حي الرويضة، أحد أكبر الأحياء و أشهرها بالمدينة العتيقة بوزان لم يكن يعلم سكانه أنه يقيم بينهم “كالفان”جديد مغتصب أطفال متنكر في شخصية بائع “الشفنج” بأحد المحلات بالحي، كما أنهم كانوا يجهلون أنه يمارس فعله الإجرامي الشنيع في حق طفولة الحي البريئة منذ أزيد من سنتين، في غفلة من ساكنة الحي التي كان يحظى في وسطها بنوع من الثقة و الاحترام اعتبارا لسنه الستيني و حرفته ك”شفنجي” أحد المهن القديمة التي ظلت مرتبطة بالحي.
كانوا يتوجهون إليه كل صباح لاقتناء “الشفنج” الذي كان يعده باحترافية متقنة، كما كان يتقن إعداد الخطط و الحيل لاستدراج أطفال إلى دكانه و هم في طريقهم للمدرسة أو مجتمعون حول لعبة في أزقة الحي العتيق حيث كان يرمي شباك صيده على تلك البراءة ليوقع كل يوم بضحاياه الأطفال في غفلة غير مسؤولة للأسر و أبناء الحي.
الشكوك التي انتابت الآباء حول وجود بعض النقود بحوزة أطفالهم كانت بمثابة الخيط الذي قاد إلى اكتشاف الجريمة، حيث قام شخص بالضغط على ابنة أخيه البالغة من العمر 8 سنوات لتكشف له عن مصدر تلك الدريهمات التي كانت معها، لتتجلى ملامح الصدمة والفضيحة المدوية، وهو يستمع لتفاصيل عملية هتك العرض التي تعرضت لها من طرف “الشفانجي”. قبل أن يبدأ الحديث عن الموضوع والسؤال والبحث عن باقي الضحايا من بين أفراد الأسرة نفسها، ومن بين باقي أبناء وبنات الحي.
سريعا ظهرت ضحية أخرى تبلغ من العمر عشر سنوات وروت نفس التفاصيل التي سردتها جارتها، على أبيها قبل أن يصاب بصدمة قوية من جراء ما سمعه من بشاعة الفعل الممارس على فلذة كبده، لتنكشف فضيحة ال”شفنجي” الذي كان ينعت وسط حي الرويضة بصديق الأطفال، ولتستيقظ الأسر و باقي ساكنة الحي التي كانت في سبات عميق على واقع جرائم هتك عرض بشعة ضحاياها طفلات مغتصبات ومنتهكات الحرمة بكل معاني الكلمة. لتتناسل بعد ذلك الحكايات و التفاصيل بين دروب الحي العتيق لتعوض رائحة “الشفنج” الذي تعودوا شراءه من عند ذاك ال”شفنجي” مغتصب طفلاتهم، ليتذوقوا طعم الفضيحة و الجريمة كما كانوا يتذوقون “الشفنج” الذي كان يستهويهم بشهيته الماكرة.
الجريمة التي تسربت تفاصيلها بين ساكنة الحي جعلت ال”شفنجي” يختفي من حي الرويضة و يتوارى عن الأنظار، خوفا من رد فعل محتمل غير معروف شكله من طرف الساكنة و أسر الضحايا. و هو ما جعل أولئك الآباء يعلنون كسر الصمت و يقودون طفلاتهم الضحايا و يتوجهون إلى مقر الشرطة ليتقدموا بشكاية حول ما تعرضوا له من اعتداءات جنسية استمرت لأكثر من سنتين في صمت مريب، مما جعل الضابطة القضائية تستمع للطفلات الثلاث حول تفاصيل الاغتصاب و حكايات العلاقة التي كانت تجمعهن مع “الشفنجي” الذي سقط عنه قناع “صديق الأطفال” الذي تخفى من ورائه لمدة تزيد عن سنتين ليتحول إلى بيدوفيل حي الرويضة.
كما استمعت الشرطة كذلك للآباء الثلاثة الذين بلغوا عن الأفعال الإجرامية التي كان يقوم بها المتهم في حق أطفال حي الرويضة العتيق، ليتم التحرك على وجه السرعة خوفا من رد فعل جماهيري بوزان، حيث تم اعتقال الجاني و القيام بالتحقيق معه والاستماع إلى أقواله ، ليعترف بالمنسوب إليه، حيث اقتيد بعد ذلك إلى المحل الذي كان يستغله في بيع “الشفنج”، وهو نفس المكان الذي كان يستعمله لاستدراج ضحاياه، وقام بإعادة تمثيل جريمته. و هو ما جعل سكان الحي يتجمهرون بكثرة بعين المكان و نظموا وقفة احتجاجية قرب الدكان الذي كانت فيه عملية إعادة تمثيل الجريمة. لتتعالى الشعارات مطالبة بحماية أطفالهم من أمثال هذا الشخص و صرخات الأمهات المطالبات بالانتقام من مغتصب بناتهن. كما طالب الآباء بتدخل الجمعيات الحقوقية و المهتمة بالطفولة لمآزرتهم و التضامن معهم من أجل تنزيل أشد العقوبات على الجاني.
وتجدر الإشارة إلى أن عدة مصادر أكدت للجريدة بأن الثلاث الطفلات اللواتي كسرن حاجز الصمت الذي دام أكثر من سنتين، لسن الوحيدات اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية وهتك العرض، وبأن الأمر لا يخص الإناث فقط، لكن الخوف من الفضيحة جعل البعض يلوذ بالصمت ليبقى العدد الحقيقي للضحايا غير معروف و غير محدود، و هو ما جعل عددا من الأصوات بالمدينة تطالب الآباء و الأمهات بالخروج عن صمتهم الذي يحاولون من خلاله إخفاء ما كان يفعله الجاني في أبنائهم من عبث بكرامتهم و هتك أعراضهم و اغتصاب طفولتهم و ذلك خوفا من الفضيحة . عن يومية “الأحداث المغربية”.
عذراً التعليقات مغلقة