كشف بن عبد الله امحمد، رئيس سابق للهيئة الحضرية للأمن بمدينة “قلعة السراغنة” عن اتهامين مثيرين وخطيرين، ضد المديرية العامة للأمن الوطني، مؤكدا على توفره على وثائق وأدلة تزكي كلامه.
المُعطى الأول يتعلق بما وصفها نفس المتحدث بـعملية “تزوير” قام بها ملازم شرطي في قلعة السراغنة، حين عمد إلى محو رقم 14 بواسطة “بلانكو” من وثيقة عبارة عن محضر مخالفة، كان يُشير(الرقم) فيها إلى عدد الركاب غير القانونيين ضمن حافلة للنقل العمومي، تاركا فقط عبارة “راكب” بعد أن كانت العبارة الأصلية “14 راكبا”.
واكتشف المتحدث عملية التزوير هذه حين عاد من عطلته إلى مكتب العمل حيث أخبره رئيس كتابة الهيئة الحضرية بما جرى في غيابه، فطلب منه تحرير محضر مكتوب بخط يده يؤكد أقواله، وهو ما فعله المعني، الأمر الذي جعل بنعبد الله يتوجه إلى المراقب العام الذي يمثل المدير العام للأمن الوطني في المنطقة، غير أنه لم يلق سوى التسويف والتماطل، دون نتيجة، كما كان حظه مع الإدارة المركزية التي راسلها في الموضوع دون جواب، قبل أن يتوجه إلى النيابة العامة، التي حفظت شكايته، ليخرجها من جديد، حيث استمعت الشرطة القضائية للشاهد في محضر قبل شهور دون أن يعرف المعني لحد الساعة مآل البحث، ما جعله يراسل المدير العام الجديد عبد اللطيف الحموشي لإعادة المسطرة إلى النيابة لكن ورغم مرور وقت طويل على هذه المراسلة فإنه لم يتلق أي جواب من الحموشي، رغم خطورة القضية بحسب بنعبد الله.
وقال بنعبد الله إنه تلقى جوابا من شرطة قلعة السراغنة باستحالة إعادة المسطرة إلى النيابة العامة دون توجيه من مديرية الأمن.
المعطى الثاني والذي لا يقل خطورة عن المعطى الأول هو مرتبط بالأخير بحسب نفس المتحدث.
فانتقاما منه جرى حرمان ابنه من ولوج سلك الشرطة بحجة أن نتيجة النظر عنده 2 على 10.
وبحكم أن الابن اجتاز الإمتحان الكتابي و الشفوي والنفسي وكل شيء في ظروف جد جيدة، فوجئ بعدم نجاحه في الامتحان، الأمر الذي جعل الأب بنعبد الله يقوده إلى مديرية الأمن ليفاجأ بسبب الرسوب، وهو أن نتيجة النظر لدى ابنه لا تتعدى 2 على 10، الأمر الذي أغضب الأب كثيرا فطلب من المسؤولين إجراء معاينة حالية على نظر ابنه للتأكد من زور النتيجة المقدمة له، غير أن رهانه قوبل بالرفض. فعاد إلى منزله، قبل أن يبعث بشهادة طبية لجراح عيون بمستشفى ابن رشد وشهادة طبية صادرة عن جراح عيون في المستشفى العسكري في مراكش وشهادة طبية من طبيب عام، دون نتيجة، بل وبعث برسالة استعطاف إلى المدير العام للأمن الوطني السابق بوشعيب أرميل، ولا رد، قبل أن يتقدم بشكاية ضد المديرية العامة للأمن الوطني، قضت ابتدائية إدارية الرباط بقبولها في الشكل وعدم مناقشة الموضوع، لكن “المحكمة الاستئنافية” قبلت، مؤخرا، مناقشة الموضوع حيث قررت إجراء خبرة على نظر الإبن ليحصل على نتيجة 10 على 10 يضيف الأب.
وربط الأب بنعبد الله بين ما جرى لإبنه وبين الشكاية التي تقدم بها في وقت سابق ضد عملية “التزوير” المشار إليها سلفا. ويتهم بنعبد الله مسؤولا أمنيا نافذا بالوقوف وراء كل المحن التي تعرض لها رفقة ابنه، لكونه ظل نزيها في عمله.
وختم بنعبد الله حديثه للموقع بعبارات مؤثرة توحي بما يعتصر قلبه من ألم، حين قال “أهكذا يجازى من قضى 39 سنة وسبعة أشهر في خدمة البلاد، أهكذا يجازى من قضى أزيد من 20 سنة في الصحراء، وأصيب بحروق ناجمة عن هجوم انفصاليين، أهكذا يجازى من حصل على خمس تنويهات من الإدارة على نزاهته وتفانيه في العمل، أهكذا يجازى من حصل على وسام ملكي”.
يشار إلى أن الموقع يبقى مفتوحا في وجه رواية إدارة الأمن.
عذراً التعليقات مغلقة