إدريس لشكر يقود «الوردة» نحو ولاية رابعة: تجديد أم تمديد؟

رشيد حموش24 ثانية agoLast Update :
إدريس لشكر يقود «الوردة» نحو ولاية رابعة: تجديد أم تمديد؟

اختتم المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمدينة بوزنيقة أعماله، مُعلنا تجديد الثقة في إدريس لشكر ككاتب أول للحزب لولاية رابعة. 

فقد حصل لشكر على تأييد واسع من مؤتمري الحزب، إذ نال 1 611 صوتاً مقابل 26 معارضة فقط.

هذا التجديد جاء بعد مصادقة المؤتمر على تعديل المادة 217 من النظام الأساسي للحزب والمادة 212 من القانون الداخلي، بحيث أصبح التمديد بولاية إضافية «قاعدة عامة تسري على جميع الأجهزة الحزبية»، حسب ما ورد في الملتمس المقدم إلى المؤتمر.

ويرى أنصار لشكر أن هذا القرار جاء «تقديرا لمسار قيادي استثنائي» حققه الحزب تحت قيادته، ولضمان الوحدة التنظيمية في خضمّ «التحولات الاستراتيجية العميقة» التي تواجهها القوى التقدمية.

لكن الداخل الحزبي لم يكن خالياً من التوتر: إذ سبق أن أثار المشروع المطروح لتعديل النظام الأساسي جدلاً واسعاً داخل الحزب، واعتبره بعض الاتحاديين مدخلاً لتمديد منفرد للقيادة بعيداً عن التداول الديمقراطي. فبعض المناضلين بادروا إلى تقديم استقالاتهم احتجاجاً على هذا التوجيه، معبرين عن استياءهم من ما وصفوه بـ«تمهيد المؤتمر على المقاس».

ومع تولي لشكر ولاية رابعة، يواجه الحزب عدة رهانات داخلية وخارجية:

• داخلياً، ضرورة إحياء المؤسسة الحزبية وتوسيع القاعدة، بعد سنوات ملاحظ فيها ضعف في الحراك التنظيمي والتجديد القيادي.

• سياسياً، العمل على إعادة تموضع الحزب في المشهد المغربي الذي يشهد تحولات اقتصادية واجتماعية، وتحولات في خريطة التحالفات السياسية.

• تنظيمياً، إيجاد توازن بين الاستقرار الذي يستند إليه قرار التمديد، وبين مطلب التجديد الذي يطرحه شباب ومناضلو الحزب.

• وتأثيرياً، إنجاح الحضور الانتخابي للحزب في الاستحقاقات المقبلة، واستعادة دوره كقوة يسارية بديلة.

في كلمته أمام المؤتمر، شدّد إدريس لشكر على أن اللحظة “حرجة” للقوى التقدمية، وأن المغرب يمرّ بـ«مرحلة تتسم بضغوط اقتصادية واجتماعية وتحولات جيوسياسية». وأكد أن الحزب سيبقى «منفتحاً على مختلف مكونات المجتمع»، داعياً إلى «عمل جماعي جريء».

واختيار إدريس لشكر لولاية رابعة يعيد إلى الواجهة نقاشاً جوهرياً حول العلاقة بين الاستقرار التنظيمي والتجديد الديمقراطي داخل الأحزاب. فعلى الرغم من التأييد الواسع الذي حظي به، تبقى التساؤلات ماثلة حول ما إذا كان هذا التمديد سيُمكِّن حزب «الوردة» من استعادة ديناميكيته أم سيغلّب منطق البقاء على منطق التجدد. والمؤكد أن عهدة هذه القيادة الجديدة ستُقاس بقدرتها على ترجمة الطموحات إلى نتائج ملموسة في الشارع.

 

 

 

 

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News