محاولة “قتل” شرطي مرور بمراكش والمتابع ابن عائلة نافدة

الوطن الأن16 يناير 2014آخر تحديث :
محاولة “قتل” شرطي مرور بمراكش والمتابع ابن عائلة نافدة

بعد أن أقدم شاب متنطع في عقده الثاني، على ارتكاب مخالفة مرورية، رفض إثرها الإمثتال والإنصياع لتعليمات شرطي مرور، مع إحاطته بوابل من الكلمات النابية، قبل أن تدفع به حدة الإحساس بفائض القوة إلى إطلاق العنان لسرعته سيارته وصدم رجل الأمن، الذي أصيب بكسر تطلب نلقله صوب المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، ومنحه شهادة طبية  حددت مدة العجز في 24 يوما بالتمام والكمال.

ظل بعدها المتهم متواريا عن الأنظار طيلة يومين كاملين، نجحت خلالها العناصر الأمنية في تحديد هويته باعتباره ينتمي لإحدى الأسر الميسورة بمدينة الإنبعاث، فيما كانت الهواتف تتحرك في كل اتجاه، في محاولة لإنضاج طريقة تخلص المعني من تبعات ما ارتكبته يمناه.

تمت إحالته مساء أول أمس الإثنين على النيابة العامة بعدة تهم ثقيلة من عيار محاولة القتل، حيث كان الجميع على موعد مع تطورات في القضية غير متوقعة، انتهت بتمتيع المتهم بالمتابعة في حالة سراح، والاكتفاء  بتسييجه بتهمة عدم الإمتثال، مع تقديم مبررات لا تخلو من حرف إن…!!

استندت التخريجة على كون المعني  لحظة وقوع الحادث،  لم يكن يتوفر على الوثائق الشخصية حين فوجيء بتدخل رجل الأمن الذي حاول توقيفه، ما أدخله دوامة الخوف والقلق الناجمين عن حداثة سنه وانعدام تجربته في دروب الحياة، ليقرر تحت ضغط حالة الخوف المذكورة، عدم الإمتثال لتعليمات رجل الأمن، والإنطلاق بسيارته بعيدا عن الموقع.

حركة لا إرادية  حسب التبريرات إياها،انتهت بتعريض الشرطي لاحتكاك بسيط بمرآة السيارة الجانبية، دون أن يدور في خلد السائق  هول الإصابة التي لحقت بالضحية، وبالتالي إدخال العملية خانة “قلة العقل”.

باقي الوقائع والأحداث التي أثتت مشهد الواقعة، من قبيل مسارعة السيدة صاحبة السيارة من نوع ألفا روميو للإرتماء في أحضان سيارة الميرسيديس السوداء اللون التي كان يقودها المتهم، وترك سيارتها  بعرض الشارع مشرعة الأبواب، قبل قطرها من طرف المصالح الأمنية، ومحاصرة الشرطي الضحية بكلمات نابية مع الاحتماء بالانتساب لشخصية أمنية وازنة،  بقيت كلها مجرد تفاصيل  غير ذات قيمة، ولا تستوجب أخذها بعين الاعتبار، وبالتالي الاكتفاء بالتهمة المذكورة وإفساح المجال أمام الفتى  لمغادرة قفص الإتهام في حالة سراح، وتحديد موعد لاحق لجلسة المحاكمة قصد إعداد الدفاع. ليسدل  بذلك الستار عن  هذه الواقعة، التي شاءت الأقدار تزامنها  مع الدرس الملكي الممتاز في الوطنية وتحكيم شروط القانون على الكبير قبل الصغير.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة