منيت الحكومة الفرنسية بخسائر استراتيجية كبيرة، خلال السنوات الأخيرة في عدد من الدول الأفريقية، التي دخلت في شبه قطيعة معها بعد إنهاء تواجدها العسكري هناك . بعد هذه الحسائر حاولت باريس ، تعزيز العلاقات بشكل أكبر مع المغرب الشريك التاريخي لفرنسا،
الخبير في العلاقات الدولية لحسن أقرطيط، قال أن “هناك إعادة تموضع جديد للمقاربة الفرنسية تجاه العلاقات مع المغرب، خاصة بعد تراجع النفوذ الفرنسي على مستوى القارة الأفريقية”.
وأضاف أقرطيط “، أن “الأزمة الدبلوماسية الشديدة بين البلدين السنوات الماضية، أثرت على مستوى العلاقات بين البلدين، إثر الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الجناح السياسي المحسوب على الرئاسة الفرنسية تجاه المغرب”. وأشار إلى أن “فرنسا أدركت التغير الذي حدث على مستوى موازين القوى، بعد اتخاذ المغرب قراره بتوازن وتنويع علاقاته”.
وشدد على أن” باريس تعمل ضمن مقاربة لإعادة الثقة مع المغرب، في الوقت الراهن، والتي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المعطيات الموضوعية الجديدة المتعلقة بوضع المغرب على مستوى موازين القوى الإقليمية، والقرار السيادي الوطني، والتوجه نحو شراكات جديدة مع الدول الصاعدة والكبرى”.
وشدد على أن “تكليف وزير الخارجية الفرنسي من قبل الرئيس ماكرون لإعادة العلاقات على ما كانت عليه، هي رسالة سياسية كبيرة من قصر الإليزيه للرباط، ويشير إلى أن فرنسا أمام اختبار صعب، خاصة أنها كانت الشريك التاريخي والأول مع المغرب، لكنها خسرت كثيرا في أزمتها الأخيرة” .
عذراً التعليقات مغلقة