انطلقت مساءيوم الاربعاء، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان تراثي بتيزنيت يتعلق بظاهرة «إمعشار»، تحت شعار ” فرجة إمعشار ورهانات التصنيف كتراث انساني “، وقد شارك في هذا الكرنفال ما يقارب 200 مشارك، شمل ولأول مرة بعض تلامذة المؤسسات الثانوية، حيث طاف الجميع بأقنعتهم ولباسهم المميز بأهم شوارع المدينة الرئيسية، ليستقر بهم المطاف بساحة الاستقبال بتيزنيت، حيث انتظرهم جمهور غفير من ساكنة المدينة وزوارها لتقديم الفرجة .
واللافت للإنتباه في هذه الدورة طبيعة الشخصية التي تقمصها أحد المشاركين، حيث ولأول مرة تم تجسيد شخصية خليجية مستيعنا بالنرجيلة كما يقوم بتوزيع مكرمات وعطايا على بعض الجمهو، هذا في الوقت سجل فيه غياب شخصيات حيوانية مثل ” أرعم ” أي الجمل وتاسردونت ” البغلة” وأفلوس أي ” الديك ” و “الهيشت” أي الحيوان الخرافي، بالموازاة مع ذلك تم تسجيل غياب في اليوم الأول بعض الشخصيات البشرية مثل الحزان والكراب والطبيب وغيره، مما أفقد الكرنفال باقي أشكاله الفرجوية والمسرحية وما ترتبط به من مشاهد تمثيلية خاصة كان ينجذب اليها الجمهور، خاصة بعد الرهان الذي اتخذته اللجنة المنظمة لتصنيفه كتراث انساني، والإقبال الجماهيري المتزايد على مثل هذه الأشكال التراثية المحلية.
وجدير بالذكر أن مدينة تيزنيت عرفت منذ القدم تشكيل فريقين إثنين أحدهما في الجهة الشرقية ” إداكفا” والآخر في الجهة الغربية ” أيت محمد “، وكلا الفريقين يسعى لأن يكون الأفضل في منطقته حيث أن لكل فريق حدوده ومناطقه يزورها محددة سلفا لتفادي أي صدام بين الفريق الآخر، غير أن تغييرات جذرية طرأت على مستوى مكونات الاحتفال بفعل تخلي الجيل القديم عن الممارسة وتولي عناصر شابة لهذه المهمة تحت إشراف جمعية «إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والمحافظة على التراث»، صاحبة الفكرة وراعية «الكرنفال» لمواصلة ما بدأه الأسلاف وإحياء الظاهرة بعد توقفها .
عن : الحسين بالهدان
عذراً التعليقات مغلقة