هناك مثل فارسي معروف ينطبق على حال النظام الراهن الملالي الحاكم في طهران وهو يعادل « زاد الطين بلة» اى تكدس المشاكل والمعضلات.
كان يتصور كلتا الزمرتين للنظام أنه بعد تجرع كأس السم النووي والرضوخ لتراجع ستراتيجي سيفسح على الأقل مجال للتنفس للنظام الذي يعيش في حالة الخناق. الا انه يساور النظام مخاوف جديدة أكثر من أسبوع. مخاوف على مخاوف سابقة بالضبط مثل« زاد الطين بلة». و الموضوع هو أزمة اقليمية مستنقع ايضا.
من جهة الهزيمة العسكرية في سوريا ونقل توابيت عناصر الحرس للنظام دون وقفة تظهر نهاية الآفاق المستقبلية لعمق ستراتيجي مقابل عيون خامنئي. ومن جهة أخرى وضع كأس السم الإقليمي اي التراجع عن سوريا، امامه و اجبره على اختيار الذل في مؤتمرات فيننا على قول صحيفة كيهان يجعل نفسه في هوامش ويرى بعينه بان روسيا تتفق مع «الحل السياسي» دون رغبة النظام. وجعل في نفس الظروف عزلة النظام الملالي في المنطقه بعد احداث هجوم على سفارة السعودي في طهران ومشهد وقرارات الدول العربية في هذا الشان وارجاع الملف للمجلس الامن الدولي وخاصة التعاون الستراتيجي بين تركيا والعربية السعودية واعلان تشكيل مجلس التعاون الستراتيجي التركي السعودي. فان مجلس التعاون الستراتيجي التركي السعودي يشكل رأس حربة لجسم مكون من البلدان المشاركة في التحالف العسكري الاسلامي.
انه خطوة باتجاه بلوغ استقطاب اقليمي مهم يقف بموجبه حسب اعتراف وسائل الاعلام التابعة لنظام الملالي «سوريا وايران وحزب الله وروسيا» في جانب و«تركيا والسعودية وقطر وأمريكا »في جانب آخر « وجها لوجه من مشهد المعارك السورية ».
في الحقيقة هناك قلق بين دول الخليج من دور أمريكا المقبل تجاه المنطقة. انهم غير مقتنعين بأن أمريكا ليس هي الطرف الذي يدافع عنهم تجاه تهديدات وحملات النظام الايراني عليهم. لذلك ان الدور الأمريكي قد تقلص وتشكلت تحالفات جديدة لكي تستطيع دول المنطقة نفسها بالتصدي لهذه التهديدات.
أن السياسات الطائفية للنظام الايراني في السنوات الماضية بعثت القلق التركي أكثر من الماضي وتحول دور النظام الايراني داخل الاراضي التركية وتأجيج الطائفية السياسية في هذا البلد الى خطر ولهذا السبب فان السلطات الرسمية التركية أصبحوا يستهدفون قادة النظام الايراني. وهذه المسألة تنم عن ادراك تركيا لهذه الآخطار ودور النظام الايراني.
وهناك نفس الوضع داخل النظام ايضا. كما وصفت الصحف و و سائل الأعلام النظام إعلان عملية ترشيح رفسنجاني لخبراء النظام هو« معركة شاملة» او « لعب الموت والحياة» في رأس سلطة النظام. اذا أراد أن يحذف خامنئي عن طريق مجلس صيانة الدستور رفسنجاني لابد ان يجازف بقبول خطر فتح الشرخ والخروج للإنتفاضة المحتملة من داخل النظام. لانه لا يستطيع هذه المرة بذريعة «الكبر في العمر» يقوم بحذف رفسنجاني كما حدث ذلك في مسرحية الإنتخابات النيابية. عملية حذف رفسنجاني يشابه عملية جراحية كبيرة حيث نزيفه سيذلل النظام. الا انه اذا تخلى عن حذفه و يرضخ مثل ما رضخ للملا روحاني ويقبل حضوره في مجلس الخبراء معناه قبول هيمنة رفسنجاني على الخبراء خاصة في مرحلة أكثر حساسية له. المرحلة التي أكدت عليها ممثل خامنئي الملا موحدي كرماني بشأن موت خامنئي« علينا ان لا نبتعد عن الاحتمالات» وهذا هو« الهاجس الرئيسي» و يطلق عليه مأزق في مأزق او المأزق مضاعف.
وهل يستطيع نظام ولاية الفقية أن يجد طريقا للخروج؟
زهيراحمد
عذراً التعليقات مغلقة