تيزنيت تحتفي باختتام “أكاديمية المسرح الأمازيغي” بندوة فكرية تسلط الضوء على واقع المسرح الأمازيغي وآفاقه المستقبلية

الوطن الأنساعتين agoLast Update :
تيزنيت تحتفي باختتام "أكاديمية المسرح الأمازيغي" بندوة فكرية تسلط الضوء على واقع المسرح الأمازيغي وآفاقه المستقبلية
تيزنيت تحتفي باختتام "أكاديمية المسرح الأمازيغي" بندوة فكرية تسلط الضوء على واقع المسرح الأمازيغي وآفاقه المستقبلية

اختتمت جمعية التواصل للثقافة والمسرح، مساء السبت الماضي ، فعاليات برنامجها التكويني المنظم في إطار “أكاديمية المسرح الأمازيغي”، بندوة فكرية نوعية احتضنتها مدينة تيزنيت، وشكلت لحظة ختامية مفعمة بالحوار والتأمل، كرّست البعد الأكاديمي والفني لهذا المشروع الثقافي الطموح.

الندوة، التي أطرها الأستاذ والباحث المسرحي محمد أبوري، جاءت تحت عنوان “المسرح الأمازيغي: الواقع والآفاق”، وفتحت المجال أمام نقاش معمق حول مسارات تطور هذا الفن، التحديات البنيوية التي تواجهه، ودوره الحيوي في التعبير عن التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المغرب، فضلاً عن إسهامه في صون الذاكرة الجماعية وتعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية.

البرنامج التكويني، الذي امتد على مدى أسابيع، استهدف فئة من الشباب المهتمين بالمسرح الأمازيغي، وسعى إلى تأهيلهم معرفياً وتقنياً من خلال المزج بين التكوين النظري والتطبيق الفني. وقد تميز هذا المسار بتنظيم ورشات تطبيقية، لقاءات مفتوحة، وعروض مسرحية تجريبية، شكلت مختبراً حقيقياً لتفجير الطاقات الإبداعية وصقل المهارات المسرحية.

وفي مداخلته، شدد الأستاذ أبوري على أن “المسرح الأمازيغي لا يزال في حاجة إلى مزيد من التراكمات البحثية والتكوينية، وإلى دعم مؤسساتي يضمن له الاستمرارية والانتشار”، مؤكداً أن “الرهان اليوم هو بناء مسرح أمازيغي متجدد، قادر على التعبير عن قضايا الإنسان الأمازيغي بلغة فنية راقية، ومنفتح على التجارب المسرحية العالمية”.

الندوة شهدت حضور نخبة من الفاعلين الثقافيين، المسرحيين، والمهتمين بالشأن الأمازيغي، ما أضفى على اللقاء زخماً فكرياً وثقافياً. كما تميزت الأمسية بمشاركة فنية راقية لمنشدات فن “أكراو” التابعات لجمعية “نسمة أمل” برئاسة السيدة رشيدة الدمعة، حيث أضفين على لحظة الاختتام بعداً تراثياً وجمالياً، عكس غنى الثقافة الأمازيغية وتنوع تعبيراتها الفنية.

ويأتي هذا البرنامج في سياق جهود جمعية التواصل للثقافة والمسرح الرامية إلى النهوض بالممارسة المسرحية الأمازيغية، من خلال خلق فضاءات للتكوين والتبادل، وتعزيز حضور هذا اللون المسرحي داخل المشهد الثقافي الوطني. كما يشكل هذا الاختتام محطة جديدة في مسار تثمين الإبداع الأمازيغي، وترسيخ دوره كرافد أساسي من روافد الهوية الثقافية المغربية.

وفي ختام الندوة، عبّر المشاركون عن تطلعهم إلى استمرارية هذه المبادرات النوعية، داعين إلى مزيد من الانفتاح على التجارب المسرحية الأمازيغية في مختلف مناطق المغرب، وإلى دعم المؤسسات الثقافية لمثل هذه المشاريع التي تزاوج بين التكوين، الإبداع، والبحث الأكاديمي، بما يضمن إشعاعاً مستداماً للمسرح الأمازيغي ويمنحه المكانة التي يستحقها في المشهد الثقافي الوطني.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News