عاش مدينة الداخلة، ليلة الأحد / صبيحة الإثنين، مواجهات عنيفة بالحجارة والعصي بين صحراويين “انفصاليين” وقوات الأمن، انطلق حوالي الساعة 23.30 ليلاً إلى حدود الساعة الخامسة صباحا، وذلك مباشرة بعد إعلان وفاة سجين صحراوي على إثر الأحداث الدامية التي عرفتها الداخلة سنة 2011.
وحسب ما أوردتهُ المصادر فإنَ المواجهات إندلعت أمام المستشفى العسكري الرابع وبالقرب من القيادة الجهوية للجيش، حيث كان يرقد السجين/المتوفى “حسنة الوالي”، قادماً إليه من المستشفى الإقليمي الحسن الثاني في حالة غيبوبة، مؤكدة أن المعتقل الذي تدهورت حالته الصحية كان قد حل بالمستشفى المذكور قبل حوالي 5 أيام حينما ساءت حالته الصحية بسجن الداخلة جراء مضاعفات مرض السكري وآلام القرحة وعدم قدرته على الحركة والتنفس وفقدان الكثير من وزنه، حيث أمر الطبيب المعالج بالمستشفى بالاحتفاظ به لإجراء كشف بالمنظار صباح يوم الخميس المنصرم، وهو ما تم بالفعل، إلا أنه دخل يوم الجمعة في غيبوبة مفاجئة، وهو ما تطلب نقله بصفة استعجالية إلى المستشفى العسكري للمدينة، حيث أودع هناك بمصلحة الانعاش تحت العناية المركزة، قبل أن توافيه المنية”. كما سبق له وأن حل بالمستشفى، حيث أجرى عمليات جراحية في يده اليمنى بالمستشفى الإقليمي والعسكري بمدينة الداخلة.
وعمد ملثمون انفصاليون، استنادا إلى مصادرنا، إلى إضرام النيران في عجلات مطاطية على طول شارع محمد الخامس وكورنيش المدينة، بالقرب من مقهى “سمرقند” والمحكمة الابتدائية، مع قطع كل الطرق المؤدية إلى مسجد السنة بقلب المدينة وأحياء “أم التونسي” و”البويشات” و”الكسيكيسات”، التي تعتبر معقل الانفصاليين. وكشفت المصادر ذاتها أن قوات الأمن تدخلت لفض احتجاجات الانفصاليين باستعمال العصي والهراوات وقطع شبكة الكهرباء عن ذات الأحياء.
كما عمد ذات الملثمين على تكسير زجاج بعض السيارات ورشق بعض المحلات التجارية والمقاهي بالحجارة، ولم تشتد المواجهات إلا بعد انتقال الانفصاليين إلى معاقلهم، وبالتحديد أمام وكالة بريد المغرب في حي الكسيكيسات حيث كانوا يواجهون عناصر الأمن والقوات المساعدة بالهراوات والحجارة الكبيرة والأسلحة البيضاء.
وفي الوقت الذي انسحبَ فيه عناصر الشرطة من ساحة المواجهات، بقيَ عناصر القوات المساعدة يُواجهون “الانفصاليين” بالحجارة والعصي، مما عرض بعض “المخازنية” لإعتداءات عنيفة، حيث عاينت مصادر عن قُرب إعتداء عنيف تعرض لهُ عنصر من جهاز القوات المساعدة الملكية، بعدما تم خطف “الهراوة” من يده وتم تعنيفه بشدة على مستوى الوجه إلى درجة الاغماء عليه، كما اختطاف “كاسك” أحد المخازنية بعد مطاردته في ذات الأزقة والأحياء.
ولم تهدأ الأوضاع إلى في حدود حوالي الساعة الخامسة صباحاً، وذلك بعد تدخل قوات “البلير”
وحسب معطيات غير رسمية، فإنَ حوالي 30 “مخازني” يُوجدون بالمسشفى العسكري بالداخلة نتيجة المواجهات مع “الإنفصاليين”.
وفي الوقت الذي رفضت فيه عائلة الهالك أن تتسلم جثة ابنها إلى حين فتح تحقيق نزيه وشفاف في ظروف وفاته، عاشت مدينة الداخلة ليلة بيضاء، حيث أعلنت السلطات الأمنية استنفارا غير مسبوق داخل الثكنات قبل أن تصل تعزيزات عسكرية إلى المدينة تحسبا لاندلاع أحداث مشابهة لما حدث سنة 2011.
وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني وصول عشرات السيارات و”الجيبات” والشاحنات تضم المئات من عناصر الأمن والقوات المساعدة، قادمة من مدينة العيون.
وأوضحت المندوبية في بلاغ عُمم على وسائل الإعلام، أن السجين المسمى قيد حياته الوالي حسنة، المزداد سنة 1972 والمحكوم بثلاث سنوات سجنا نافذا، على إثر تورطه في المواجهات الدامية التي عرفتها مدينة الداخلة عام 2011، قد فارق الحياة مساء يوم الأحد حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا.
وأكد البلاغ أن الراحل حظي طيلة فترة اعتقاله بالرعاية الطبية الضرورية، والتي تمثلت في العديد من الفحوصات والعلاجات طبية والتي بلغ عددها 36 فحصا طبيا، 20 منها بمصحة المؤسسة و16 فحصا بالمستشفى العمومي لكل من مدينتي العيون والداخلة (ستة منها بقسم المستعجلات، وستة أخرى بمصلحة الأشعة، وثلاثة بمصلحة العظام والمفاصل، وفحص واحد بمصلحة الجهاز الهضمي كان بتاريخ 24 / 09 / 2014).
وأشار البلاغ إلى أن الراحل كان قد خضع لفحص طبي عند إيداعه بالمؤسستين السجنيتين (العيون والداخلة)، وذلك طبقا لمقتضيات المادة 52 من القانون المنظم للسجون، والتي تنص على إخضاع النزلاء الجدد لفحص طبي داخل ثلاثة أيام على الأكثر، و”هو الفحص الذي تبين من خلاله أنه يتمتع بصحة جيدة، كما أنه لم يصرح ولم يدل حينها بما يفيد إصابته بأي مرض مزمن”.
وخلص البلاغ إلى أنه قد تم إشعار النيابة العامة بوفاة هذا السجين المذكور، في انتظار إعطاء الأمر بتشريح الجثة من أجل تحديد أسباب الوفاة.
عذراً التعليقات مغلقة