يعتبر النادي الرياضي نجم شباب تافراوت بقيادة الإطار الكفء عبد الله الخبير ، من ابرز الأندية الرياضية بسوس ، و احدى روافد اللاعبين الموهوبين في مجال كرة القدم ، تصدرهم لباقي الاندية الوطنية لمواصلة مشوارهم الكروي بأفاق اكثر رحابة .
و بشهادة المختصين ، يعتبر هذا النادي ظاهرة و مدرسة كروية قائمة الذات ، تؤطر – بإمكانيات ذاتية بسيطة جدا و في مدينة تفتقر لملعب كرة قدم لائق – تؤطر اكثر من ستين لاعبا من كل الفئات العمرية ( صغار ، فتيان ، شبان ، كبار )، ببرامج هادفة و مضبوطة في الزمان و المكان ، و بعقلية احترافية صارمة ، لا تكاد تجد مثيلا لها ليس فقط في تافراوت بل في كل فرق عصبة سوس الممارسة في القسم الشرفي هواة .
مقر النادي ، لوحده يشكل تحفة فنية و جزءا هاما من الذاكرة الكروية المحلية ، تحكي تاريخا عريقا من الانجازات و الالقاب و المواهب التي مرت من الفريق ، و كل زائر لهذا الفضاء الذي يوجد بدار الشباب 20 غشت تافراوت ، سيدرك حجم العمل الذي قام و يقوم به الفريق طيلة مسيرته الى اليوم ، دون الحاجة الى الاسهاب في الكثير من الحديث.
المفارقة العجيبة ، ان هذا الفريق ،و بالرغم من كل ما يقدمه للمنطقة و لأبناءها ، يواجه بالكثير من التهميش والإجحاف من قبل مدبري الشأن العام المحلي . و في الوقت الذي يطالب فيه بقليل من الانصاف ، على غرار باقي الفرق ، تفاجأ كل المتتبعين مؤخرا بتقزيم منحته التي يتوصل بها من المجلس الجماعي لتافراوت ، من ثلاثة ملايين سنتيم ، الى مبلغ اكثر هزالة و الذي لم يتجاوز مبلغ مليون سنتيم فقط !!! مما يعتبر احتقارا لعمل هذا الفريق ، و عقابا من المجلس الجماعي لتافراوت ، لجميع مكوناته و على رأسهم الاطار عبد الله الخبير ، على نجاحهم في تأطير ابناء ساكنة تافراوت ، و تلقينهم مبادىء الاخلاق و الروح الرياضية .
و في هذا الإطار، عبر مدرب الفريق عن خيبة امله الكبرى ، ازاء هذا الإجراء الغير المفهوم من المجلس الجماعي لتافراوت ، قائلا اننا كنا نطالب بالزيادة في منحة الفريق التي لا تتجاوز ثلاثون الف درهما ، و قمنا بصياغة مشروع متكامل لتطوير مدرسة نجم شباب تافراوت ، لم يقدمه اي فريق ، و سلمناه للمجلس عبر احد اعضاء المجلس ، ظنا منا ان معيار توزيع المنح ينبني على العمل الميداني و النتائج ، و برامج العمل ، لنتفاجأ اليوم بجزاءنا ؟ و ان التوزيع ربما يقوم على اشياء اخرى لا نعرفها ؟؟؟؟
و اضاف مدرب الفريق ، اننا لم نتوقف عن العمل رغم كل ظروف حالة الطوارىء الصحية ، و رغم توقف البطولة ، و الكل شاهد على ذلك ، و اقمنا معسكرات تدريبية خارج تافراوت ، اخرها معسكر اكلو ، الذي كلفنا لوحده اكثر مما ” من علينا به المجلس الجماعي لتافراوت “. فكيف يمكننا مواصلة مشوارنا في البطولة ، و في تكوين اكثر من ستين لاعبا ممارسا ، في صفوفنا ؟؟ يتساءل المتحدث .
علامات استفهام كبرى ، تطرح في هذا الإطار ؟ هل يؤدي نجم شباب تافراوت ثمن عدم دخوله معمعة الاصطفافات السياسية التي تعرفها المنطقة حد المبالغة و الابتذال و عدم الرضوخ للعبة المناصرة و الالتحاق بالحزب مقابل المكافأة من المال العام ؟؟ هل يجني ثمار اختياره البقاء بعيدا عن الخلط بين السياسة و الرياضة و المصالح الشخصية ؟؟ الا يتتبع مدبري الشان العام محليا و اقليميا مسيرة الفريق ؟ الا يستحق ابناء تافراوت مدرسة كروية من حجم نجم شباب تافراوت ، تكون الشباب ، و تبعدهم عن التطرف و الانحراف ، و تفتح في وجههم افاقا اوسع ؟؟
اسئلة لا يملك لها جوابا ، سوى اولئك الذين عاقبوا هذا الفريق على نجاحه و على استمراريه في العمل ، و على اشعاعه و نتائجه ، و هو في الحقيقة عقاب لكل شباب تافراوت . لان الفريق الذي احتضنهم و اختاروا الالتحاق به ، لا يتقن الضرب على الدف ، و لا يعرف سوى الرياضة و الاخلاق شعارا و ممارسة .
جدير بالذكر ، ان الفريق الثاني الممثل لتافراوت في بطولة العصبة ، نهضة تافراوت ، توصل مؤخرا بمنحة تبلغ عشرة ملايين سنتيم . و هو الذي كان يتوصل ، بما يقارب عشرين مليون سنتيم .
عذراً التعليقات مغلقة