تعرف مدينة تيزنيت لليوم الرابع على التوالي اضراب مفتوح عن الطعام ، من طرف معتقلي العيش الكريم ( خليل ادمولود و محمد جاعا )، وبالضبط بجانب البوابة الرئيسية للعمالة بالمدينة . والى حدود كتابة هذه السطور لم يتم فتح باب الحوار معهم ، كما تم اصدار نداء سماه المضربين بنداء معركة المصير .
— نداء معركة المصير: التشغيل أو الشهادة!—–
“هنا في هذه المدينة لم يقتلونا بالرصاص، قتلونا بالقرارات” غابرييل غارسيا ماركيز.
إلى جميع أحرار و حرائر الشعب المغربي:
-إلى كل من ذاق ويلات الظلم و القهر و الإقصاء و التهميش، كل ضحايا سياسات التفقير و التجويع و إحتكار ثروات وخيرات البلاد.
-إلى كل كادحي الوطن من معطلين و باعة متجولين و عمال و طلبة و تلاميذ.
-إلى كل السواعد التي تكدح و الأكتاف التي لا ترتاح من أجل كسب قوت العيش الكريم، و لتوفير النعيم و الثروة لمن جعلوا المال والسلطة سلاحا لإستعباد فقراء الوطن و أبنائهم.
-إلى كل عين تنام على الحكرة و البطالة لتستيقظ على القمع و الإهانة في مغرب يدعي العدالة الإجتماعية و التنمية البشرية.
-إلى كل الإطارات السياسية الديمقراطية و التقدمية، و النقابية و الحقوقية، و كل المنابر الإعلامية الحرة التي لم تبع أقلامها لصناع القرار، و الضمائر الحية المناصرة لقضايا أبناء الشعب العادلة.
إقتربت السنة الثانية أن تفني أشهرها الأخيرة منذ إعتقالنا يوم 24 أبريل2017 بتيزنيت، كبائعين متجولين وجدا في التجارة على الرصيف ملاذا أخيرا، كأحد الحلول المتاحة لهما للخروج من أزمة البطالة التي تنخر جسد الشباب المغربي.
وبعد النكبة الواقعة بنا، وكل النضالات التي خضناها بالمدينة، والتي أسفرت على وعود من طرف المسؤولين ( رئيس الجماعة الترابية لمدينة تيزنيت، و ممثلي السلطة المحلية) بتسوية وضعيتنا، وإيجاد حل نهائي لقضيتنا، بعد كل ما طالنا من نكبة واعتقال و قهر وتهميش، ساهم فيه أصحاب هذه الوعود أنفسهم.
يتبين بالملموس، أن تلك الحلول كانت مجرد سياسية للهروب للأمام، لا تستجيب لتطلعاتنا، كما أن الهدف منها، هو كسب المزيد من الوقت للتملصل منها، بعد زرع اليأس فينا للتخلي عن قضيتنا، إذا ما طالها النسيان مع مرور الوقت، دون أن يكون للمسؤولين إرادة حقيقية من جهتهم، للتوصل لنتيجة تأخذ بعين الإعتبار قضيتنا في خصوصيتها و عمقها الإجتماعي.
بناء على كل ما سبق، ندعوكم جميعا لمساندنا في “معركة المصير” التي سنخوضها أمام أعين الساكنة بمدينة تيزينت، معتمدين على صيغة الإضراب عن الطعام و صيغ نضالية موازية تصعيدية أخرى حتى الشهادة، إذا ما تعنت المسؤولون عن معاناتنا في إيجاد حل نهائي لقضية تشغيلنا.
ونحمل الدولة بكل هيئاتها و مؤسساتها محليا ووطنيا نتيجة ما سيفضي به من جريمة إنسانية في حقنا على خلفية نضالنا من أجل حقنا في الشغل الذي يكفله الدستور المغربي و كل المواثيق الدولية.
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل
موت الفتى في عزة خير له
من أن يبيت أسير عيش المعطل
إن النضالات لا تفشل إلا حين نرفض خوضها بالطريقة التي يجب علينا أن نخوضها بها!
عذراً التعليقات مغلقة