تيزنيت …مطالب بالإبقاء علي استاذة بمؤسستهم التعليمية بجماعة ادكوكمار

ما إن استبشر أهل قرية كردوس خيرا بوفود أستاذة جديدة إلى مدرسة دوارهم الواقع بجماعة إداكوكمار إقليم تيزنيت، حتى صُدموا بقرار تنقيلها مجددا في إطار تدبير الفائض، والذي تجريه المدارس لسد الخصاص على مستوى الموارد البشرية في مثل هذه الفترة من كل سنة، إلا أن الساكنة وإذ تأمل خيرا في بقاء الأستاذة في مدرسة دوارهم، كقيمة مضافة، وكعنصر مؤثر في صلب الارتقاء المجتمعي، والسعي لتحقيق مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء، فإنهم يعبرون عن رفضهم القاطع لمثل هذا التدبير الذي يهضم حقهم، ويحرم فلذات أكبادهم من التحصيل الدراسي السليم، وعودة الوضع إلى ما كان عليه سابقا، من تعدد المستويات في القسم الواحد، ولتجرعهم مرارة ظاهرة القسم المشترك لسنوات مضت، والتعايش مع آفاته العظيمة على تحصيل النشء، مما لا يشجع على ترسيخ الجودة، بل يوسع من رقعة آفة الهدر المدرسي، ويكرس انغلاق المدرسة على محيطها، بعيدا عن تبني المقاربة التشاركية، وانخراط مختلف الفاعلين في الشأن التربوي ضمن المرامي العامة التي تهدف إليها الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015_2030.
فبعد استئناس الأولياء -آباء وأمهات التلاميذ- بتعزيز الجسم المدرسي في قريتهم بأستاذة تلقت القبول الواسع، خصوصا لدى النساء والأمهات، واللائي يتواصلن بشكل ممتاز وإيجابي مع الأستاذة، وعيا منهن بأهمية التواصل وانعكاسه الإيجابي على التلاميذ ، وتذويب الحواجز بين المدرسة والأسرة ، فإنهم يلحون على بقاء الأستاذة، ويقررون الإقدام على انقطاع أبنائهم عن فصول الدراسة كشكل احتجاجي قابل للتصعيد، وكعنصر ضغط لرفع قرار التنقيل التعسفي وضرورة الإبقاء على الأستاذة، ويفسرون ذلك على أنه استخفاف بأحقية هؤلاء التلاميذ من الاستفادة من أبسط الحقوق، والتي ترقى فوق الحسابات الإدارية للسيد مدير م/م التقدم ، وعبره السيد المدير الإقليمي للتربية الوطنية بإقليم تيزنيت.
فعلى المسؤولين التربويين أن يأخذوا بعين الاعتبار إرادة الساكنة وحاجتهم الملحة في بقاء الأستاذة، وعدم التلاعب بالقرارات خصوصا وأن مستقبل أبنائهم مستهدف بشكل مباشر بالأثر السلبي الذي سيتركه قرار التنقيل التعسفي، ومطالبتهم باحترام المنطق في اتخاذ مثل هذا القرار وما يفرضه العقل.