى مسارات محدودبة ( بضم الميم و تسكين الواو) و مصطبات … ، فإن ذلك لا يشفع البتة للقوات العمومية ، أن لا تطبق من قوانين السير و الجولان إلا ، المحور المتعلق بمقتضيات مخالفات علامات التشوير بمدينة تارودانت ، ذات المورفلوجية العتيقة و النسيج الحضري الضارب بجذوره في عمق التاريخ .
محمد مواد
عذراً التعليقات مغلقة