في شهرابريل من كل سنة ينتظر المغرب ، تقرير الامين العام للامم المتحدة حول الصحراء المغربية ، وفي كل شهر ابريل من كل سنة تقوم الجزائر وعميلتها البوليساريو بالحديث عن خروقات حقوق الانسان ، بالمناطق الجنوبية المغربية وبالتالي تناشدان المجتمع الدولي توسيع صلاحيات المينورسو لحماية حقوق الانسان ، والحال ان الذي يجب ان تقيم على اراضيه لجنة دائمة لمراقبة حقوق الانسان هي الجزائر وصنيعتها البوليساريو .
ان قارئ كتاب الاسير المغربي في سجون الذل والعار لدى البوليساريو والجزائر محمد المحفوظي الذي قدم 24 سنة من عمره فداءا لوطنه واحتراما لوحدة اراضيه ،لن يتطلب منه ان يكون شاطرا او لبيبا ليتعرف عن هول الجرائم التي اقترفتها وتقترفها يوميا عصابات البوليساريو ومخابرات الجزائر ، الكتاب يسرد عبر 335 صفحة هول الماسي وألالام التعذيب والتنكيل والاعمال الشاقة التي يقوم بها جلادو البوليساريو والجزائر ضد الاسرى المغاربة في خرق سافر لكل القيم الانسانية الكونية والسماوية ، فقضى عدد كبير من الاسرى المغاربة شهداء في ايادي هؤلاء المتوحشين من البشر الذين لا دين لهم ولا ملة .
ان معاناة الاسرى المغاربة في سجون البوليساريو والجزائر لا يجب ان تبقى جزءامن الماضي فقط فتطوى وتنسى ، انما يجب ان نتعامل معها نحن كمغاربة وكحقوقيين براهنية اكثر خصوصا وان هذه الجرائم المرتكبة تمت في حق ابناء وطننا دفاعا عن شرفنا ووحدتنا الترابية ، لكن من المستغرب حقا ان لا يعطى لهذا الملف الحقوقي الكبير الوزن الدولي والوطني الذي يستحقه من قبل الديبلوماسية المغربية من جهة ومن قبلنا كذلك كمنظمات حقوقية مغربية .
يقول الضابط الاسير محمد المحفوظي في كتابه “خبايا 24 سنة لاسير في جحيم تندوف ” ص 19 :” كل ما ساسرده على هذه الصفحات كنت قد مررت به بمعية زملائي وكافة المخطوفين الصحراويين المرغمين على العيش فوق التراب الجزائري وبالضبط بحمادة تندوف ، هذه البقعة الواسعة من الارض التي كانت بالامس ارض طاهرة كان يحج اليها عدد كبير من الناس ومن كل الارجاء المجاورة كل سنة لاحياء الموسم العتيق “امكار” ،فبعد استيطان فوقها المرتزقة اصبحت تلك المنطقة مدنسة بشكل فظيع ، لما عرفته من ممارسات الفساد وقتل الابرياء وجميع انواع الشر والتسلط والغطرسة وجميع انواع التنكيل والتعذيب النفسي والجسدي والتجويع والحرمان من ابسط حقوق الانسان والتي كنت اعيشها هناك وزملائي وكذلك ما يسمى باللاجئين ، ارتأيت ان اوصلها بكل صدق ونزاهة الى الراي الوطني والعالمي …”
رغبة اذا في تنوير الراي العام الوطني والدولي في كشف انتهاكات شرذمة البوليساريو وفضح ممارسات جنرالات الجزائر ، لابد ان نذكر مجموعة من الانتهاكات التي اقترفت من قبل يا حسرتاه من يدعون ويناشدون ويضغطون اليوم على المجتمع الدولي لحماية حقوق الانسان بالصحراء المغربية :
- الاعدامات الجماعية للاسرى
- تجويع الاسرى واستغلالهم في الاعمال الشاقة والمهينة وتسخيرهم كعبيد للعمل في مزارع قادة عصابات البوليساريو.
- التعذيب وبتر الاعضاء والحرق والصعقات الكهربائية
- اغتصاب الفتيات وتشريد الاسر وقمع انتفاضات المعارضين بالقوة بعد انتفاضة 1988 في المخيمات وسجن النساء في سجون انفرادية مع التعذيب والحرمان من النوم لمدد طويلة
- سرقة المعونات الدولية والمتاجرة فيها واستفادة جنرالات الجزائر وعصابات البوليساريو من عائداتها.
- استعراض الاسرى في اوضاع مهينة امام ما يسمى بوفود الصحافة الدولية واغلبهم اعضاء من المخابرات الجزائرية وكذا بعض رؤساء بعض الدول الافريقية الذين يساندون الاطروحة الانفصالية ويتلقون اموالا و هبات من الجزائر مقابل هذا الموقف المأجور. للاسف هناك بعض المغاربة امثال عبد العزيز المنبهي الذي حضر الى المخيمات وعاين معاناة الاسرى المغاربة ولكن تعامل معهم باستخفاف شديد ، في الوقت الذي كان فيه منتظرا منه وهو الحقوقي المفترض واخ المناضلة الشهيدة سعيدة المنبهي ان يقف في وجه الظلم والاستعباد وليس الانحياز الى جهة العدو، نفس الشئ يمكن ان يقال على الفلسطيني الراحل جورج حبش زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي سب الاسرى المغاربة وشتمهم مقابل ان يرضى عنه الانفصاليون والجزائر ، وهذا موقف مستغرب من ثوري واممي يدعي تبنيه للخط الكفاحي التقدمي في حله للقضية الفلسطينية ، هذا الخط الذي من المفترض فيه ان يناصر المظلومين والمعذبين في الارض وليس العكس ، وفي هذه الحالة فالمعذب والضعيف هو الاسير المغربي في سجون البوليساريو وليس الانصياع والانقياد لتوجهات الظالم المتجبر .
- ………
والاخطر الذي جاء به الكتاب هو تورط بعض اعضاء بعثة المنورسو و بعض اعضاء بعثة الصليب الاحمر الدولي و بعض اعضاء المنظمات الحقوقية الدولية في التستر على جرائم التعذيب بل والمشاركة فيها عبر استغلال فتيات المخيمات جنسيا والسكوت على استغلال الاسرى في بناء المستشفيات وفي الاعمال الشاقة وهو ما يتعارض مع القانون الدولي الخاص بالاسرى وخاصة اتفاقيات جنيف .
ان المنظمات الحقوقية الدولية والمغربية التي تحترم نفسها ، مطالبة اليوم بتبني ملف الاسرى المغاربة في مخيمات الذل والعار والترافع حوله في جميع المحافل الدولية ومطالبة الهيئات الدولية بمحاسبة المتورطين في جرائم القتل والتعذيب والتنكيل والتجويع والاغتصابات الجماعية في حق الاسرى والمحتجزين والمعتقلين . ان التاريخ لن يغفر لنا جميعا اذا ما سكتنا عن جرائم ما يسمى بقادة البوليساريو وضباط المخابرات الجزائرية الذين ذكر اسمهم في اكثر من شهادة وتصريح وعلى رأسهم زعيم العصابة المجرم محمد بن عبد العزيز الذي طالما تلذذ بتعذيب الاسرى والتنكيل بهم ، و البشيرمصطفى السيد الذي استعبد الاسرى واستغلهم وعذبهم شر تعذيب واستغلهم في الرعي واعمال السخرة و البطل الوهمي احمد البطل و كريكاو وابراهيم غالي واخيه وغيرهم من عتاة المجرمين الذين لا تربطهم بالانسانية اية صلة ورابطة بل هم الى الوحوش البرية اقرب انتماءا .
لا يمكن للمغرب ان يطوي صفحة من تاريخه الصراعي مع نظام الجزائر الا باعطاء الاسرى المغاربة جزءا يسيرا من حقوقهم المهدورة ظلما وعدوانا من قبل زبانية البوليساريو ، والخطوة الاولى هي متابعة المجرمين امام المحاكم الدولية ، والتعويض النفسي والمادي عن سنوات التع>يب والتشغيل القسري والمعاملة القاسية ،فبدل ان يتهم المغرب دائما بانه لا يحترم حقوق الانسان على اراضيه الجنوبية ، وهذه كذبة كبرى يجب ان نقلب الامور وان نطالب الجزائر بتقديم المجرمين المتواجدين في صفوفها وعلى اراضيها للمحاكم الدولية بدل ان نطالب المغرب بتطبيق حقوق الانسان ، اذ ان المغرب تحت القيادة الرشيدة والحكيمة والمتبصرة للملك محمد السادس استطاع ان يدخل المغرب في خانة الدول التي تحترم حقوق الانسان ولن يقبل دروس من الجزائر والبوليساريو في مجال حقوق الانسان وفي جميع المجالات ، فشتان ما بين السجل الحقوقي المغربي وسجل الجزائر والبوليساريو ، المغرب ايها القارئ الكريم استطاع ان يبني مجتمعا مدنيا ديموقراطيا حداثيا لم يعد يقبل بالتجاوزات والانتهاكات الحقوقية ، واصبحت له المناعة اللازمة للتصدي لكل من سولت لهم نفسهم المس بالمشروع الديموقراطي الحداثي في داخل البلاد وخارجها ، فيما الشعب الجزائري الشقيق لا زال يرزح تحت نير الديكتاتورية والاستعباد من قبل جنرالات شاخوا وهرموا في عداء المغرب صانعين في خاصرة المنطقة جسما غريبا ، وورما خبيثا اسمه البوليساريو ، فمن غير المنطقي ولا المقبول ان نتحدث عن اتحاد مغاربي ولا عن وحدة جمركية او فتح للحدود بدون طرد عصابات البوليساريو من الاراضي الجزائرية واقتيادهم الى المحاكم الدولية لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم من جرائم وانتهاكات ، بعدئذ يمكن ان نتحدث عن مصالحة تاريخية بيننا وبين اشقائنا الجزائريين فنحن لا نحمل الشعب الجزائري المسؤولية عما جرى من انتهاكات وجرائم بحق المغاربة ، فالشعب الجزائري ضحية من ضحايا النظام الجزائري ولعصابات البوليساريو لذلك فنحن والشعب الجزائري في الهواء سواء ونحن نراهن عليه لتغيير نظامه السياسي ليكون ديموقراطيا ومتضامنا مع جيرانه لنبني مغربا كبيرا يشرفنا جميعا امام الامم المتحضرة .
انغير بوبكر
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
عذراً التعليقات مغلقة