يبدو أن بعض السياسيين ونخبة من رجالات الدولة في مغربنا سهل عليهم الجلوس مع العدو الصهيوني والتحاور معه بشأن قضايا اقتصادية ثقافية وسياسية، و التعبير عن ذلك صراحة وبدون أدنى مركب خجل أو شعور بالذنب، وكـأنهم يجلسون مع دولة كاملة الأركان، لها أرض وتاريخ، ولم تقم على أنقاض شعب آخر، ولم تغتصب أرضه وتشرد شعبه. وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أنهم يجلسون مع كيان غاصب استولى على أرض ليست له وهجر شعبها، وأعمل تقتيلا وتعذيبا، وما زال يفعل، وهم بفعلتهم هذهـ انما يركبون موجة الغدر بالشعب الفلسطيني الأعزل ويرفعون الحرج على العدو الصهيوني للاستمرار في جرائمه الاستيطانية في حق القدس والمقدسيين.
1 – وزراء مطبعون
وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، اول وزير يهرول نحو اجراء محادثات مع نظيره الصهيوني، من اجل بحث سبل الشراكة بين المغرب والكيان الغاصب، تهم قطاعات النسيج والصناعات الفلاحية والبحث والتطوير في القطاع الصناعي. وهو الوزير نفسه الذي شن حربا شعواء على تركيا مهددا بتمزيق اتفاقية التبادل الحر بينها وبين المغرب، كون تركيا تستفيد من هذه الاتفاقية أكثر من المغرب وأن المغرب يواجه عجزاً في الميزان التجاري بسبب هذه الاتفاقيةـ حسب زعمه. والان يتبجح بكون المحادثات مع الوزير الصهيوني ستفتح آفاقا مثمرة من التعاون الثنائي، وكأننا مقبلين على جنة من الرخاء والرفاه الاقتصادي بتطبيعنا مع العدو الصهيوني.
وما كدنا نستفيق من هول هذه الصدمة، حتى صدمنا بسقطة تطبيعية أخرى، بطلها هذه المرة وزير الطاقة والمعادن، الذي شارك في لقاء جمعت فيه أمريكا دول التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، لتستمر موجة الغدر بالشعب الفلسطيني وبالمقدسات الاسلامية في الوقت الذي بواصل فيه هذا العدو الغاصب جرائمه المتمثلة في هدم المنازل ومصادرة الأراضي واعتقال الالاف بشكل مستمر، فضلا عن استمراره في تهويد ما تبقى من القدس الشريف.
2 – مطبعون من نوع آخر
وثالثة الأثافي وقاصمة الدهر في مسلسل الهرولة خروج شيخ السياسيين في هذا الزمان، الذي جثم على حزب الحركة الشعبية لعقود، بتصريح عن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، حيث زعم بكونها ستعود بأثر إيجابي على الاقتصاد الوطني، وكأن هذا الشيخ الطاعن في الزعامة لا يعرف حقيقة الاقتصاد الإسرائيلي القائم على تدمير كل شيء من اجل أجل أن يستمر ويتطور، فسياسة إسرائيل تقوم سلوك جميع الوسائل من اجل تطوير اقتصادها، ولن تتوانى عن تدمير اقتصادات الدول المنافسة من اجل ان يبقى الاقتصاد الإسرائيلي هو الأقوى في المنطقة.
وبما أن الجهل مركب عند هؤلاء، او فقط هكذا يرون أنفسهم، فانهم يستدعون دائما مقولة «الجالية اليهودية المغربية بإسرائيل” فكيف يقبل المغرب بجالية شاركت في اغتصاب أرض وتهجير شعب؟
مسلسل التطبيع والهرولة لم يقف عند هذا الحد، بل امتد ليصل الى قطاع الرياضة، وخصوصا كرة القدم التي تستهوي فئات عريضة من المجتمع، اذ عقد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم لقاء مع رئيس اتحاد الكرة الإسرائيلي، داعيا إياهم الى زيارة المغرب بغية التفكير قي سبل بناء علاقات تعاونن وتنظيم مباريات ودية بين الفرق المغربية الإسرائيلية.
وهكذا يصر هؤلاء المسؤولين على ادخال الكيان الصهيوني الى قلب كل بيت من بيوت المغاربة، كما يخترق السرطان الخلية ليحدث ارتباكا في برنامجها، فتبدأ الخلية في ضرب نفسها بنفسها، ويفقد الجسم مناعته، ليستطيع أي مرض مهما كان بسيطا تحطيم الجسم، فلا يقدر بعدها على المقاومة.
يتبع
عذراً التعليقات مغلقة