نظمت جمعية أناروز للتنمية و التواصل الثقافي، ندوة إشعاعية تحت عنوان: أي دور للمرأة في تدبير الشأن العام المحلي، و ذلك يوم السبت 14 يناير 2017، بمدرسة محمد الخامس بتافراوت، من تأطير السيدات: خديجة أروهال عضو بمجلس جهة سوس ماسة، و سميرة واكريم عضو بمجلس جماعة تيزنيت، و ربيعة أدراق عضو بمجلس جهة سوس ماسة، و السعدية نعمة مناضلة بحزب الأصالة و المعاصرة فرع إشتوكة أيت بها.
في مستهل الندوة قدم السيد المحفوظ جالي، مسير الندوة و عضو الجمعية، لمحة عن مسار السيدات الحاضرات، و العناوين الكبرى لمداخلتهن.
ربيعة أدراق: مكتسبات المرأة على ضوء دستور 2011
وقد إنطلق عرض المداخلات بمداخلة الأستاذة ربيعة أدراق، عضو مجلس جهة سوس ماسة، و التي تناولت محور مكتسبات المرأة على ضوء دستور 2011، حيث ذكرت بالتراكم التاريخي للنضال النسائي، و الجمعيات المهتمة بقضايا النساء، الشيء الذي مكنهن من الوصول الى مستويات إتخاذ القرار، سواء على المستوى المؤسسة التشريعية أو على المستوى الترابي.كما تحدتث في جانب مهم من مداخلتها على المقارنة بين ما كانت عليه المرأة قبل 2011، و بعد التصويت على الدستور، و الذي حضيت فيه المرأة بأهمية بالغة، إذ أنها ذكرت في 11 فصل في الدستور الجديد على عكس الدستور القديم الذي ذكرت فيه في ثلاث فصول فقط.
كما إعتبرت أدراق أن ولوج المرأة الى المجالس الترابية من شأنه تجديد النخب السياسية، و أن مشاركة النساء في المسلسل الإنتخابي كان دائما مؤشرا دالا على الديموقراطية.
و إختتمت المتحدثة مداخلتها، بالمطالبة بتنزيل مقتضيات الدستور، و خاصة تلك المتعلقة منها بالمناصفة، و طالبت أيضا الأحزاب السياسية بالتعاون مع النساء للوصول الى مراكز القرار.
السعدية نعمة: هل تستطيع المرأة فرض نفسها في مراكز إتخاذ القرار
في بداية مداخلتها قدمت الأستاذة السعدية نعمة نبذة عن السنة الأمازيغية و جزء من التاريخ الأمازيغي، الذي تعتبر فيه المرأة عنصرا مهما و أساسيا، إلا أنه تضيف ذات المتحدثة تعرض في أحيان كثيرة للحيف و التمييز، و خاصة في إستكمال تعليمها لإعتبارات إجتماعية و إكراهات ثقافية و في العقلية و الصور النمطية التي تغشى على العقول.
و إعتبرت المتحدثة أن المرأة إستطاعت أن تخوض عمار الممارسة السياسية و تقتحم العديد من الميادين و المجالات، و رغم ذلك يبقى ذلك دون المستوى، بالإضافة الى أن نظام الكوطا، يجعل المرأة تحس أنها لم تظفر بنتائج الفوز من مجهودها الخاص.
و أكدت في ذات السياق على أن المرأة قادرة على إنجاز الكثير في مشوارها السياسي، و لكن نظرة الأحزاب بمختلف تلاوينها تنظر اليها بعين إزدراء.
خلاصة الأمر، إعتبرت المتحدثة على أن هناك تحسن تدريجي بالمقارنة مع السنوات السابقة، و أن الصحوة التي يعرفها المجتمع مكنت المرأة من التحرر، بالرغم من العقلية الذكورية التي تبقى هي الطاغية.
خديجة أروهال: المرأة الأمازيغية قائدة منذ الأزل
في مداخلتها، قدمت الأستاذة خديجة أروهال، صورة عامة عن المرأة الأمازيغية التي كانت في عهدة ما ملكة الأمازيغ و حكمت على نطاق واسع. و أشارات ايضا الى الضغوط الإجتماعية التي تتعرض لها المرأة في المجتمع، و الخوف من حضور دروس مدونة الأسرة، كون ان الفكرة السائدة لدى الأغلب على مدونة الأسرة أنها تستهدف الرجل.
و إعتبرت المتحدثة أن المرأة، إشتغلت عبر التاريخ، كمتصوفة، و قائدة و شهيدة. و بالنسبة لولوجها الى المجالس المنتخبة، قالت المتحدثة أن المرأة تعتبر داخل هذه المجالس، أمرا شكليا، و هو نفس الشيئ الذي ينطبق على الترشيحات، و خاصة عندما يتم إعتماد اللوائح الإضافية بهدف ملء للفراغ.
و إختتمت مدخلتها بالقول على أن القيادات الحزبية لا يتقن في القدرات النسائية، في ظل سيطرة العقلية الذكورية، و اليوم المرأة بحاجة الى فرصة للتأطير و التكوين، و المساهمة في إتخاذ القرارات الحيوية في مختلف المجالات. و نادت المتدخلة الى ضرورة إقتسام السلطة مع الرجل و صناعة القرار، و ليس فقط المساهمة في إتخاذه.
سميرة واكريم: هل فعلا تمارس المرأة دورها الحقيقي في المجالس؟
في مداخلتها وقفت الاستاذة سميرة واكريم، عند السياق التاريخي للمشاركة السياسية للمرأة، حيث إستعرضت مختلف المحطات المفصلية للعمل الذي قادته النساء، و ما عرفه الشأن النسائي من تطور منذ الستنيات من القرن الماضي. و عرجت بعد ذلك على الأسباب التي مكنت المرأة من الولوج الى المجالس المنتخبة؛ كنظام الكوطا، و إحداث صندوق لتقوية قدرات النساء، و إعتماد الدستور الجديد، و إحداث الدوائر الإضافية في الإنتخابات المحلية، و إدماج مقاربة النوع في القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات و الجهات.
كما تناولت المتحدثة بكثير من التفصيل النقط المتعلقة بقرب المرأة من هموم الساكنة، و طغيان الثقافة الذكورية و التي تكرسها التنشئة الإجتماعية، و النفسية، و خلصت الى أن دور المرأة يبقى سلبيا في أغلب المجالس.
عقب ذلك، تفاعل الحاضرون مع المداخلات حيث تناولت مجملها ضرورة عدم الإقتصار على عملية التشخيص، و تجاوزها الى البحث عن حلول لتطوير اداء المرأة داخل المجالس، بالإضافة الى ضرورة مشاركة الأحزاب في الرقي بأداء المرأة و تشيجعها على المشاركة في المجالس المنتخبة.
عن مقرر الندوة/ رشيد أمكيوض
عذراً التعليقات مغلقة