لا يشك اثنان على ان الكتاتيب القرآنية تعتبر مكانا هاما لتعليم الأطفال القراءة والكتابة و تحفيظ القران الكريم، و الأخلاق الأسلامية. الا انه و في السنوات الاخيرة اصبحت منطقة تافراوت، ارض العلم و العلماء تفتقد هذه الكتاتيب بالمساجد سواء بأحياء المدينة، او بالدواوير.
و بإستثناء المدرسة العتيقة، و مسجد الحسن الأول بمركز تافراوت، لا يمكن ان نتحدث عن الكتاتيب القرآنية بمساجد احياء جماعة تافراوت ، و غياب ثام لدور ائمة المساجد في تلقين الأطفال الصغار علوم الدين و القرآن. اذ تمكن الكتاتيب القرآنيةكما هو معلوم من تطوير شخصية الطفل، و تطوير قدراته و كفاءته في علوم اللغة و التربية الأسلامية، بالأضافة الى تلقينهم الأخلاق و الآداب و تعزيز علاقتهم بالله تعالى. و تساعد الكتاتيب القرآنية على تنمية ذاكرة الطفل و تركيزه من خلال الحفظ و التلقين، و تنشيط مهاراته في التحليل و الخطاب.
فمع تخلي المساجد بدواوير تافراوت عن أدوارها في تعليم الناشئة القرآن الكريم وتحفيظه واندثار هذه الكتاتيب القرآنية التي كانت محجا للأطفال دون سن التمدرس ولتلاميذ بين العطل المدرسية ؛اضحت الضرورة ملحة مرة أخرى لإحياء هذه العادة المتوارثة لما لها من فائدة على الأطفال في تعليمهم واصلاحهم وتهذيبهم، فمنذ تخلي المساجد والأئمة عن هذه المسؤولية انسلخ للأسف الكثير من الأطفال عن القيم الدينية ونفروا منها خاصة مع التطور التكنولوجي واختفاء هذه الكتاتيب واندثارها ،لهذا صار لزاما مرة أخرى المطالبة بإعادة إحياء هذه المبادرات وإعادة إسناد المهمة للأئمة في المساجد كما كان عليه الحال سلفا لما لذلك من نفع على الأطفال الذين سيجمعون بين المكتسبات التربوية الدينية في المساجد والعصرية في المدارس في آن واحد.
من اعداد …محمد قاسمي
عذراً التعليقات مغلقة