من الرباط إلى زاكورة…حكاية رحلة على ايقاع نسائي
جميلة السيوري
انطلقت بنا سيارة الصديق عبد الرحيم في الصباح الباكر…كان الجميع في الموعد…مررنا أولا عند الصديقة جميلة. هذه المرأة المناضلة ذات الابتسامة الدائمة التي تكشف عن الفرح الذي لا يغادرها، إذ غالبا ما تفضل جميلة ألا نراها أثناء لحظات الألم، حين تغيب ابتسامتها. رفقتها جميلة كاسمها، جدية وقت الجد ونشيطة بشكل استثنائي حينما تسمح الظروف بذلك، لا مكان للضجر معها. تقاسمت معنا خلال الرحلة، الكثير من الحكايا وقصت علينا جزءا من تجربتها النضالية. بعض النتف عن طفولتها وقصتها مع مواجهتها للتقاليد والعادات التي كانت تسعى إلى تكبيل حريتها. قصت كذلك جزءا من مرحلتها الطلابية حين التحقت بصفوف الطلبة الديمقراطيين وحصولها على بطاقة الانتماء إلى منظمة العمل الديمقراطي الشعبي. توقفت بعض الشيء عند تجربتها بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان واعتزازها بالعمل الذي تقوم به إلى جانب زملاءها وزميلاتها، كما أشارت إلى المجهودات التي تبذل في إطار الجمعية التي ترأسها، أي جمعية “عدالة”. يبدو أن ساعات العمل مسترسلة ولا تترك لجميلة نهائيا وقتا للراحة…استرقت أياما معدودة، هي تلك التي قضيناها معا حيث كان اللقاء مع أحباب وأصدقاء زادوا الجو الرائع لهذه المنطقة بهاء.
حورية إسلامي
امرأة لطيفة وحريصة على أناقتها. مناضلة لا تشبه جيل المناضلات الحقوقيات الأول سواء تعلق الأمر بالشكل أو المنهجية. لمن لا يعرف حورية، فهي مناضلة التحقت بالحركة الحقوقية على إثر اختطاف أخيها الذي لم يبدو له أثر إلى الآن. في هدوءها تبدو وكأنها تخفي جرحا غائرا. في جوابها عن سؤال لي حول حال والدتها، قالت لي أن الزمن جعلها تحاول التعايش مع الغياب القسري لفلذة كبدها دون أن يمحى من ذاكرتها. حورية تضحك ولكن تعابير وجهها تعكس حزنا داخليا تعطيك الانطباع وكأنه جزء من طبيعتها. تناقش بهدوء وتطرح أفكارها دون نرفزة. تشتغل بشكل مهول بحيث تكاد لا تنقطع عن العمل إلا لماما، فمسؤوليتها الوطنية بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان وكذا في اللجنة الأممية للاختفاء القسري التي تم تعيينها بها مؤخرا، تجعل حورية ملتصقة بحاسوبها بشكل مستمر. عاشت طفولتها وجزء من مراهقتها في أكدز التي ارتبط اسمها بالسجن الشهير الذي يعتبر بمثابة مقبرة للأحياء من بين المناضلين الذي قضوا جزءا غير يسير من حياتهم في غيابهه. صدف الحياة التي ستجعل قضية الاختطاف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تلاحق حورية فيما بعد. تسعى حورية للتشبث بفرح الحياة وبجمال اللحظات دون أن تمل من مواكبة النضال في مجال يعنيها بشكل خاص.
