سياسي جزائري …حكم الكابرنات في الجزائر أكثر فظاعة من الاستعمار الفرنسي

الوطن الأن8 فبراير 2025آخر تحديث :
سياسي جزائري ...حكم الكابرنات في الجزائر أكثر فظاعة من الاستعمار الفرنسي
سياسي جزائري ...حكم الكابرنات في الجزائر أكثر فظاعة من الاستعمار الفرنسي

بشكل مثير خرج مجموعة من السياسين الجزائريين المعارضيين للنظام العسكري الحالي ، بتصريح خطير ، حيث يعتبر العديد منهم أن حكم العسكر في الجزائر أسوأ بكثير من الاستعمار الفرنسي، إذ يرى هؤلاء أن النظام العسكري الذي سيطر على البلاد بعد الاستقلال لم يكتفِ بتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة، بل فاق الاستعمار في قسوته. فقد شهدت الجزائر تحت حكم الكابرنات انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القمع السياسي، والتضييق على الحريات، ونهب ثروات البلاد.
في الوقت الذي كان من المفترض أن تستفيد الجزائر من ثرواتها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي، فإن هذا النظام قد أسهم في تدهور الاقتصاد، وارتفاع مستويات الفقر والبطالة، مع تراجع ملحوظ في مجالات التعليم والصحة. وبهذا، يعتقد المعارضون أن حكم العسكر تفوق علي الإستعمار في فظاعته ودماره.
ويستنكر العديد من الجزائريين التصريحات التي توجه الاتهامات للفرنسيين بشأن الاستعمار دون النظر إلى ما فعله النظام العسكري الحاكم في الجزائر بعد الاستقلال. فبينما يعتبر البعض أن الاستعمار الفرنسي جلب العديد من الفوائد، مثل تحسين البنية التحتية وتطوير مجالات التعليم والصحة، يرى البعض الآخر أن حكم الكابرنات كان أكثر تدميرًا للبلاد.
وترك الاستعمار الفرنسي بصمته في العديد من المجالات، إلا أن النظام العسكري الحاكم بعد الاستقلال، بممارساته القمعية والفاسدة، جلب معاناة جديدة للشعب الجزائري وأدى إلى إهدار الفرص التي كان بإمكان البلاد استغلالها من أجل التطور والنمو.
كما يعتبر الاستعمار الفرنسي للجزائر فترة مليئة بالتناقضات، إذ رغم الانتهاكات التي ارتكبها الفرنسيون، مثل المجازر والتعذيب والتجارب النووية في الصحراء الجزائرية، إلا أن الاستعمار الفرنسي ترك آثارًا إيجابية واضحة. فقد قام ببناء الطرق، وتأسيس الجامعات، وإنشاء المستشفيات، الأمر الذي ساهم في تحسين العديد من جوانب الحياة اليومية. ورغم أن هذه الفوائد لا يمكن أن تبرر أبدًا الممارسات الوحشية للاستعمار، إلا أن العديد من الجزائريين يرون أنه على الأقل ساعد في تطوير بنية أساسية تفتقر إليها الجزائر الآن.
و بعد استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، كان من المتوقع أن تشهد البلاد تطورًا على كافة الأصعدة، لكن الحقيقة أن الجزائر لم تحقق تلك الطموحات. فقد خلف الاستعمار الفرنسي وراءه ثروات هائلة، تشمل الأراضي الشاسعة والموارد الطبيعية، بالإضافة إلى بنية تحتية قوية. ومع ذلك، نجد أن البلاد بعد الاستقلال عانت من تدهور اقتصادي واجتماعي مستمر. فالتساؤلات تطرح نفسها: ماذا فعل الجزائريون بهذه الثروات؟ لماذا لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل لبناء مستقبل أفضل للجزائريين؟
و في ظل الانتقادات التي وجهها بعض الشخصيات مثل إريك زمور، يجد البعض أن تصريحاتهم كانت صحيحة إلى حد كبير. ففي حين أن الاستعمار الفرنسي ترك بصمات إيجابية، إلا أن الممارسات التي أقدم عليها النظام العسكري الحاكم في الجزائر منذ الاستقلال أدت إلى تدمير أكبر. فقد نشأت تحت حكم العسكر دولة لا تعرف سوى القمع، التفقير، ونهب خيرات البلاد، بينما لا يظهر أي نوع من التطور أو التقدم في أي قطاع.
رغم أن الجزائر تحررت من الاستعمار الفرنسي، الذي ترك فيها العديد من الآثار السلبية والإيجابية على حد سواء، فإن البلاد لا تزال تعيش اليوم في أزمة خانقة. فالمواطنون يعانون من صعوبات اقتصادية كبيرة، مثل طوابير الغاز، والحليب، والدقيق. بالإضافة إلى ذلك، يشهدون تدهورًا مستمرًا في الخدمات والبنية التحتية، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة ثروات البلاد بعد الاستقلال.
وفي ظل حكم الكابرنات، لا يبدو أن الجزائر قد حققت أي تقدم يذكر. بالعكس، شهدت البلاد تطورًا سلبيًا، حيث تميزت فترة حكم العسكر بالانقلابات السياسية، والقمع، ونهب خيرات البلاد. بينما ارتفعت مستويات البطالة والفقر، وانخفضت جودة الحياة.
ويرى الكثير من الجزائريين أن النظام الحالي، الذي يوصف بالكثير من الأحيان بأنه ديكتاتوري، لا يختلف في قسوته عن الاستعمار الفرنسي، بل قد يفوقه في بعض الجوانب بسبب الممارسات الفظيعة التي ارتكبها بحق الشعب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة