في قلب جبال الأطلس الصغير، تتلألأ مدينة تافراوت كل صيف بألوان مهرجان تيفاوين، الذي بات علامة ثقافية بارزة في جهة سوس ماسة، يجذب الزوار من مختلف أنحاء المغرب وخارجه. غير أن هذا البريق الثقافي يخفي وراءه واقعاً تنموياً قاتماً، حيث تعاني المنطقة من ضعف شديد في البنية التحتية، وعلى رأسها شبكة الطرق التي تربطها بالعالم الخارجي.
ورغم الميزانيات الضخمة التي تُصرف سنوياً على تنظيم مهرجان تيفاوين، والتي تشمل تجهيزات لوجستية، حفلات فنية، واستضافة شخصيات وفرق من مختلف المشارب، فإن سكان تافراوت يجدون أنفسهم محاصرين بعزلة جغرافية خانقة. الطرق المؤدية إلى المدينة ، حيث تعاني من التهالك، الضيق، والانهيارات المتكررة، مما يجعل التنقل محفوفاً بالمخاطر .
يطرح هذا التناقض سؤالاً جوهرياً حول أولويات التنمية في المنطقة: هل من المنطقي أن تُضخ الأموال في مهرجانات موسمية، بينما تظل الحاجات الأساسية كالبنية الطرقية في طي الإهمال؟ ألا يستحق سكان تافراوت أن تُفتح أمامهم آفاق التنمية المستدامة، بدل الاكتفاء بالفرجة المؤقتة؟
إن مهرجان تيفاوين، برمزيته الثقافية، يمكن أن يكون رافعة حقيقية للتنمية، إذا ما تم توظيفه ضمن رؤية شاملة تدمج الثقافة بالبنية التحتية، وتضع الإنسان في قلب الأولويات. أما أن يبقى مجرد واجهة براقة تخفي هشاشة الواقع، فذلك ما لا يليق بتافراوت، المدينة التي تستحق أن تُحتفى بها طوال العام، لا فقط في أيام المهرجان.
Sorry Comments are closed