حكاية المرأة العاشقة التي بكت حبيبها ستون سنة بعد فراقهما
امرأة مسنة من زاكورة قررت أن تكسر الصمت الذي لاذت إليه لأزيد من ستين سنة…كانت هي المدة التي فرقت بينها وبين حبيبها الذي حرمت من الزواج به. زوجتها أسرتها من رجل ثان عاشت معه في ثبات وخلفت صبيانا وبنات ولاقى حبيبها نفس المصير…اختيارات العائلات ضربت عرض الحائط ما كانت تصبو إليه رغبة العاشقين…سواء تعلق الأمر بالفتى أو الفتاة، فالقرار يرجع في نهاية المطاف إلى الأسر. أخفت السيدة جرحها الذي ظل مرافقا لها ولم يفارقها أبدا…لم ينفع قرار الأسرة في وقف المشاعر الفياضة التي كانت تكنها لحبيبها، إذ هناك فرق كبير بين ما يمكن التحكم فيه بقرار “عقلاني” بارد وما لا يمكن التحكم فيه أبدا… ألم يحكى أن النبي أجاب في دفاعه عن تفضيله لعائشة بما يلي : “اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك، ولا أملك”. حب هذه السيدة لحبيبها الأول والأخير ظل حبيس ثنايا قلبها وحاضرا في ذاكرتها وجزءا من مخيلتها…لم يغادرها أبدا وظلت له مخلصة…لم ينفع تزويجها من رجل، يبدو أنها عاشت معه حياة طيبة، من دفعها إلى الإيمان بالقدر المحتوم، فحتى وإن خضعت لقرار ظالم لم يكن لها بد من قبوله، فمشاعرها بقيت نابضة اتجاه ذاك الذي اختاره قلبها. أزيد من ستين سنة من الوفاء لحبيب وافته المنية قبلها. وفاة حبيبها كانت هي الفرصة التي قررت خلالها هاته المرأة المسنة وجدة كثير من الأحفاد أن تعلن أمام الملأ وفي قرية مغربية من الجنوب الشرقي المغربي أن حبها لم يفتر أبدا. لم تكتفي بتوديعه وتقديم العزاء لأسرته، بل قررت أن تنظم مراسيم الجنازة في بيتها…وضعت السجاجيد والزرابي في محيط بيتها والتحفت غطاء وصرخت نائحة تبكي وداع حبيبها. لم تعبأ بالحرج الذي خلفه تصرفها ولم تولي أي اهتمام لنصيحة ابنها البكر في إخفاء ما يمكن اعتباره عيبا في القرية…إذ كيف يمكن تقبل قصة حب لامرأة تعتبر في حكم رجل آخر؟…لوعة الفراق جعلتها تقرر أن تبكي هذا المصير الذي حرمها من حبيبها…تبكي سنين طويلة…تبكي العمر كله…رددت على مسامع ابنها الجملة التالية : “حبني وحبيتو وبغاني وبغيتو…واللي ما عزاني فيه أنا ما بغيتو”…لم تشفى من لوعة الفراق الأولى ولذلك اعتبرت أن الوقت حان من أجل أن تعلن حزنها الدفين وأن تودع حبيبها في غيابه النهائي…فلعلها كانت تمني النفس وتأنس بوجوده في القرية وحضوره في الحياة…أما وأن مات فلم يبقى لهذه العاشقة إلا أن تذرف دموعا حرى على حبيب لن يعود أبدا…اكتفت طيلة حياتها بالاستئناس بالهواء الذي كانا يتنفساه معا تحت سماء القرية التي شهدت اشتعال حبهما واحتراق قلبيهما…أما وقد غاب فلم يعد هناك ما يجعلها تتردد في الصراخ عاليا على أنها تفقد كل شيء بل وتفقد معنى الحياة. …فلم يبقى لها ما تخسره…
ابتسام تلميذة نجيبة تقرأ كلمة ليلي الشافعي الغائبة قسرا
نودي على ابتسام لتأتي إلى المنصة لقراءة كلمة الإعلامية ليلى الشافعي، صديقة ياسين والتي لم تمكنها ظروف العمل من الحضور إلى زاكورة للاحتفاء بصديقها. كان أستاذ ابتسام، وهو بالمناسبة نائب رئيس النسيج الجمعوي المنظم للقاء، قد اقترح اسمها وهو متأكد أن هذه الفتاة تمتلك من القوة ما يكفي لمواجهة جمهور عريض في قاعة كبيرة. قال عنها أستاذها وهو يقدمها لنا، إن ابتسام تلميذة نجيبة وذكية…فهي اليوم تتابع دراستها في السلك الثاني، تخصص علوم رياضية. أضاف، “حينما كنت أدرسها في الإعدادي وبالضبط في مستوى الرابعة، كنت أعرف أنه لو كان بمقدوري أن أنقلها مباشرة إلى السادسة ثانوي، فلن تواجه هذه الذكية أية صعوبة”…ياااه…بنات الجنوب المغربي (كأبناءه) يتمتعن بذكاء استثنائي…حكت لي يوما صديقتي المرحومة مارية البلغيثي التي كانت تدرس في إحدى ثانويات مدينة الرشيدية أن عدد الفتيات ذوات النبوغ الاستثنائي اللائي يجدن أنفسهن أمام قرار تزويجهن من طرف أسرهن ليس بسيطا…مما كان يجعلني أرغد وأزبد وأغضب بشدة على حالة هذا المجتمع الذي يضيع فرصا كبيرة من أجل بناء بلد يتحقق فيه التقدم…حرماننا من طاقات شابة بهذا الذكاء هو حقا إجرام يجب أن يوضع له حد..على كل، فابتسام الجميلة، ذات الوجه الصبوح والذكاء الاستثنائي سائرة في طريقها…أتمنى لها التوفيق في مسيرتها الدراسية والحياتية.
إكرام بنشريف…الوجه الصوفي الهادئ
هي المرة الثانية التي التقيت فيها بإكرام…كانت المرة الأولى خلال مهرجان السينما وحقوق الإنسان بالرباط ذات يوم من نهاية شهر يونيو 2013. اشتغلت لسنوات كصحفية سياسية في ميدي1 تي في، حيث كانت تحاور رجال (ونساء) السياسة…اضطرت إلى تقديم استقالتها وهي لازالت لم تتحرر بالمرة من الامتعاض عن الظروف التي جعلتها تترك المؤسسة دون أن تتركها المهنة…فهي صحفية ذات تكوين جيد…ستشق طريقها لا محالة…طبعا ستخسرها ربما المؤسسات الوطنية التي فقدت قبلها الكثير وربما ستفقد آخرين وأخريات في المستقبل…وكأن اللعنة أصابتنا حيث لا مكان اليوم ببلدنا إلا للرداءة…أما الجودة، فعليها أن تصارع يوميا بدون ضمان النتائج. إكرام فتاة هادئة، جميلة ولطيفة جدا. ينبعث من وجهها سحر خاص…وجه يبعث على الارتياح والاطمئنان…بدون مبالغة…إنه وجه ملائكي، يعبر عن روحها الطيبة. كانت إكرام كالفراشة تنتقل من مكان إلى آخر لالتقاط الصور بمصورتها…تشد على أيدي الواحدة وتبتسم للآخر وتعانق ياسين…وهما في عناقهما يؤكدان على عمق الصداقة التي تجمع بينهما. في اللحظات القليلة التي تبادلنا خلالها أطراف الحديث شعرت أنني أما صحفية مثقفة وذات اطلاع بخبايا الحياة السياسية المغربية…تحليلها للوضع رصين وتشخيصها لما صارت عليه الأمور يشاطره جل المحللين المختصين في الشأن المغربي. أعرف أن لقائي بإكرام سيكون له ما بعده…أعرف بحدسي أن صداقة جميلة تلوح في الأفق…وأننا معا سنجعلها تكبر بحجم الأحلام التي نتقاسمها.
فاطمة أقروط…إعلامية ذات اهتمام سياسي
كنت أسمع عنها ولكنها المرة الأولى التي ألتقي بها…فتاة قادمة من عمق إميلشيل تصبح صحفية متمرسة ومديرة للإذاعة الجهوية بمراكش…حينما تتحدث، تعرف أنك أمام إعلامية محترفة وذات تجربة كبيرة… فاطمة بسيطة، متواضعة وقوية الشخصية…تتحدث بطلاقة وبثقة…يبدو من حديثها أنها خبرت السياسة في عهد كان السياسيون لا زالوا يحظون بالاحترام ولا زالوا يتوفرون على مشاريع سياسية يدافعون عنها…جودة الصحفيين المشتغلين على الحقل السياسي هي من جودة السياسيين…لربما هذا ما جعل إكرام بنشريف تنسحب…إذ لم يحالفها الحظ في سياق غابت عنه السياسة وغابت عنه المشاريع الجادة وغاب من يدافع عن نبل الرسالة.. فاطمة تحكي باحترام عن جيل من النساء المنتميات للحركة النسائية…تذكرهن بخير وتتذكر أن جيلا بأكمله صنع مرحلة كان لها الحظ في مواكبة مختلف محطاتها…
كريمة نادر… المشاغبة المتمردة
كريمة شابة في مقتبل العمر…جاءت لتساهم بورقة في قراءة ديوان رصيف القيامة لياسين…اقترحها هذا الأخير لمعرفته بتكوينها الجدي وبشغبها الجميل…تنتمي كريمة إلى تلك الفئة التي زاوجت بين النضال السياسي في صفوف اليسار وبين الهم الثقافي…تناقش، تجادل، تدافع باستماتة عن رأيها…لا تزعج ولا تنزعج…شخصيا سعدت بلقاء هذه الشابة التي اعتبرتها امتدادا جميلا للجيل الذي انتميت إليه شخصيا والذي كنت أعتقد أن السياق المغربي لن يسمح بعد بظهور خلف له.
مجيدة شهيد…منتخبة محلية
من أسرة مناضلة، مجيدة حاضرة بقوة في العمل الجمعوي وكذلك كمنتخبة محلية…أصبحت بحكم قوة حضورها امرأة يلجأ إليها الجميع…تمتلك قدرة كبيرة على الإنصات وقوة خارقة في ايجاد حلول لمشاكل الناس اليومية…احتكاكها اليومي بقضايا الساكنة أدى بها إلى الانخراط في الشأن المحلي حاملة لون الحزب الاشتراكي الموحد…قلبها يخفق يسارا لأنها ترعرعت في كنف أسرة جل أفرادها انخرطوا في النضال من أجل العدالة الاجتماعية…مهما يكون من أمر الأزمة التي يعاني منها اليسار بشكل عام، فمجيدة ستظل ملتزمة بالقيم التي دافعت دائما من أجل نصرتها…إنها من الطينة التي لا تغير جلدها…
راقصات كاسيات الرأس…كاشفات الوجه…ومتحررات الجسد
في جو بديع، رقصت النساء رقصة جميلة رفقة الرجال…نساء بزي محلي جميل وبمجوهرات لا تقل عنها جمالا…تلمح الرقصة إلى عمق الثقافة المحلية وإلى قبول المجتمع المحلي بالاختلاط بين الجنسين في تعبير فني يبعث على الفرح بالحياة…رؤوس مغطاة بالضبط لإثارة الانتباه إلى غطاء مرصوص بشكل جميل تعلوه مجوهرات زادت من رونقه…أجساد تتحرك في تعبير يلمح إلى نوع من الحرية لنساء حاول المجتمع كبحهن وفي نفس الوقت سمح لهن في تواطؤ جميل على استثمار الفضاء فنيا لزرع الفرح…
سجال وجدل حاد مع صديقي عبد الرحيم شهيد حول “النوع الاجتماعي”
شغبنا المشترك لا حدود له…طيلة الرحلة كان لنا باستمرار نقاش حول قضايا متعددة…بدا جليا أن الاختلاف في وجهات النظر بيننا أصبح يتسع…كنا نعرف مسبقا أن هناك قضايا خلافية بيننا يحسن تجنب الخوض فيها…غير أن هوسنا السياسي وميولنا إلى تحليل كل شيء لم يجنبنا الوقوع في السجال وأحيانا بتشنج بل وغضب باد علينا…غضب بلغ ذروته في قضية كنت أحسبها محسومة سلفا…ألا وهي المتعلقة بالانتباه إلى إشكال المرأة والمكانة التي تستحقها في مختلف المشاريع والمبادرات التي تقوم بها الجمعية التي يرأسها صديقي…طبعا ليس هناك أدنى شك في أن الجمعية تبذل قصارى جهدها وباقتناع تام في استحضار النساء…موضع الخلاف كان فقط حول المقاربة والمنهجية، التي كنت أحاول أن أؤكد على أهميتها حتى يتم الانتباه إلى كل الأبعاد…بالتأكيد، أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، فمحبتنا ثابتة وهي التي سأعول عليها وبإصرار وثبات من أجل أن يقتنع صديقي بما أقترحه…ما عدا إذا كانت محبته لي أكبر…فالعبرة بالنتائج صديقي عبد الرحيم…والمحصلة هي الإخلاص لجميل المشاعر التي تجمعنا والتي لا فكاك لنا منها.
Fatima-Zahra Tamouh…ou l’énergie faite femme
Fatima-zahra est l’une des figures de proue du féminisme marocain. Fondatrice de l’UAF, elle fut également membre très active du mensuel 8 mars. L’engagement de cette historienne est très ancien. Elle a de tout temps été dans la mouvance de la gauche notamment dans le courant 23 mars. Très proche de l’OADP par la suite, elle compte énormément d’amis parmi les responsables et fondateurs de cette organisation. Elle les a côtoyés de près aussi bien au Maroc qu’à Paris à l’époque où elle préparait sa thèse, moment qui coïncidait avec l’exil de beaucoup de militantEs de l’extrême gauche marocaine. Ils/elles ont fui le régime d’Hassan II lorsque la répression et les arrestations s’abattaient fortement sur tous ceux et toutes celles dont on soupçonnait l’implication. La majorité de ceux qui assumeront par la suite des responsabilités au sein de l’OADP lors de sa création au début des années 80, constituait les membres d’une famille politique dont elle se sentait très proche y compris par cet intérêt très particulier pour le panarabisme notamment pour la cause palestinienne. D’ailleurs, même lorsque le vent a tourné autrement, Fatima-zahra ne s’est jamais départie de ses convictions qu’elle inscrit dans une logique de combat démocratique.
Ses longs séjours permanents aux Etats unis d’Amérique en tant que professeure (visiteur) à l’université lui ont démontré davantage la force de frappe des sionistes et l’ont réconforté dans ses convictions.
Dans l’équipe de la rédaction du 8 mars, Fatima-zahra a toujours su apporter ce qui n’était pas encore suffisamment développé, à savoir l’ouverture sur l’international. Son ancrage africain de par sa spécialité académique l’a amenée à apprécier l’enrichissement que les rencontres avec l’autre produisent. Pour rappel, c’est Fatima-zahra qui a représenté la rédaction du 8 mars dans les travaux de la 3ème conférence mondiale sur les femmes organisée par les Nations unies à Nairobi en 1985. Après son retour de cette conférence, elle a publié la couverture des travaux, elle a également raconté les moments qu’elle a vécus pendant la durée de la conférence. Elle a eu l’occasion de voir Nawal Saadaoui ainsi que la grande militante communiste soudanaise Fatéma Ibrahim. Elle a été agréablement surprise de sa rencontre avec une militante saoudienne. Une rencontre qui a participé à secouer un tant soit peu les préjugés négatifs qu’on avait à l’époque. Et pour cause, dans l’article/couverture Fatima-zahra raconte que la féministe saoudienne lui a renvoyé le préjugé qu’elles ont, elles aussi, des marocaines chez elles. Nous imaginons bien ce que c’était à un moment où les émirs/hommes du Golf se rendaient au Maroc exploitant la misère dans laquelle la population se trouvait et le prix que certaines femmes devaient payer. Pour la jeune que j’étais à l’époque, ce n’était pas sans laisser des traces. C’est aussi une manière d’attirer l’attention que le combat contre le patriarcat n’est l’apanage d’aucun peuple, ni d’aucune société.
Déterminée et très indépendante, ce sont les quelques traits qui expliquent l’engagement d’une femme de forte personnalité. Très politisée, elle est à l’image de beaucoup de féministes de sa génération. C’est ce qui permettait à cette génération de mieux identifier les moments propices pour avancer dans le combat pour défendre sa cause. Ce n’est d’ailleurs pas un hasard d’avoir posé la réforme du code du statut personnel au moment où la réforme de la constitution était posée, à savoir en 1992. Fatima-zahra n’était pas étrangère à ce débat et à ces analyses. Au sein de l’UAF, la discussion pour prendre une décision importante était de haute volée. Ce fut le cas pour décider de lancer la campagne (pétition) pour la collecte d’un million de signatures pour la réforme du code du statut personnel. Le calibre de celles qui murissaient la décision rendait compte de la qualité du débat. Elles avaient une connaissance très fine de la situation politique et des acteurs politiques. Elles disposaient également d’une détermination et d’une forte conviction de ce qu’elles défendaient. Fatima-zahra avançait des propositions mais elle avait surtout le flair de capter les propositions intéressantes. Pour ce faire, dès qu’elle prenait conscience de la pertinence d’une idée, elle développait d’une manière très rapide les arguments pour la défendre. Elle ouvrait grands les yeux et souriait, ce qui traduisait sa joie d’entendre quelqu’un formuler une idée qu’elle trouvait géniale. Elle verbalisait cette joie comme pour exprimer la chance d’être ensemble avec les copines féministes pour mettre en commun une intelligence collective. Les dix premières années (de la fin 83 à la moitié des années 90) étaient des années de bouillonnement et pour cause, il fallait élaborer l’idée de cette belle aventure à peine commencée et lui donner corps : l’idée du féminisme marocain.
Fatima-zahra tenait une place de choix dans ce qu’il adviendra de ce mouvement. Elle a contribué à mettre les jalons et a participé à fortifier le socle. Elle a été parmi les premières à avoir attiré l’attention sur la nécessité de joindre le combat pour les intérêts stratégiques à celui relatif à la satisfaction des besoins quotidiens des femmes. Sa connaissance des expériences asiatiques (L’Inde) lui ont permis de développer l’idée des projets générateurs de revenus que l’UAF avait initiée. Elle a, elle même parrainé le projet des tisseuses de tapis dans sa région natale (Sbaiya dans la province de Chichaoua) pour joindre la sauvegarde du savoir faire féminin à la rentabilité économique. Professeure d’histoire à la faculté des lettres à Rabat, elle apprenait également la langue anglaise au british council. Très organisée et dotée d’une grande efficacité et de beaucoup de persévérance, elle tenait les différents fronts sans se perdre dans tout ce qui peut gêner sa marche, voire sa destinée. Pendant ces moments, Fatima-zahra faisait partie d’une élite féminine universitaire encore rare, d’où l’importance et la qualité de sa présence. C’est une femme qui a marqué l’histoire du 8mars, de l’UAF et au-delà, du mouvement féministe en général. Elle a constitué un repère pour beaucoup parmi les jeunes. Elle a, à sa manière, contribué à la formation de la pépinière qui allait fleurir par la suite. Avec d’autres, elles ont fait de l’UAF à une époque, une école où l’apprentissage du féminisme était rendu possible.
Fatima-zahra est une femme entière, elle ne s’accommode pas avec le politiquement correct et elle a du mal à mâcher ses mots. Franche, lorsqu’il faut y aller, elle n’hésite pas. Elle dit ce qu’elle pense quand il s’agit de divergences sur les idées. En revanche, pour éviter de faire mal, elle claque les portes lorsqu’elle se trouve devant un comportement qu’elle juge contraire aux valeurs qu’elle porte. Décidée, si elle considère qu’il n’y a plus rien à attendre, elle ferme et n’ouvre aucune possibilité de retour sur ses décisions. Militante dans l’âme, son engagement était sincère et sans aucune forme de calcul. Elle s’est tenue loin des tentatives de positionnement personnel qui sont dans une certaine mesure, normales voire inévitables. Femme d’influence, elle n’a jamais développé un appétit pour un autre pouvoir que celui-ci. C’est la raison pour laquelle, elle a mis fin à sa présence dans la structure organisationnelle dans laquelle elle a milité pendant des années. Elle a rejoint par la suite les rangs de l’OMDH où elle a été membre actif de son conseil national. Restée incontournable, elle a été dans les différents moments du combat pour la réforme du code du statut personnel. Les pionnières du mouvement féministe lui vouent un respect profond. Imposante, Fatima-zahra n’est pas de celles qu’on oublie facilement.
Agréable, joviale, souriante et très énergétique, Fatima-zahra passe à l’essentiel et ne perd pas de temps dans les détails « inutiles ». Attentionnée et reconnaissante, elle a toujours trouvé les mots justes pour valoriser l’apport aussi bien des jeunes que des moins jeunes. Elle a toujours dit haut et fort ce qu’elle trouve de bien dans chacune de celles qui l’entouraient. Elle dégage une énergie positive qu’elle réussit à propager autour d’elle, une énergie, à la limite contagieuse. Même lorsque la colère et le mécontentement sont de la partie, elle ne se laisse pas entrainer vers l’amertume. Chez elle, il n y’a pas de place à la haine. Sa capacité de travail, ses multiples projets et sa capacité d’entreprendre lui permettent d’aller de l’avant, de s’orienter vers l’essentiel. Toujours dans la construction et jamais dans la destruction. Aimant les gens, ceux-là (celles-là) le lui rendent. Je peux parier qu’elle est respectée de tout le monde.
Merci Fatima-Zahra pour ce que tu es…une fierté pour les femmes marocaines
Latifa El Bouhsini
عذراً التعليقات مغلقة