في الوقت الذي يرفع فيه مهرجان تيفاوين بتافراوت شعار “الانتصار للقرية”، ويؤكد منظموه على ضرورة دعم الطاقات المحلية وتعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية، تفاجأ عدد من الإعلاميين المحليين بإقصائهم من التغطية الرسمية للفعاليات، ما أثار موجة من الاستياء والتساؤلات حول مدى انسجام الخطاب المعلن مع الممارسة الفعلية.
منذ انطلاقته، شكل مهرجان تيفاوين مناسبة سنوية تحتفي بالثقافة القروية، وتستقطب فنانين ومبدعين من مختلف جهات المملكة. غير أن الصحافة المحلية، التي واكبت المهرجان منذ دوراته الأولى، وجدت نفسها هذا العام خارج دائرة الاهتمام، دون دعوات رسمية أو تسهيلات لوجستية، رغم قربها من نبض المنطقة وارتباطها الوثيق بقضاياها.
يُعد دعم الطاقات المحلية من أبرز مرتكزات مهرجان تيفاوين، سواء من خلال تشجيع المنتوجات القروية، أو إبراز الفنون التقليدية كأحواش والصناعة اليدوية. إلا أن إقصاء الإعلام المحلي، الذي يُمثل بدوره طاقة فكرية ومهنية من أبناء المنطقة، يُطرح كتناقض صارخ مع هذه المبادئ.
ففي الوقت الذي تُفتح فيه أبواب المهرجان أمام وسائل إعلام وطنية ودولية، يُغلق الباب في وجه صحفيين محليين، رغم قدرتهم على نقل الصورة الحقيقية للمهرجان، وتوثيق لحظاته من زاوية مجتمعية أصيلة.
إن تجاهل الصحافة المحلية لا يُعد فقط خطأً تنظيميًا، بل يُمثل خسارة للمهرجان نفسه، الذي يُفترض أن يكون منصة للتقاطع بين الثقافة والإعلام والتنمية.
لذا، فإن إعادة الاعتبار للإعلام الجهوي يجب أن تكون أولوية في الدورات المقبلة، عبر:
– تخصيص فضاء إعلامي خاص بالصحافة المحلية.
– إشراك الإعلاميين في الندوات والأنشطة الثقافية.
– فتح باب الحوار مع ممثلي الصحافة الجهوية لتطوير العلاقة بشكل مؤسسي.
إن مهرجان تيفاوين، بما يحمله من رمزية ثقافية وتنموية، مطالب اليوم بأن يُجسد شعاراته على أرض الواقع، وأن يُعيد بناء جسور الثقة مع الإعلام المحلي، باعتباره صوت القرية ومرآة المجتمع. فلا انتصار للقرية دون إشراك من يُدافع عنها بالكلمة والصورة، ولا تنمية ثقافية دون إعلام حر ومهني يُواكبها من قلب الميدان.
Sorry Comments are closed