الحسين أكتيف …أحزاب ولد زروال وملامح المشهد السياسي إقليم تيزنيت نموذجا (5)

الوطن الأن4 مايو 2021آخر تحديث :
الحسين أكتيف …أحزاب ولد زروال وملامح المشهد السياسي إقليم تيزنيت نموذجا (5)

5– الإنجازات الجماعية بين الأمس واليوم:
الإنجازات الجماعية تختلف من حيث قيمتها وجودتها، وكذلك أهميتها، من مجلس الى آخر. وهذا التباين تتداخل فيه مجموعة من العوامل، منها الوضعية المالية للمجلس ومدى انسجام أعضاء المجلس وحنكة رئيس المجلس في ربط شبكة العلاقات مع مسؤولين وادارات على الصعيد المحلي أو الوطني، وكذلك الدولي.
هذه العوامل بلا شك ان توفرت في مجلس جماعي معين، فان ذلك سيساعده لا محالة على تحقيق إنجازات مهمة، والنهوض بأوضاع الجماعة على النحو الذي يرضي الساكنة.
وبالرجوع الى المجلس الجماعي لتزنيت، وحتى يتم تفنيد المحاولات المتكررة لبعض الأحزاب الفاشلة فشلا ذريعا في تدبير الشأن العام، والتي لم تجد بدا من تسفيه المنجزات التي فشلوا فيها ونجح فيها غيرهم، وبمقارنة تجربتين في التسيير: التجربة التي قادها حزب التقدم والاشتراكية، وشارك معه في التسيير حزب الاتحاد الاشتراكي، والتجربة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الى جانب التقدم والاشتراكية وحزب الأحرار، فمن حيث المدة الزمنية للتجربتين، نجد ان التجربة الأولى دامت ولايتين كاملتين (12 سنة)، من 2003 الى 2015. فاذا كان الانسجام في الولاية الأولى يمكن اعتباره ضعيفا شيئا ما، كون التحالف مكون من تلوينات سياسية شتى، فان الولاية الثانية أكثر انسجاما ومساعدة على العمل أكثر كون التحالف مكون من حزبين اثنين تجمعهما روابط أيدولوجية وفكرية هامة. أما التجربة الحالية فلم يدم على ولايتها سوى خمس سنوات، اقتطعت منها السنة الأولى التي صادفت سنة انتخابية، حيث تجمد عادة المشاريع من طرف وزارة الداخلية، والنصف الأول من سنة 2016 حيث البلوكاج الحكومي المفتعل الذي احتضن فيه اخنوش ادريس لشكر ليكونا أداة لأزمة سياسية أوقفت عجلة الاقتصاد الوطني، لمدة تزيد عن 6 أشهر، ثم ظروف جائحة كورونا، وخصوصا سنة 2020، حيث تم إيقاف جميع البرامج والمشاريع، وتوجيه ميزانية الجماعة كلها لمواجهة الجائحة.
أما أهم الإنجازات والأوراش التي همت التجربتين، فنجد ان التجربة الأولى همت تشييد بعض المنشآت كالقاعة المغطاة وخمس مراكز سوسيوثقافية، ثلاثة منها تم تشييدها من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومركز استقبال الشباب تنهينان، والمحطة الطرقية وسوق السمك ومركزين تجاريين، إضافة الى تأهيل مركب أغناج التراثي.
أما دار الثقافة، فبالرغم من كونها مكسب ثقافي للمدينة، الا ان الخطأ الكبير الذي وقع فيه المجلس السابق، هو تشييدها على أرض لم تنتزع ملكيتها ولم تقتن من الجماعة ولم تسو بعد وضعيتها الى حدود كتابة هذه السطور مما يعرض ميزانية الجماعة مرة أخرى لدفع مبالغ مالية في حكم قضائي قد يصدر في يوم من الأيام.
وما يجمع هذه المشاريع أنها تمت بفعل قروض طويلة الأمد رهنت ميزانية الجماعة لسنوات طويلة، أما ما يفرقها أن بعضها ما زال متعثرا لحد الآن بسبب غياب استراتيجية واضحة لكيفية اشتغالها، ومن هذه المشاريع المتعثرة، نذكر:
 المحطة الطرقية، التي انطلقت الأشغال بها منذ سنة 2004 وصرف عليها مبلغ ضخم قارب (5 ملايير سنتيم)، وهو المبلغ الذي ما زال يأخذ من ميزانية الجماعة لحد الآن. الا ان هذا البناء الضخم الذي تجاوز بكثير الطاقة الاستيعابية لمدينة تيزنيت، وصرفت فيه هذه المبالغ الضخمة، فعوض أن يبحث المجلس السابق عن الحلول التي تجعله يشتغل بالطريقة التي تعود بالنفع على ميزانية الجماعة، اكتفى فقط بصياغة دفتر تحملات وشروط على مقاس شركة معينة من اجل التدبير المفوض للمرفق بعد استحالة احداث شركة للتنمية المحلية مع نفس الشركة sntl ، والتي قدمت عرضا لا يتجاوز 30 مليون سنتيم سنويا، عن استغلال المحطة بكل مكوناتها، وهو مبلغ زهيد لا يساوي حتى ربع المستحقات السنوية للدين الذي تنفقه الجماعة على المرفق.
 سوق السمك، الذي يعد من المشاريع الفاشلة لوزير الفلاحة الحالي ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عندما كان رئيسا لجهة سوس ماسة، لأنها لم تبن وفق الشروط المطلوبة، كما هو الشأن بالنسبة لأسواق أخرى بالجهة كسوق السمك بتارودانت الذي يعاني من مشاكل كثيرة رغم اشتغاله. أضف الى ذلك التعقيدات في المساطر والسومة الكرائية المرتفعة التي تفوق الامكانيات البسيطة لتجار السمك. وما زاد الطينة بلة تعرضه للإهمال من طرف المجلس السابق مما تسبب في اتلاف تجهيزاته التبريدية وتعرض بعضها للسرقة.
 المركز التجاري النخيل، الذي تم تشييده ليكون مركزا تجاريا للقرب، تم تقييده بدفتر تحملات يفرض سومة كرائية مرتفعة جدا حالت دون كرائه رغم إطلاق الصفقات عدة مرات، فكيف يشيد مجلس مركبا تجاريا ويتبعه بدفتر تحملات تعجيزي؟
 من المشاريع التي بنيت كذلك وبدون خطة او رؤية لتشغيلها، نجد مركز بركوز. للاقتصاد الاجتماعي. والذي بنيت فيه عدة محلات تجارية لتنظيم معارض لبيع منتجات التعاونيات، الا ان الاشكال يكمن في ان هذا المركب بني على قطعة ارضية ضمن الملك الخاص للجماعة، وبالتالي سيطبق عليه قانون الملكية الخاصة. الكراء او التفويت او البيع، غير أن الغرض الذي شيد من اجله يتناقض مع هذا الامر، اذ كان الهدف هو الاحتلال المؤقت لهذه المحلات من خلال اقامة معارض. وهو ما ينطبق فقط مع الملك العام الجماعي وليس الملك الخاص.

أما التجربة الحالية فنجحت، رغم قصر ولايتها، وثقل الديون المتراكمة، في تشييد مشاريع مهمة، نذكر منها:
 مركب عموري مبارك بحي تامدغوست، ويعد من أكبر المراكز الثقافية بالمدينة، ويضم، إضافة الى المرافق الثقافية، فضاء للألعاب وملعبين رياضيين.
 ثلاث ملاعب للقرب بباب الخميس، وأخرى في طور البناء بباب المعذر بشراكة مع الشبيبة والرياضة.
 استكمال أشغال بناء المعهد الموسيقي
 احداث محلات تجارية لفائدة الباعة الجائلين
 إعادة تأهيل حديقتي مولاي عبد الله وأجبابدي، لتصبحا حديقتين عصريتين بمواصفات جودة عالية، إضافة الى ثورة كبيرة في مجال المناطق الخضراء بمختلف الأحياء بالمدينة.
 ابرام اتفاقية مع جهة سوس ماسة لاحدات تيكنوبارك Technoparc تيزنيت لإيواء المقاولات، وهو المشروع الذي سيمكن من تشجيع الشباب والشركات على الابتكار وانشاء مقاولات مبتكرة ستساهم في الإقلاع الاقتصادي.
 احداث مركب الفخار بشراكة مع جهة سوس ماسة والمجلس الإقليمي.
 انطلاق الأشغال في المدارة الرئيسية للمدينة، رغم المحاولات اليائسة للمعارضة لعرقلة انطلاقها في هذه الولاية.
هذا إضافة الى مشاريع تهم تأهيل المدينة العتيقة، كتجديد شبكة التطهير السائل وتكسية الأزقة، وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره.
كما همت انجازات هذه الولاية تصحيح أخطاء واختلالات التجربة السابقة، ونذكر من ذلك:
• تعديل دفتر الشروط والتحملات الخاص باستغلال المحطة الطرقية، حيث تم تقسيمها الى عدة مرافق منها: محطة الطاكسيات، المراكز التجارية، مقهى ومطاعم، محطة الحافلات. وهو الاجراء الذي سمح بتشغيل محطة الطاكسيات، وتخصيص احدى بنايات المحطة لإيواء المقاولات، في إطار مشروع تيكنوبارك تيزنيت، في انتظار انطلاق العمل بمحطة الحافلات، لتكتمل مراحل تشغيل فضاء المحطة الضخم.
• اعادة صياغة دفتر الشروط والتحملات الخاص بسوق النخيل، بما يسمح بتخفيض السومة الكرائية. وهو الاجراء الذي سيشجع التجار على كراء المحلات المتواجدة بالمركب، وبالتالي بداية اشتغاله.
وتبقى الإشارة في الأخير الى أن هذه المشاريع التي يتبجح اتحاديو تيزنيت بأنها خالصة للمجلس السابق، قد تم تمويلها من طرف حكومة الأستاذ عبد الاله بنكيران، غير أن المجلس السابق لم يخصص ولو درهما واحد طيلة سنتي 2014 و2015 لأداء حصته من الاتفاقية، عكس هذا المجلس الذي يبرمج كل سنة مبلغا ماليا للالتزام بحصة الجماعة في هذه الاتفاقيات، حتى تستمر الأوراش، كان اخرها مبلغ 220 مليون سنتيم للمدينة العتيقة. مما يفند كل الادعاءات الفارغة للمعارضة الفاشلة التي تحاول جاهدة تسفيه كل الإنجازات، التي فشلت في إخراجها الى حيز الوجود، في فترة ولايتها، أو على الأقل لم تكن لها النية للوفاء بالتزاماتها، تجاه اتفاقيات هم الذين أبرموها حسب قولهم.
يتبع

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة