تتعدد الروايات حول تأجيل الملك محمد السادس زيارته الرسمية الى دولة غينيا كوناكري، ويبقى السبب الأكثر احتمالا هو المرتبط بالقمة التي احتضنتها دولة نيجيريا اليوم “قمة التنمية والأمن” بحضور رؤساء أفارقة ومنهم رئيس غينيا ألفا كوندي علاوة على رئيس فرنسا فرانسوا هولند ضيف شريف كما يحضر زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز.
ورغم سفر 600 شخصا في الوفد الرسمي المرافق للملك في جولته الإفريقية، لم يقدم المغرب أي تفسير للتأجيل الحاصل في زيارة غينيا. ويأخذ الأمر حساسية بحكم أن هذه أول زيارة يقوم بها الى هذا البلد بصفته ملكا، وهي زيارة رسمية رفقة مالي وليس زيارة صداقة مثل زيارة ساحل العاج وزيارة الغابون.
وجرى تقديم روايتين للتأجيل، الأولى تشير الى غياب أجواء أمنية مناسبة للزيارة، ونشرت ذلك جريدة غينيا نيوز وجرائد أخرى في هذا البلد الإفريقي، والرواية الثانية اعتمدتها الصحافة المغربية حول عدم اكتمال ديكور الإقامة التي سينزل فيها الملك محمد السادس. وتعود الصحافة المغربية لتؤكد على الأجواء الأمنية.
ونفى وزير الخارجية الغيني كوناكري كوتوبو مصطفى سانو في تصريحات إذاعة إسباس إف إم كل هذه التأويلات والروايات بقوله أن الأمر يتعلق “بمصالح الدولة العليا”.
وهذا التصريح يؤكد وجود سبب ثالث أكثر واقعية ويتجلى في وقوع خلل في برمجة الزيارة التي كانت منتظرة أمس الأربعاء وليس الخميس أربك رئاسة غينيا كوناكري التي لديها التزام بحضور قمة أبوجا في نيجيريا، وهي قمة بمناسبة الذكرى المائوية لوحدة نيجيريا.
والتزم عدد من القادة بالحضور، وجرى استدعاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ضيفا شرفيا في هذا هذه القمة، إذ تهتم فرنسا بنيجيريا استراتيجيا بسبب قوتها الاقتصادية واعتبارها من قياديي القارة السمراء رفقة جنوب إفريقيا، حيث ستكون ضمن القوى الاقتصادية العشرين في العالم سنة 2020.
ويحضر القمة رئيس غينيا كوناكري ألفا كوندي بسبب التزام سابق مع نيجيريا، وبهذا كان سيجد الملك نفسه وحيدا بعد الاستقبال، وجرى التأجيل الى يوم السبت، ومجددا جرى التأجيل الى يوم الاثنين المقبل الذي يطرح تحديا آخرا. فالزيارة الملكية الى غينيا مبرمجة يوم الاثنين الى غاية الأربعاء من الأسبوع المقبل، بينما رئيس غينيا ملتزم يوم الأربعاء بحضور العيد الوطني لغانا. وتتساءل صحافة غينيا هل سيختار الرئيس زيارة الملك أو حضور العيد الوطني في غانا، وإذا راهن على الاختيار الأخير سيتم إلغاء الزيارة.
ورغم أهمية هذه الزيارة التي يرغب المغرب من خلالها تأكيد حضوره في غرب القارة الإفريقية، يبدو أن الارتجال طبع تنظيمها وهو ما يجعل الزيارة الى غينيا تدخل في عالم الغيب أكثر من تسطير أجندة واضحة.
عذراً التعليقات مغلقة