في اطار خلق نقاش محلي ، جهوي ، ووطني نعتزم القيام بمجموعة من الحوارات المكتوبة مع الفاعلين الجمعويين والرياضيين والسياسين ، وفي هذا الاطار سنحاور الفاعل النقابي مصطفى النحيلي :
من هو مصطفى النحيلي ؟
مصطفى نحايلي أستاذ التعليم الابتدائي، مهتم بالمعلوميات وخصوصا البرمجيات الحرة، رئيس جمعية أليس، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم FNE بتيزنيت
كيف تقييم نتائج الانتخابات التشريعية السابقة والتى أفرزت الحكومة الحالية ؟
بخصوص الانتخابات الأخيرة ونتائجها، لاحظنا أنها خلقت تغييرا كبيرا في المشهد السياسي المغربي، حيث هيمن حزب وحيد وأفرز حكومة بأغلبية مريحة جدا، مما يسمح مبدئيا بتنفيذ البرنامج الانتخابي بشكل مريح، والملاحظ أيضا هو غياب معارضة لها القدرة على التأثير، هاته الوضعية قد تكون إيجابية وقد تكون تأثيراتها سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لعموم المغاربة، لكن مع التحولات التي عرفها العالم مع مجيء هاته الحكومة، تجعل الأوراق تختلط، وتعيق تقييما موضوعيا لهاته الفترة التي مضت من عمرها، لكن المؤشرات الحالية من تصاعد الاحتجاجات بصيغتها الرقمية، وغلاء المعيشة، والتضييق على الحريات واستمرار الاعتقالات والمحاكمات، كل هذا يجعل المواطن المغربي يعيد التفكير في اختياراته الانتخابية السابقة، ويفتح النقاش حول مدى قدرة هاته الحكومة على تغيير الوضع نحو الأفضل، وفي اعتقادي، ربما نحتاج لبعض الوقت حتى تتضح الأمور أكثر، خصوصا في ارتباط الأمر باستقرار الوضع على المستوى الدولي.
كيف تقييم الفعل النقابي محليا ووطنيا في ظل الحكومة الحالية ؟
بخصوص الفعل النقابي، الملاحظ أنه يأخذ بعدين، بعد مرتبط بالتنظيمات النقابية، وبعد مرتبط بنضالات فئوية تبتعد عن التأطير النقابي المباشر، وكلا البعدين على المستوى المحلي يعرفان دينامية في ارتباط بالملفات التي تؤرق الشغيلة، لكن هاته الدينامية تفتقد للتأثير لاعتبارات موضوعية وذاتية، مرتبطة بتساؤلات الشغيلة حول جدوى الفعل النقابي في ظل تجاهل الحكومة لجل مطالب النقابات وعدم قدرة هاته النقابات على قلب موازين القوى لصالحها، ومرتبطة أيضا بالتنظيمات النقابية التي تجد صعوبة في تقوية الذات، وبذلك نجد انفسنا أمام تنظيمات نقابية بفعالية ضعيفة سواء على المستوى الوطني أو المحلي، يساهم في هذا الإضعاف علاقة الحكومة وإداراتها مع التنظيمات النقابية التي تمثل الشغيلة، هاته العلاقة التي ليست سوى علاقة تأثيث المشهد، وهاته الوضعية ستجعل من الصعب التكهن بمستقبل الفعل النقابي، الذي يحتاج لتجديد وتغيير يواكب تطورات العصر ويقطع مع الكلاسيكية النضالية التي قد تقود لنهاية النقابة كتنظيم.
عذراً التعليقات مغلقة