شهدت مدينة تيزنيت اليوم السبت 03 ماي 2025 ، حادثًا مأساويًا تمثل في اندلاع حريق في واحة تاركا، التي تُعد بمثابة الرئة البيئية الطبيعية للمدينة، حيث التهمت النيران عددًا من أشجار النخيل وسط مخاوف من امتدادها إلى مناطق أخرى.
فرق الوقاية المدنية هرعت إلى موقع الحريق، حيث تعمل جاهدة على السيطرة على النيران ومنع انتشارها، في انتظار تحديد ملابسات الحادث واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الواحة من المزيد من الأضرار.
تُعد واحة تاركا من الواحات الحضرية، ومن أهم المعالم الطبيعية في تيزنيت، حيث تمتد على مساحة 200 هكتار، مقسمة إلى قسمين رئيسيين: “تاركا أوسنكار” و”تاركا ن الزيت”.
هذه الواحة ليست مجرد مساحة خضراء، بل تلعب دورًا اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا بالغ الأهمية، إضافة إلى كونها متنفسًا طبيعيًا لسكان المدينة.
تسقى مزارع تاركا من مياه العين الزرقاء، إلا أن الموارد المائية شهدت تراجعًا ملحوظًا منذ سبعينيات القرن الماضي، مما أثر على الغطاء النباتي في المنطقة. كما أن الإهمال والتوسع العمراني غير المدروس زاد من الضغط على هذه الواحة، مما يجعلها عرضة لمخاطر بيئية متزايدة.
تكرار حوادث الحرائق في المنطقة يثير تساؤلات حول أسباب اندلاعها المتكرر، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تؤثر على الغطاء النباتي.
في إطار الجهود المبذولة لحماية واحة تاركا، أطلق المجلس الجماعي لتيزنيت مشروع لتأهيل هذه الواحة، بهدف تعزيز بنيتها البيئية والحفاظ على مواردها الطبيعية، كما تم تنظيم ورشة تشاورية بحضور مسؤولين محليين لمناقشة سبل تطوير الواحة.
إضافة إلى ذلك، شهدت الواحة زيارة تفقدية من وزير الفلاحة، الذي التزم بدعم جهود تأهيل وتثمين هذا الفضاء الطبيعي، نظرًا لأهميته البيئية والتراثية في المنطقة . هذه المبادرات تأتي في سياق تعزيز التنمية المستدامة وضمان حماية هذا المعلم الطبيعي من المخاطر البيئية، بما في ذلك الحرائق المتكررة.
في ظل هذه التطورات، يطالب نشطاء بيئيون وسكان تيزنيت السلطات المحلية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية واحة تاركا من الحرائق المتكررة، عبر تعزيز وسائل الوقاية، وتوفير موارد مائية كافية، إضافة إلى إطلاق حملات توعية للحفاظ على هذا التراث الطبيعي الفريد.
Sorry Comments are closed