هذه تفاصيل جريمة قتل “تلميذ هائج” لعمّه بـ”بومالن”

الوطن الأن5 نوفمبر 2014آخر تحديث :
هذه تفاصيل جريمة قتل “تلميذ هائج” لعمّه بـ”بومالن”

ساعات في الجحيم تلك التي قضاها المارة من تلاميذ وأساتذة وسلطات ومواطنين، مساء الاثنين، وهم يشاهدون مباشرة أطوار جريمة قتل لم تكن في الحسبان. تلميذ في حالة غير طبيعية يهدد بقتل أخيه الصغير، مشهرا سكينا حادا في وجه رجال السلطة والمارة.

تطورت الأمور إلى أن يعمد التلميذ إلى قتل عمه الذي جاء لإنقاذ الطفل.. هسبريس جمعت خيوط جريمة لم يتوقعها أحد، وقعت أمام مؤسسة تعليمية في مدينة بومالن دادس، التابعة لإقليم تنغير، وهي الجريمة التي خلقت الرعب في نفوس التلاميذ والآباء والأمهات.

تهديد بقتل طفل صغير

كان الشاب “أيوب.ح” يمسك سكينا بيده، ويحكم قبضته على طفل صغير ويهدد المارة بقتله، غير أن الطفل لم يكن سوى أخاه الصغير الذي يدرس بالمستوى الخامس الابتدائي.

لم تنفع توسلات المارة الذي تحلقوا حوله خائفين حذرين من أن يذبح الطفل بجَرّة سكين، فملامحه لم تكن طبيعية وتهديداته كانت جدية، حتى رجال الأمن لم يستطيعوا القيام بأي شيء، سوى التفرج في انتظار ما يمكن أن يحدث.

وعجز الذين تجمهروا أمام باب الثانوية القيام بأي شيء لإنقاذ الطفل من قبضة أخيه الذي بدا “هائجا”، فهناك من اقترح على رجال الدرك أن يستعملوا الرصاص الحي، وهناك من اقترح استعمال شباك مرمى ملعب الثانوية.

كانت الاقتراحات عديدة، وكثير منها سيزيد الوضع سوء، لكن أحد الجيران اقترح أن ينادوا على عمه (ل.ح) البقال الأربعيني الذي لا يبعد كثيرا عن الثانوية، خاصة أنه في مرتبة والده، وقد يستطيع إقناعه بالعدول عن فكرته وتحرير الطفل.

عناق الوداع الأخير

لم يتأخر العم عندما أخبره بعض الرسل بالواقعة. كان صائما، وللتو خرج من صلاة العصر قاصدا دكانه. هرول لإنقاذ الطفل ذي العشر سنوات من قبضة أخيه الذي يهدد بذبحه من الوريد إلى الوريد..

وفي الوقت الذي لم يستطع أحد الاقتراب من التلميذ الذي كان يُشهر السكين في وجه الجميع، بما فيها السلطات المحلية التي وقفت تنتظر فرجا من السماء، تقدّم إليه لحسن بكل ثقة، سحب الطفل الصغير من قبضته ودفعه ليركض مُحرّرا بعدما كُتب له عمر جديد.

اقترب الرجل من ابن أخيه وضمه إليهِ في حب، وهو يسأله: “ما الذي حدث يا بنيّ لتفقد عقلك، عُد إلى رُشدك”.

بَادلَ التلميذ عمه العناق، وفي ذلك الجزء من الثانية الذي استبشر فيه الحاضرون خيرا، وتنفسوا الصعداء بنهاية “فيلم مُرعب”، استل أيوب السكين وطعن عمّه في قلبه، وأسقطه صريعا.

لم يكن أيوب مشروع مُجرم

لم يكن أيوب تلميذا فظا مشاغبا بحسب الحسين أُعلوان، مدير ثانوية بومالن دادس. أعلوان في تصريح هاتفي لهسبريس أكّد أن “أيوب رغم تهاونه في دراسته كان لبقا ومؤدبا، وعندما استنفذ سنوات الدراسة، إذ رسب السنة الماضية بسبب عدم إجرائه الامتحان في إحدى المواد، تقدم بطلب استعطاف لمواصلة دراسته هذه السنة”.

يضيف المدير أنه “تم قبول طلبه يوم 29 شتنبر، وهو التلميذ الوحيد الذي لم يتلقّ طلبه أية معارضة من قِبل الأساتذة، بل تم قبوله نظرا لحالته الاجتماعية كيتيم، حتى وإن استنفذ سنوات الدراسة، فسجله خال من أي سلوك مشين”.

وتابع المدير بأنه من الأساتذة من تعهد بمساعدته، والوقوف إلى جانبه ليستغل فرصته في الدراسة، ويحصل على الباكالوريا، واسمه مسجل في لوائح المتمدرسين، لكنّهُ فاجأَ الجميع بتصرفه في ذلك المساء الحزين”.

وأردف “لِحسن الحظ لم يتزامن هجومه مع خروج التلاميذ، بل قُبَيْلَ الاستراحة، قرابة الثالثة وأربعن دقيقة، فمنعه الحراس من الدخول ومنعنا التلاميذ من الخروج نهائيا حتى لا يقتله التلاميذ أو يقتل أحدهم، فقد جاء في حالة هستيرية” يورد مدير المدرسة.

رواية الأمن

وبحسب مصدر أمني، فإن الجاني كان يحمل سكينا وطعن بها رجلا قرب محطة بنزين، وواصل طريقه في اتجاه مدرسة ابتدائية، ثم قصد ثانوية بومالن دادس، وكان في حالة غير طبيعية، إذ كسّر زجاج نوافذ بعض السيارات.

وتبعا لذات الرواية، فإن أيوب أشهر سلاحه في وجه رجال السلطة، بعد ذلك طعن (ل.ح) ونقل إلى المستشفى المحلي لتلقي الإسعافات، لكنه أسلم روحه. وقد تم إلقاء القبض على الجاني واقتياده إلى مركز الدرك الملكي، فيما تباشر الشرطة القضائية التحقيقات لمعرفة ملابسات الجريمة وأسبابها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة