دور الاعلام الرياضي في مواجهة ظاهرة الشغب

الوطن الأن27 يناير 2016آخر تحديث :
دور الاعلام الرياضي في مواجهة ظاهرة الشغب

 هو محور الندوة الصحفية التي نظمتها عصبة سوس  لكرة القدم وفرع أكادير للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين  ، يوم السبت 23 يناير 2016 ،بالمدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بأكادير بمناسبة الذكرى الخامسة لوفاة المرحوم الحسين الراديف الذي بصم إسمه في ميدان التسيير الرياضي بالمملكة .

 فالشغب الرياضي ظاهرة استفحلت  في الآونة الأخيرة ، في الميادين الرياضية الوطنية ،

راح ضحيته فلذات أكبادنا وتهشيم زجاج السيارات و الحافلات ،وإصابة رجال الأمن بجروح بليغة  وهجوم على ممتلكات الغير،بل ساكنة المدن المجاورة لملاعب الرياضية تضع يدها على  قلبها وأضحت تعيش على أعصابها  في اقتراب إجراء مقابلة لكرة القدم وتتخوف  على أبنائها .

  وقد حاول المنظمون خلال هذه الندوة التقرب من أسباب وعواقب وسبل الحد من هذه الظاهرة ،حيث  تناول الموضوع من ثلاثة زوايا تتعلق بالمقاربة الأمنية ،السوسيولوجيا و القانونية والإعلامية  :

ففي الجانب القانوني ،اعتبر الأستاذ بكار السباعي  ،محامي بهيئة أكادير  ، أن الشغب في الملاعب الرياضية ظاهرة اجتماعية دخيلة وجديدة في المجتمع المغربي تعبر عن عدم الرضا ،وذلك  بسلوك ينتج لعدة  تراكمات في الطفولة و الشباب ،والحال أن الرياضة رمز للتسامح والتقرب بين الشعوب و أداة لنشر قيم التسامح .فالقانون 09/09 جاء بمقاربة أمنية ردعية ،وإستراتجية لمواجهة ظاهرة إجرامية ,واعتبر منع القاصرين بالدخول إلى الملعب  خطاءا ،الأمر الذي يتنافى و حقوق الانسان ،ناهيك عن التشريع الذي يختلف قي مقتضياته حيث تخريب الممتلكات لا يجد له سندا قانونيا.وقد بدأت هذه الظاهرة في الاستفحال في المغرب .ففي سنة 2009 عرف محور الدار البيضاء الرباط أحداث شغب راح ضحيتها أشخاص ،وتخريب الملك العمومي و منشآت الغير ،كما ان للقاضي السلطة التقديرية في الأحكام ،كإصدار حكم لعدم ولوج إلى الملاعب لمدة سنتين .مشددا على ضرورة إخراج إلى الوجود مدونة خاصة بالرياضة .

أما قائد الشرطة ونائب رئيس الهيئة الحضرية بأكادير ،هشام علقوم  ،شدد على أن ظاهرة الشغب أفرزتها العولمة ،مشيرا إلى ان منذ صدور قانون الرياضي المتعلق بالعنف المرتكب أثناء التظاهرة الرياضية ،أنكبت مديرية الأمن الوطني بتطبيق مقتضيات القانون السالف الذكر ،علاوة على تنظيم دورات تكوينية في علم النفس لإيجاد سبل و أساليب ناجحة  وعقد اجتماعات مع الفصائل المشجعة  ،وكذا إقدام مديرية الأمن بإحداث فرقة شرطية متخصصة في الأمن الرياضي و الخلايا الأمنية في مختلف المدن ،وفق معطيات علمية مع تحديث أساليب المعالجة و التتبع ،وتوفير الوسائل البشرية واللوجيستيكية لتأمين المباريات الرياضية ،حيث تعقد اجتماعات ماراطونية .ف 240 مقابلة تتطلب تسخير 120 ألف شرطي لتأمينها و 450  رجل أمن لكل مباراة ،مع العلم ان مقابلة الديربي تتطلب 2000 شرطي  مع توفير وسائل اللوجستيك ومصاريف الايواء .قائد الشرطة   أبرز ان المديرية انفتحت على وسائل الاعلام بفتح قنوات التواصل والمشاركة في البرامج الإذاعية  للتعريف بإستراتجيتها والتواصل  مع الفصائل المشجعة .واستطرد حصيلة الشغب في هذا الموسم الرياضي باكادير ،باعتقال 1554 مشجع بتهم مختلفة ،تهشيم 26 عربة تابعة للشرطة ،و58 للخواص وإصابة 51 فرد من القوات العمومية .

إلى ذلك ،كشف “عبد الرحيم عنبي أستاذ  علم النفس بجامعة ابن زهر باكادير  ،على أن الحديث عن العنف و الشغب لا بد من استحضار شجرة المشاكل ،فهو نسخة لمسألة عرضية لمرض معين .واعتبر تاريخ  كرة القدم الدولية مبني على العنف .فالشغب هو اعوجاج في المؤسسنات و انعدام الوعي الجماعي .ورد ما يقع في الملاعب الوطنية ،إلى كون تاريخ المغربي يشهد الصراع بين الاثنيات  و القبائل ،وهو مستمر في المضمون فقط الشكل هو الذي تغير .فالشغب تعبير عن المحيط الذي يعيشه الفرد والذي يعرف الفقر والهشاشة ،وبالتالي يعبر عن إقصائه بالشغب من تكسير واجهات المحلات التجارية  والسيارات لأنه يفتقد لهذه الأشياء .ومما يساعد على ذلك أيضا ،تداخل أطراف أخرى من لاعبون يستفزون الجماهير ،حكام ومسيرين  و البنيات التحتية كذلك  ،فضلا على ان العنف يمارس على الصحافيين ،فهو إذن شغب سببه أطراف متداخلة يصعب تحديد أسبابه.واسترسل في كلامه ،أن الشغب هو تعبير في الأصل على جسد مقموع و مهمش ومبعد من المجتمع ،يتخذ مباراة كرة القدم مناسبة للتعبير عن همومه .

عبد اللطيف المتوكل، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين ،اعتبر الموضوع من قضايا الساعة ،ورجع تزايد آفة الشغب إلى ضعف التسيير و غياب مسييرين أكفاء .مضيفا أن الكل يتحمل للإعلام باعتباره المجال الذي يؤم جميع فئات المجتمع ،في حين أنه مكون  أساسي يتحمل جزء من المسؤولية .فحان الأوان لوضع الأصبع على الداء وذلك بممارسة الرياضة عن طريق المدرسة لكون الدراسة و الرياضة وجهان لعملة واحدة ،بغية ترسيخ قيم التسامح ،المحبة والإخاء ،فضلا عن القطع مع التنظيم العشوائي والاعتماد على التذاكر الممغنطة . 

 وخلص جميع  المتدخلين إلى أنه لا ينبغي أن يقف  الجميع كمتفرجين و يصفقون للمقاربة الأمنية وحدها ويعتبرونها الكفيلة للحد من هذا الشغب ،هو أمر غير صحيح ،بقدر أن تنجز دراسات تشخيصية يشارك فيها علم النفس ،القانون و الأمن ،وتأسيس ثقافة الرياضة بالنوادي ،وكذا الاهتمام بالأسرة و المؤسسات الاعلامية للتفاعل و إيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة .

 

                                                              محمد بوسعيد

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة