طول الطريق البئيسة التي اعبرها لأصل الى وجهة ما وأنا أتسائل من نحن ؟
لا . أبدا ليس سؤالا أنطولوجيا .. بل هي قوة التدمير التي نتعرض لها كل يوم ، الاستراتيجيات التي تنفذ بها مشروعها الامبريالي وذاتها الرجعية التي تنزل على أعصابنا وتتمزق اوتارها من هول ما نتحمل …
طول الطريق وأنا أفكر حتى تحرق الدموع عيناي ، وأنا أتذكر كلما مر علينا على نحو أكثر من سنوات منذ الطفولة وأنا أرى الحيرة في عيون سكان المناجم الذين تخلت عنهم شركات الاستعمار الفرنسي
والهجرات الى المدن والحياة في مدن الصفيح برودة الطقس وبرودة الحياة وعيناي تدمعان
لان مفكرتي تريني سكان الهوامش اسرة اسرة
…بماذا يعيشون …
ماذا يفترشون ماذا يفعلون …
وبأية خطبة عصماء يجلدون
وتطوف بي في أحياء ودروب وعيون وسط وجوه حفر فيها البؤس كلما أمكنه من أخاديد هي علامات الألم الداخلي واتذكر صلاح عبد الصبور واتمتم بعض ابياته
الناس في بلادي جارحون الصخور
غناؤهم كرجفة الشتاء فى ذؤابة الشجر
وضحكهم يئز كاللهيب فى الحطب
خطاهمو تريد أن تسوخ فى التراب
ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأون
لكنهم بشر
وطيبون حين يملكون قبضتى نقود
ومؤمنون بالقدر
اتوقف حينما عجزت عن السياقة كنت قد وصلت الى أعلى الطريق الجبلية وأطلل على الأسفل فلا أرى شيئا يدل على أن الانسان موجود هنا ، لتفاجأ عيناي طفلة ترعى ماعزها أين أنت أيها الإله ؟ وماذنب هذه الصبية في هذه الرياح التي تصرصر بعتوها بين الفجاج
كم أنت قاس أيها الإله ………..
اقود سيارتي واتابع الرحلة إلى أيام خلت كنت أرى فيها الوجوه وسط رؤوس تأمل أن يتغير تاريخها باحرازها على وثيقة استقلال مزورة وشعارات مزورة وعودة زعماء من مطاط يبشرون بحياة رغيدة لاشكل لها ، وشعارات مزورة “الارض للفلاحة والمعمل للعمال ” ولكنهم لم يقولو كيف ؟ ولم يقولوا شيئا عن المدرسة والمستشفى والشغل والثروة والسياسات التنموية ,والحريات والحقوق ,, لم يقولوا شيئا عن الكرامة عن المساواة
بل لم يقولوا شيئا عن كيف تم التخلص من الاستعمار ،وهل فعلا تم التخلص منه ؟؟ اسئلة ظلت حائرة لكن سرعان ما تبددت حيرتنا .
و بدأنا نسمع عن اغتيالات .. اختطافات .. سجون منعزلة تحت الارض في أماكن مجهولة
نسمع عن بوخنشة وقطاع الرؤوس وصرنا مرعوبين ..
والعام عام جوع يقول عبد الصبور ولا يزال العام عام جوع ،
ولايزال سؤال الناس ما الذي فعناه بأنفسنا ؟ أما كان الاستعمار أرحم من زعمائنا المزورين ؟
“والذئب أرحم من إخوتي يقول صوت يوسف في حاكايات القرآن ،
فتصرخ امرأة أعرفها جيدا :”كم كنت بليدة حينما كنت أغني بفرح:
“علال أعلال أعلال بن عبدالله
كان ايحارب النصارى
ايام البارود والضسارة
كتب التاريخ شاهدين ”
أين هي تلك الكتب وأين هي شهادتهم الآن في هذا السجن الكبير المسمى خطأ وطن ؟
متى تنتهي حاجتنا الى الاستعمار
و متى تبدأ حاجتنا إلى الاستقلال
متى ينزاح كابوس الاستعمار والاستغلال
ونصير كلنا وطن
نحيا فوقه بشموخ ونموت بين احضانه الدافئة
”
كم أنت قاس أيها ايها الاله
واتمتم كلمات صلاح عبدالصبور
بالأمس زرت قريتى ، قد مات عمى مصطفى
ووسدوه فى التراب
لم يبتن القلاع (كان كوخه من اللبن)
وسار خلف نعشه القديم
من يملكون مثله جلباب كتان قديم
لم يذكروا الإله أو عزريل أو حروف (كان)
فالعام عام جوع
وعند باب القبرقام صاحبى خليل
حفيد عمى مصطفى
وحين مد للسماء زنده المفتول
ماجت على عينيه نظرة احتقار
فالعام عام جوع…
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,انتهى
عذراً التعليقات مغلقة