سفينة الحكومة وثقب أخنوش…!

الوطن الأن20 نوفمبر 2016آخر تحديث :
سفينة الحكومة وثقب أخنوش…!

هشام والحرير

باتت سفينة هذه الحكومة عالقة منذ أن كلف الملك محمد السادس الأستاذ عبدالاله بنكيران بتشكيل الحكومة ، فبعد التشاور مع مجموعة من الأحزاب  باستتناء حزب “التراكتور” الذي يعتبره ابن كيران خط أحمر قصد الدخول معها في التحالف، بينما بقي حزب التجمع الوطني للأحرار في انتظار قيامه بمؤتمر استثنائي “مسرحي ” لتنصيب اخنوش رئيسا لحزبهم الذي اعطى درسا من دروس البركماتية ، ونتيجة لذلك ظن الجميع ان التحالف الحكومي ثم حسمه بشكيل رسمي وإذا بنا نتفاجأ بأن صاحب المحروقات بالمغرب بعد تشاوره مع رئيس الحكومة المعين من طرف الملك يضع شروطا مستفزة وتعجيزية تضع ” العصا في الرويضة ” .فيترى من يدفع هذا الرجل الخجول الى كل هذه المؤمرات واللعب بغضب الشارع ؟

إذا كان رئيس الحكومة  ذ.عبد الاله بنكيران هو المستهدف من ” البلوكاج ” الحاصل في تشكيل الحكومة لإعتبارات سياسوية ومصلحية ونفسية من الإسلاميين،فلا شك ان هذا اللعب الذي يلعبه ابن المقاوم السوسي والاحزاب التي سيطر عليها سيؤدون ثمنه غاليا سوءا سياسيا واجتماعيا.

فمن الناحية السياسية،ومن خلال تجربة الاستقلاليين لما اعلنو انسحابهم في 7 أكتوبر المنصرم ،اتى تصريح وزير الداخلية بنتائج عكسية،وقد كتبت احد قيادة “البام ” انه من بين الاسباب التي جعلت “البام ” لم يحتل المرتبة الاولى  في الانتخابات البرلمانية الاخيرة هي مهزلة مسيرة الدار البيضاء المجهولة.

اما من الناحية الاجتماعية،فغضب الشارع لن ينفع معه لا حكاية السلم والاستقرار التي تنعم به المغرب مقابل العيش في وضعية اللاديموقراطية واللا استبداد،فنموذج تونس المبشر بأن الديموقراطية يمكن ان ينبت مثله في البلدان العربية وأن الشارع ليس مرادف للفوضى فمثلا شهدنا في الحسيمة كيف كان المتظاهرين حريصين على امن وسلامة المرافق الخاصة والعمومية .

ومن الناحية الاخرى على اخنوش و اتباعه ان يعوا بأن الاستاذ عبد الاله ابن كيران الذي ابان عن حنكته سياسية وانه مستعد بتسليم المفاتيح  والرجوع الى الملك في حالة  فشله في تشكيل الحكومة ففي هذه الايام صرح ابن كيران لأحد الجرائد الالكترونية انه وصل الى طريق لا منفذ له،فكما قال الاستاذ سليمان الريسوني في احد مقالته ان تشكيل هذه الحكومة مثل ” الحلايقي ” الذي باغته المخازنية في جامع الفنا،طالبين منه “التدويرة ” فما كان منه إلا أن انتشل جلبابه من الارض ووضعها على كثفيه وهو يقول:”اديو السلعة للخيرية”

فبنكيران ليس له مايخسره في لعبة الحكومة والمعارضة الى لسببين اثنين لا ثالث لهما:

اولا حزبه حزب قوي تنظيميا وحقيقيا،لن يضعف إذا لم يستفد مسامير مائدته من الوزارات والدوواين،ثانيا لأنه خلال الولاية السابقة التي قادها،يعلم القطاعات التي فشل فيها والتي نجح فيها ، لذلك فهو اخر الخاسرين في هذه المقامرة السياسية،وهذا ما يجب ان يعلمه كل الذين ينفخون في “خنشة ” اخنوش .

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة