تشهد جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة استعدادات مكثفة لتنظيم موسم مولاي عبد الله أمغار 2025، أحد أبرز التظاهرات الدينية والثقافية والفنية بالمغرب، والذي يرتقب تنظيمه مطلع شهر غشت المقبل، وسط توقعات باستقبال مئات الآلاف من الزوار من داخل وخارج المملكة.
السلطات المحلية، بتنسيق مع عمالة إقليم الجديدة، أطلقت سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع مختلف المصالح الأمنية والصحية واللوجستيكية، بهدف ضمان مرور الموسم في أفضل الظروف التنظيمية. كما تم الشروع في تهيئة الفضاءات المخصصة لاستقبال الزوار، وتوسيع المساحات المخصصة لـ”التبوريدة”، أحد أعمدة الاحتفال في الموسم.
ويُعد موسم مولاي عبد الله أمغار مناسبة سنوية يحتفي فيها المغاربة بالإرث الصوفي والثقافي للولي الصالح، وسط أجواء روحانية وعروض فلكلورية، من أبرزها عروض الفروسية التقليدية، وسهرات فنية، وطقوس الذكر والمديح.
وقد تم تصنيف الموسم ضمن التراث الثقافي اللامادي، لما له من رمزية في وجدان المغاربة، ولأهميته في الحفاظ على عادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال.
حرصت الجهات المنظمة هذه السنة على تعزيز البنية التحتية، من خلال تهيئة مواقف السيارات، وإنشاء مرافق صحية مؤقتة، وتوسيع شبكة الكهرباء والماء الشروب داخل الفضاء المخصص للموسم.
كما تم توقيع شراكات مع فاعلين اقتصاديين لرعاية التظاهرة، بما يساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، خاصة مع تزايد الإقبال من الجالية المغربية بالخارج في فترة الصيف.
من المنتظر أن يعرف موسم 2025 مشاركة فرق فنية من دول إفريقية وعربية، في خطوة تعكس البعد الإفريقي والدولي الذي أضحى يكتسبه الموسم خلال السنوات الأخيرة، مما يعزز إشعاعه الثقافي ويكرس مكانته كأحد أكبر المواسم التقليدية في العالم العربي.
وفي جانب السلامة، تم إعداد خطة أمنية متكاملة بمشاركة مختلف التشكيلات الأمنية والدرك الملكي، إضافة إلى عناصر الوقاية المدنية والمصالح الطبية، مع تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الزوار حول الوقاية الصحية والنظافة العامة.
يمثل موسم مولاي عبد الله أمغار 2025 موعدًا متجددًا مع التراث المغربي الأصيل، وتظاهرة جامعة بين البعد الديني، الفني، والسياحي، في لوحة فسيفسائية تنبض بالهوية الوطنية. وبتظافر جهود جميع المتدخلين، يرتقب أن يكون موسم هذه السنة استثنائيًا على كافة المستويات.
Sorry Comments are closed