ما حدها تزيد وهي تقاقي، كما يقول المثل المغربي الدارج.
فقد بين انتقاء سارة الضعيف ابنة سبت الكردان من تارودانت لتكون ممثلة المغرب في سباق نهائي تحدي القراءة العربي في نسختها الخامسة مساحات فراغ كبيرة تحتاج لأن تضاء وتنكشف حتى تتضح الأمور على حقيقتها في واقع مؤلم مقزز بجهة سوس ماسة، حيث لا أحد يرضى على هذا الواقع المر المترهل في علاقات موظفيه وادارتهزالجهوية وفي علاقاتها بالسلطات بشهادة مرؤوسين ورؤساء من مختلف الدرجات.
أولها أن القراءة ما تزال محدودة رغم كل التحديات، وأن المنظومة التربوية بالجهة لا يشجع، وأن الاعتماد على النفس يحتاج لما يحتاج من دعم ذاتي ودعم الأسر أولا وأخيرا.
غير أن تمثيل سارة لتارودانت وتصير ممثلة المغرب في نهائي تحدي القراءة العربي(وليس بطلة المغرب كما يسوقها البعض لأنه شتان بين المفهومين)، له دلالات كبرى أفرجت عن عتمات كبيرة وكثيرة متراكمة في سوس ماسة.
ولعل أولى العتمات المتراكمة التي كادت تنفجر، بحسب سارة في تصريحها لموقع محلي في تارودانت، رغبة ابنة سبت الكردان في أن تصير طبيبة نفسانية، لأن أكثر الأمراض انتشارا هي الأمراض النفسية بسبب طريقة بناء شخصيات المغاربة منذ الطفولة، بحسب التلميذة.
وإلى حدود ذلك، تبدو الأمور عادية، غير أن تصريحها الأخير حول الأمراض النفسية، عكسه سلوك مسؤول (من المفروض فيه أن يكون كذلك) بالطريقة التي رد بها على احتلال سارة الرتبة الأولى، حيث وقف من كرسيه، الذي يخاف عليه گثيرا، وبشكل مرتبك وطريقة غريبة، أثار سخرية من تابعوا وعاينوا وشاهدوا ما وقع، ليفطن في الأخير إلى ما حصل، ويوجه “كاميرا الزوم” بطريقة مرتبكة تحمل الكثير مما تحمل الذات من أنين وألم وأسى، في لحظة يفوح منها كبت الألم الدائم والهلف واللهفة واللهطة على المستقبل المجهول.
ما حققته سارة، كما تقول كان بسند ودعم أسرتها، وعلى الخصوص والدتها بالخصوص، ولم يكن البتة بمن حضر ليصفق وينتشي بأنه انتصر لوهم وايهام نفسه، خصوصا أن مسؤول الأكاديمية لم يگلف نفسه ولم يبادر بتقديم جائزة رمزية من مال العام للأكاديمية طبعا ( وليس ضيعة المتعاقد)، أو على الأقل “طابليط” من العشرات المتحصل عليها من نقط الوفاء مع الفاعل في الاتصالات، مادام أن ميزانية الأكاديمية يجب ان تصب في مصلحة التلميذ اولا وأخيرا.
ما حققته سارة لنفسها وأسرتها، ثمرة مجهود ذاتي وسند أبوي، يخفي الگثير من العتمات خصوصا ما يتعلق بنتائج أكاديمية جهة سوس ماسة في الباكلوريا(الرتبة ماقبل الأخيرة) وأولمبياد الرياضيات والمسابقات الوطنية الاثنا عشر ومؤشرات المردودية الداخلية والتكرار والهدر والاكتظاظ ووضع الداخليات (إلا من صفقات المناولة العجيبة غير المسبوقة في بلاد المغرب التي بفضلها سوس ماسة أصبحت الاستثناء) وغيرها، التي لا نجد فيها “شرف” سوس ماسة العالمة وتاريخها وتضحيات رجالاتها ونساءها الشريفات العفيفات، والتي تتاكل اليوم لحظة لحظة ويوما بعد يوم على حساب أولويات أخرى.
ويرى خبراء في مجال التربية أنه شتات ما بين مشاريع الإسمنت “بني وعلي وسير ولي” ومشاريع بناء الانسان”، وهو ما يعكس الحرص الشديد للمسؤول الأول، من خلال ولوجه السبت ما قبل الماضي المركز الجهوي للتكوين المستمر “الزرقطوني” الذي أصلح (للمرة الثانية) في جزءه الأول بصفقة تناهز 200 مليون سنتيم، وتتبع بشگل سخصي بناء عمارة جديدة وسط بناية الأكاديمية (عفوا أكاديمية جديدة كما يصفها أهل الدار والزوار) بمليار سنتيم، مع العلم أنه من الأجدر على المسؤول الأول أن يحرص على توفير شروط التمدرس لتلاميذ ما يزالون يشكون الاكتظاظ والهدر والانقطاع بنسب مقلقة وبمؤشرات جعلت الأگاديمية تتراجع في سلم عشرات المشاريع بين الأكاديميات، حتى صارت سوس أضحوكة الزمن، بما فضل ونذر، وفي الجهة التي لم تفلح ولم تنجح في الدخول المدرسي الجديد 2020/2021، فصار القائمون عليها يقتنصون الفرص لاستعراض العضلات الواهية وتسويق الوهم واللعب بالأرقام بشگل مغلوط، يگذبه الواقع الذي يفضح المگياج والواجهة المزيفة في واقع لا يرتفع بجهة دخلت الإنعاش لأزيد من سنتين (يتبع غدا).
من إعداد : بوتفوناست
عذراً التعليقات مغلقة