كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن وجود اتفاق أمني سري بين تونس والجزائر يعود إلى سنة 2001، يسمح للقوات الجزائرية بالتدخل داخل الأراضي التونسية في إطار مكافحة الإرهاب، وفق ما أوردته الصحيفة في تقرير حديث.
وبحسب لوفيغارو، فإن الاتفاق يتيح للجيش الجزائري إمكانية التوغل داخل الأراضي التونسية لمسافة تصل إلى 50 كيلومتراً، عند الضرورة الأمنية، كما يمنحه حق الوصول إلى بعض المؤسسات الرسمية التونسية المرتبطة بالعمليات الميدانية. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق ينص أيضاً على تحمّل الجانب التونسي تكاليف العمليات العسكرية والإقامة اللوجستية للقوات الجزائرية خلال فترة التدخل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التعاون الأمني جاء في سياق إقليمي ودولي اتسم بتصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا مطلع الألفية، وهو ما دفع البلدين إلى تعزيز آليات التنسيق العسكري والاستخباراتي لحماية حدودهما المشتركة، خاصة في المناطق الجبلية الوعرة التي تنشط فيها الجماعات المسلحة.
ولم يصدر، إلى حدود الآن، أي تعليق رسمي من السلطات التونسية أو الجزائرية يؤكد أو ينفي ما ورد في التقرير الفرنسي، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الاتفاقات الأمنية الثنائية وحدودها القانونية والسيادية.
ويرى مراقبون أن التعاون الأمني بين تونس والجزائر يُعد من أقدم وأقوى نماذج التنسيق في المنطقة، لا سيما في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتأمين الحدود، إلا أن الحديث عن تدخل عسكري مباشر داخل الأراضي التونسية يظل مسألة حساسة، تتطلب توضيحات رسمية بالنظر إلى انعكاساتها السياسية والقانونية.
ويبقى هذا الكشف، إن تأكدت معطياته، مؤشراً على عمق التنسيق الأمني بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة، في ظل تحولات إقليمية متسارعة وتهديدات أمنية متجددة.
Sorry Comments are closed