تُواصل “الجمهور” مسيرتها الإعلاميّة في حُلتها الجَديدة وبتخصّصِها في أحداث أقاليمنا الصحراوية، وراكمت خلال سنة كاملة تَجربة مُهمة، علّمت طاقمها مَعنى أن يُزاول مهْنة الصّحافة في صحْراء تصنع الإنفصال !
وبالرّغم من كوننا مازلنا مَسكُونين بدَهشة الوِلادة، ولكن واعين بمشاق الرّحلة، مستحضرين أهمية الفكرة مُراهنين على دعم مُناصري التّجربة، ومُقتنعين بأن الإرَادة هي أصْل العطاء، وأن الالتزام صنو البقاء وأن الخطوة الأولى هي سِر الوُصُول.
وبعد أسبُوع من هذه الإنطلاقة فُوجئنا بإحتضان مُنقطع النّظير من طرف قُرائنا الأوفياء، هذا الإحتضان ترجمته نسبة المقروئية ، على أمَل أن يَتساوى إحتضان قراءنا الأعزّاء مع “تّيقار” خُصومنا الألدّاء…ف”الجُمهور” لن تتسول مَسؤولا ولَن تبْتز مُنتخبا ولن تُساوم بطل فضيحة،وإنما ستعمل على أداء رسالتها الإعلامية وكفى.
نَعرف جيدا أنّكم مَنعتم هيئات من حقّها في التنظيم وخربتم النقابات ، اشعلتم حروبا دمويــّة بين فصائل ومُكونات الحركة الطلابية المَغربية،نهبتم ثروات الصحراء،تَقتلُون الشهــداء بشراسَة العفَاريت و تسيرُون في الجَنائز بدموع التماسيـــح ، خونتم مُخلصين أفذاذ في صحراء يصنع مسؤوليها الإنفصال ليــلا ويحاكمون بسببه شباب أبرياء نهارا، ألقيتم بنصف شباب ذات فبراير في الزنازين وأجبرتم النصف الأخر على التملق والإستجداء …وما بينهما إلى مخبرين ، و خيرة شباب الوطـــن يواجهون يأسا مزمنا .
دُستور ممنوح وإنتخابات نتائجها على مَقاسكـــم والمُؤسسات “الإستشارية” تهدُون تسييرها والتوظيف فيها لمَن تم تَرويضــه وذاب في برّاد المخزن، وشرفاء السيّاسة خارج هذه المؤسسات لفائدة صنيعة مَطبخ الداخلية، وذهاقنة الإقتصاد خارج مُعادلة الإنتاج لفَائدة مُحترفي التّملص الضريبي ومُدللي عَقباتهم بالرّشوة وجهابذة الثقافة والفكر خارج الطريق الذي يصلهم بالجماهير وأقلام الحرية داخل السجون لفائدة شرذمة من المنبطحين الذين يلعبون على جميع الحبال وخندقتم أفذاذ الوطن في دائرة التهميش لفائدة بارُونات ترقص على رمال صحراء تبيض ذهابا.
لفائــدة من هــذا كله، إنكم تغرسون أعشَابا سامـــة في وَطـــن كان دَوما “الإستثناء” الذي تريدونه، وأخشى أن تحصدوا عَواصف “الاستثناء” الذي لا تُريدونه حيث مخاطر التضييق على الأصوات الحرة والتنكيل بهم وإضعاف مكونات المعارضــة الحزبية البناءة و الحقيقية الموجودة خارج المُؤسسات طبعـــا…
نعرف كل هذا…ولكن ما أضْيق العيش في صحراء وطني لولا فُسحة الأمل، لذلك رصدنا القوت اليومي لأبنائنا بل سنوات من عُمرنا من أجل التّأسيس لصَحافة جهويّة حقيقية، تلك التي يَستحقها نِساء ورجال أقَاليمنا الصحراوية…مَن يُراهن على الخَدم ومُحترفي لَعب الأدوار المَسَارِح كمن يُراهن على المَعَاوِل ….والمعاول لاتبني لأنها صُنعت للهَدم،لذلك فاتركوا مئة زهرة تتفتح.
- رئيس تحرير الجمهور
عذراً التعليقات مغلقة