عبدالله الخراز…من داخل السوق لا بمحاذاته… أين تخفي جماعة تيزنيت موقع “الفضاء الثالث”؟

الوطن الأن24 ثانية agoLast Update :
عبدالله الخراز…من داخل السوق لا بمحاذاته… أين تخفي جماعة تيزنيت موقع “الفضاء الثالث”؟
عبدالله الخراز…من داخل السوق لا بمحاذاته… أين تخفي جماعة تيزنيت موقع “الفضاء الثالث”؟

من جديد، تخرج جماعة تيزنيت على صفحتها الرسمية تتحدث فيه عن مشروع “الفضاء الثالث” وتقدم للناس معطيات لا تعكس الواقع الميداني. الجماعة تقول إن الفضاء سيقام “بمحاذاة السوق الأسبوعي”، بينما الحقيقة التي يعرفها كل من يزور السوق الأسبوعي “الخميس” بتيزنيت هي أن المشروع سيوضع داخل السوق نفسه، وبالضبط في فضاء الجملة الذي يعد القلب الاقتصادي النابض للسوق ومزود فضاء التقسيط والاسواق المجاورة من داخل الاقليم وخارجه ، ومحلات من داخل المدينة .
هذا ليس مجرد خطأ في الوصف، بل مغالطة كاملة تقزم أهمية فضاء حيوي يعيش منه المئات من التجار والمهنيين والفلاحيين. أي تدخل غير مدروس في هذا المكان سيخلق ارتباكا حقيقيا في دورة التزويد، وسيتحمل فيه المجلس الجماعي كل العواقب الاجتماعية والاقتصادية.
نحن لسنا ضد المشاريع التنموية ولا ضد إحداث فضاءات للإبداع والتكوين. بالعكس، المدينة بحاجة إلى ذلك. لكن ما نرفضه هو أن يتم تمرير مشروع بهذا الحجم عبر تلميع إعلامي وشراكات خارجية دون مصارحة المواطن ودون إشراك الفاعلين الحقيقيين داخل السوق.
إذا كانت الجماعة واثقة من مشروعها، فلتقدم للناس الحقيقة كما هي:
أين سيقام الفضاء بالضبط؟
ما مصير فضاء الجملة؟
وأين هي الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التي تبرر هذا الاختيار؟
عندما تعلن مؤسسة عمومية معطيات غير دقيقة حول موقع مشروع بهذا الحجم، فهي لا ترتكب مجرد خطأ تقني في الوصف؛ بل تمس ثقة المواطنين في قراراتها. وفي سياق سياسي محلي يتسم أصلا بالحساسية والتوتر بين المنتخبين والمهنيين والتجار، فإن مثل هذه الممارسات تزيد من فجوة انعدام الثقة.
إن مشروع «الفضاء الثالث» قد يكون فرصة للمدينة، لكنه قد يتحول إلى أزمة محلية إذا أصرت الجماعة على تمريره بالطريقة الحالية، وتجاهلت حق المواطنين في معرفة الحقيقة كاملة، وحق المهنيين في حماية مصدر رزقهم.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News