ساكنة “إفردا” بجماعة أربعاء الساحل تــئــن من هول الصدمة

الوطن الأن9 ديسمبر 2014آخر تحديث :
ساكنة “إفردا” بجماعة أربعاء الساحل تــئــن من هول الصدمة

 

” أرتعمارح أمان أركيح كورهيح غايلي زريح ح دونيت “ إبا عيشة (92 سنة من دوار لقصبات)

        فضحت الأمطار المتساقطة الإسثتنائية التي شهدها إقليمي تزنيت وسيدي إفني الأسبوع الماضي حقيقة “البريكولاج  و الديباناج” التي تعتري كل مخططات التنمية المعلنة ، وكذبت جليّاً كل المؤشرات الإيجابية التي ما فتئت تعلن عليها السلطات المحلية والمصالح الحكومية و تتبناها مؤسسات الدولة  منذ سنين .

دواوير إفردا المتواجدة بإربعاء الساحل ، وتتواجد على الحدود الترابية الفاصلة بين اقليمي تزنيت و سيدي إفني ، شهدت بدورها أمطار غزيرة ، خلفت أضراراً و رعباً لدى الساكنة ، و ساهمت في عزلهم  بالكامل أسبوعاً كاملاً  دون أي إلتفاتة من المسؤولين ، أو إغاثة أو إعانة من السلطات و المصالح الحكومية .

1

 

” تحكَارت أياد ، كن نتابعا ء افني ؤلا نلا غ صحرا ؤرداح ءيجرو غيكاد “ مبارك من ساكنة إفردا .

       دواوير إفردا التي يخترقها واد و تحاصرها مجاري من كل إتجاه بسبب تواجدهم في منطقة منخفضة  ، عاشوا رهب حقيقي طيلة أيام التساقطات ، فهناك من بقي محاصراً لثلاث أيام في بيت ينهار ببطء دون تمكنه من الهرب ، و الموت المحقق يحاصره من كل إتجاه ، الجدران تنهار ، الأسقف مهددة في أي لحظة بالسقوط ، المياه إخترقت البيوت ، و في الخارج سيول  ووديان  تحاصرهم من كل صوبٍ  .

توقف نزول الأمطار أوجدهم في موقف شح المؤن و إنقطاع الطرق و الكهرباء ، و أوجدهم خارج تغطية شبكات الإتصال و السلطات  . بقوا محاصرين سبعة أيام كاملة دون أي إلتفاتة من أي مسؤول ، أو أي زيارة للمعنين بحمايتهم  للإطمئنان على حياتهم و أحوالهم ، أسبوعٌ من العزلة كانوا فيها خارج الإهتمام كأنهم ليسوا مغاربة ، بينما دواوير مجاورة بإقليم سيدي إفني  كانت تتلقى دعم و مساعدات أولاً بأول ، و  كّلميم الصحراء في ظروف أقل من ظروفهم الكارثية حظيت برعاية إعلامية و مولوية و تضامنية و إحسانية .

فظاعة الخسائر وهول الصدمة لم تشفع لهم بعد برفع التهميش و الإقصاء الممنهج لدواويرهم على كافة الأصعدة ، الإحتقار هو العنوان البارز لتعامل جميع السلطات و المصالح معهم .

2

 

” لقنظرتاد (يشير الى قنطرة بالقرب من زاوية سيدي بوصدقة) نتات ءياح ءعضبن “ أحد المتضررين بدوار سيدي بوصدقة .

     القنطرة التي شيدتها الجماعة بشراكة مع الساكنة قرب زاوية سيدي بوصدقة كانت بحق نموذج من المشاريع الفاشلة التي أهدرت فيها الملايين ، و تبرز سوء التبدير و الإنجاز التي تعتري مثل هذه المشاريع  .. القنطرة التي كان من المنتظر أن تكون نعمة للساكنة ستكون نقمة عليهم بعد إنجازها و ستكبدهم خسائر بالجملة ، حيث قامت الأشواك و الأتربة و الأحجار التي جرفها الواد بسد قنواتها ، لتحرف مجراه في إتجاه المنازل و الإسطبلات  ،لتحول مساكن  طينية كثيرة الى كومة من التراب ، و أتلفت الأثاث و الأفرشة على بساطتها بالكامل ،  و ساهمت في إتلاف الاستغلاليات الفلاحية على قلتها ، و جرفت دواجن و مواشي ، و ساهمت في تخريب جزء كبير من مخازن الحبوب و التبن .. كما لعبت القنطرة بعد إنسداد قنواتها دور سد ساهم في إغراق كل البيوت و المنشأت  المجاورة و خاصةً زاوية سيدي بوصدقة .

القنطرة كما أخبرنا الساكنة كانت محل نزاع دائم بينهم و بين المسؤولين  طيلة سنتين دون أن يكثرت أحداً بشكاياتهم المتعددة ، ليقع ما كان يخشونه و يحذرون منه ، و ليتكبدوا لوحدهم الآن هول الصدمة و الخسارة الفادحة  التي لحقت بهم ، دون أي مساءلة أو محاسبة أو تعويضات أو مساعدة  .

