بحلول 8 مارس من كل سنة تحتفل الأمم باليوم العالمي للمرأة كاعتراف بمكانة المرأة داخل المجتمع و الأسرة و هو ايضا يوم لتقييم وضعية المرأة و الوقوف عن حصيلة المنجزات و التراجعات المحققة لصالحها او ضدها.
و ليوم 8 مارس حكايته الخاصة، فالأسطورة تقول أنه مرتبط بإضراب عاملات النسيج الأمريكيات في سنة 1875م، رغم أنه من المعروف أن المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات هو أول من طالب بيوم عالمي للمرأة وذلك في سنة 1910م دون أن يقترح يوما محددا لذلك.
الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بدأ منذ 1917م بعد إضراب العاملات بمدينة سان بيترسبورغ آنذاك و أصبح تقليدا قبل أن يصبح يوما أمميا منذ 1945م ولم يحض باعتراف الأمم المتحدة كيوم اممي عالمي إلا سنة 1977م.
تاريخ الاحتفال بهذا اليوم يذكرنا و يختزل مسار النضالات السياسية و الحقوقية للمرأة منذ القرن 18 الميلادي و يبين بوضوح أن النضالات النسائية التي قادتها الحركات النسائية عبر العالم جعلتنا نشاهد اليوم نساء من حديد يحكمن دولا كبرى و يتحكمن في مؤسسات عالمية كبيرة ، الامر الذي كان قبل سنوات مستحيلا وغير مقبول.
تطور وضع المرأة في العالم أثر على النساء بالمغرب وبرزت المرأة وظهرت حركة نسائية منظمة تدافع عن المرأة وإدماجها في التنمية وإن كان ذلك بإيديولوجيات مختلفة. وتوج ذلك بالتعديل الشهير لمدونة الأسرة بعد صراع تاريخي بين القوى الرجعية و القوى الإصلاحية الراغبة في المساواة و العدل و الإنصاف.
بفضل جهود الحركة النسائية المغربية تحسنت مكانة المرأة و تطورت وضعيتها المادية و الاعتبارية وأصبحت تتولى مناصب و مسؤوليات كبيرة لم يكن يسمح لها بها.
تقدم المرأة المغربية لم تعرفه كل المناطق إلا بدرجات مختلفة حيث نجد مناطق تغيب فيها ، إلا في تدبير شؤون البيت و مدينة تيزنيت ليست إلا مثالا لذلك، فلا يمكن أن تجد المرأة تتولى مسؤولية إلا إذا فرضها القانون، وعندما يفعل ..تكون مجرد ديكور مسلوب الفعل و الإرادة.
بحلول 8 مارس، تكون 6 اشهر كاملة قد مرت على انتخابات 4 شتنبر 2015 حيث أصبحت لدينا أكثر من 120 منتخبة في الإقليم في سابقة من نوعها ولكن لا نسمع لهن صوتا ولا نرى لهن حركة، فهل عدن إلى بيوتهن ؟ ام انهن اصلا لم يكن يعلمن انهن منتخبات ننتظر منهن الكثير.
أسباب هذا الجمود ذاتية وموضوعية و أبرزها غياب حركة نسائية في المدينة وأقصد بها حركة حقوقية سياسية تقودها نساء لهن قناعات وأفكار وليس طموحات انتخابية فقط، وأحيانا أخرى طموحات تجارية، هذا في الوقت الذي تحضر حركة نسائية جمعوية خيرية ، يمكن تصنيفها ضمن الحركات الدعوية و ليست الحركات النسائية.
تجربتي المتواضعة واحتكاكي بنساء مناضلات بمدن أخرى يجعلني حزينة يوم 8 مارس.. حزينة لأن مدينتي ونساؤها لم يستوعبن بعد روح الاحتفال بيوم 8 مارس؟
أمينة أنجار. نادي النساء المقاولات
عذراً التعليقات مغلقة