مع اقتراب كأس أمم إفريقيا، يطفو إلى السطح سؤال جوهري حول قدرة المدن المغربية على استثمار الأحداث الكبرى لصالحها. ففي الوقت الذي تتحرك فيه مدينة أكادير بجدية لاستقبال الجماهير، تبدو مدينة تيزنيت وكأنها خارج الصورة، بلا استعدادات أو رؤية واضحة، مكتفية بدور المتفرج.
الانتقادات الموجهة إلى المدينة لا تتعلق بغياب شاشة عمومية أو فضاءات للفرجة، بل بغياب التخطيط الاستراتيجي والتسويق الترابي الذي كان يمكن أن يحول المناسبة إلى فرصة اقتصادية وسياحية وثقافية. فمدينة تمتلك عناصر قوة عديدة: موقع جغرافي قريب، تراث غني، صناعات تقليدية معروفة، وفضاءات طبيعية مريحة، لكنها لم تنجح في تحويل هذه الإمكانيات إلى مشاريع ملموسة.
بدل التفكير في برامج ترويجية، تنسيق مع الفاعلين السياحيين، أو تنظيم أنشطة ثقافية موازية، انشغل النقاش المحلي بتفاصيل شكلية مثل وضع شاشة عملاقة في الساحة العامة. خطوة يعتبرها كثيرون مجرد استعراض سياسي يخدم مصالح محدودة، أكثر مما يخدم صورة المدينة أو يخلق أجواء جماهيرية حقيقية.
ومع ضيق الوقت، لم يعد ممكناً إصلاح ما فات. اللحظة التي كان يمكن لتيزنيت أن تبرز خلالها ضاعت، لأن التدبير ظل رهين ردود الفعل بدل الرؤية. وهكذا يتحول الكان من مناسبة رياضية إلى اختبار لطريقة اشتغال المؤسسات المحلية، اختبار أظهر تناقضاً صارخاً بين الخطاب والواقع.


















Sorry Comments are closed