3

 

“مانزا زا الجمعية ؤلا الجماعة ؤلا ريح ، واكواك ءعباد الله زاويت تفتا ؤسينت وامان  “ لمؤذن ( تمزكّيدا  ن سيدي بوصدقة ) .

        حرمة المسجد و مرافق و قبور الزاوية لم تسلم من مياه التساقطات و السيول ، حيث أتلفت بشبه كامل زرابيها  و أثاثها و جرف تغيير مسار الواد العديد من قبور الزاوية ، و بسبب القنطرة السيئة الذكر تعرضت لطوفان حقيقي ترك وراءه أطناناً من الأوحال  ، بعد مرور أسبوع من التساقطات مازال جميع طلبتها المقدرين ب ثمانية عشرة طالباً منهمكين صباح مساء في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ..

الطلبة عانوا من الجوع و قساوة الأجواء و البرد القارس في ظل شح الأغطية و الفراش ، و تكافل الساكنة معهم هو ما مكنهم من الاستفادة من الخبز و سد جوعهم .. المدرسة العتيقة هي أيضاً لم تتلقى أي دعم أو إعانة أو إلتفاتة من المسؤولين الى حدود الان بعد النكبة لا من الجمعية المكلفة بتسييرها أو من وزارة الاوقاف و الشؤون الإسلامية المكلفة بكل ما هو ديني و تعليمي أصيل  ، لا أحد إطمأن على أحوالهم و حياتهم أو ساندهم في محنتهم  بإسثتناء الساكنة . مسجد بوتسرفين هو أيضاً لحقت بمرافقه خسائر جمّة ، و أتلفت بالكامل تجهيزاته و زرابيه .

4


” ءِسيكا سرولن ميدن ، أما رايمظلن ءغوربان ن تكّمي حييح سول “ إبا عيشة 75 سنة ( فقدت بصرها ، تعيش لوحدها في منزل طيني سقط في اليوم الثاني لتهاطل التساقطات ) .

      أرامل و عجائز و أسر هشة هي سمة الأغلبية التي بقيت مستقرة في هذه الدواوير ، أما الشباب و الفئة النشيطة و الأسر المرتاحة مادياً فقد غادرت نحو وجهات متعددة في حدود الإقليم أو خارجه ، كثيرةٌ هي الحالات الإنسانية التي تعاني في صمت  قبل الكارثة فما بالك بعد أن أسقطت السيول و الوديان منازلها ، و بدا التشرد هو الباب الذي يفتح لهم مصراعيه في ظل غياب أي إعانات إجتماعية أو مخططات للتنمية حقيقية بإستطاعتها إخراجهم من دائرة العوز و الحرمان .

الأسر التي فقدت منازلها بالكامل فاقت العشرين بإفردا ، ضعف العدد فقد أجزاء مهمة من بيوتهم ، بينما تبلغ عدد المنازل الآيلة للسقوط و التي سقطت أجزاء منها  ما يفوق ال 150 منزل بقليل .. أغلبية المتضررين بشكل مباشر إلتجاؤو للسكن عند جيرانهم في ظل غياب أي ملجأ يمكن أن يحتموا تحته في أزمنة الكوارث و الأزمات .

كارثية الأوضاع لأزيد من ألف من ساكنة إفردا لم تمنحهم أي نصيب من المعونات الغدائية التي وزعت في الجماعة أو على مستوى العمالة ، رغم ضعفها فأي نصيب كان سيخفف جزئياً من نكبتهم التي ساهم فيها العامل البشري بشكل مباشر أثناء حدوثها ، و ضاعف من هولها بعد خروجهم من العزلة .

5

   

“أنا ؤرسكرن ميدن ؤريلا ؤلا ؤفانت  “ محمد أحد شباب المنطقة اليافعيين من بوتسرفين   .

      أمام هول الكارثة ، لم تجد الساكنة إلا سواعدها و إمكانياتها الذاتية لتدبر أمرها ، حلّت مكان الجرافات في إزالة الأتربة و الأحجار التي أغلقت المسالك و الطرق ، بنت لنفسها قناطر من الحجارة للعبور ، أسقطت الجدران الآيلة للسقوط التي تهدد حياة المارة في ظل غياب أصحابها أو بحكم انها بنايات مهجورة ، و قامت بإيواء الأسر المشردة بالكامل و بالتكلف بإطعام طلبة الزاوية و تقديم المساعدة و المعاونة للمحتاجين و المرضى ، في ظل غياب تام لمصالح الوقاية المدنية و سيارات الإسعاف و المصالح الجماعية ، وهي الآن تتفقد خسائرها و تقوم بإحصاء الإضرار التي لحقت بها جراء تساقطات غزيرة و إستهتار بشري بحياتهم  .

 

6

 

   إفردا …

   إنجاز   : أمكسا ــ عبدالله فضل

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة