أثار موضوع خطبة الجمعة بمسجد الحسن الأول “بالمحيطة” بمدينة تارودانت، إستغراب و إستياء عدد كبير من الذين أدوا فيه صلاة الجمعة، معتبرين أن المساجد بنيت لذكر الله وليس لتمرير رسائل سياسة. إذ خصص إمام المسجد خطبته للحديث على نضال الطلبة بالكلية، معتبراً أن من يحرضون الطلبة مسخرون من طرف جهات و يستغلون الجامعة للتأثير على المتواجدين بها، و إعتبر أن ما يقومون به هو شغب و فوضى.
الإمام بعد أن إفتتح درس خطبة الجمعة بذكر مزايا الدين الإسلام المبني على الإنفتاح و الحوار و التسامح، إنتقل للحديث على ما يقوم به الطلبة من داخل أسوار الجامعة، واصفاً المناضلين و الذين يطالبون بحقوقهم بالمشاغبين و الفوضويون، حيث أكد أن الجامعة شيّدت للعلم و المعرفة و أن الذين يستغلون الطلبة هم فئة لها أغراضها و مدفوعة من جهات معينة.
و في علاقة بالموضوع أكد مجموعة من الطلبة أن الإمام ــ على حد قولهم ــ مدفوع من جهات معينة، لجعل درس خطبة الجمعة يتمحور حول ما تشهده كلية تارودانت في الآونة الأخيرة من حراك طلابي للمطالبة بتحسين شروط الدراسة و الإسراع (بالإفراج) عن المنحة التي لم يتوصلوا بها، و أضافوا أن المسجد المذكور يرتاده مجموعة من المسؤولين على تدبير الشأن المحلي بالمدينة، و أن الغاية من هذه الخطبة هي محاولة تأليب الرأي المحلي حول نضالاتهم المشروعة بعد أن عجز الجانب الردعيّ عن إيقافها و الحد من نشاطهم النضالي .
الحقوقيون بدورهم إستغربوا كيف لإمام مسجد أن يقحم نفسه في أمور تظل مرتبطة بأصاحابها، مؤكدين أن المساجد بنيت لذكر الله و تعليّم الناس شؤون دينهم، و أن ما قام به الإمام المذكور يندرج في محاولة إستغلال منابر المساجد في أمور لا علاقة لها بالدين لا من قريب ولا من بعيد، موضحين أن نضال الطلبة يخصهم في بحثهم عن تحسيّن شروط تحصيلهم الدراسي على إعتبار “أن أهل مكة أدرى بشعابها”.
يذكر أن طلبة الكلية المتعددة التخصصات بالمدينة، قد خاضوا مجموعة من الأشكال النضالية في الآونة الأخيرة و نظموا مجموعة من الوقفات الإحتجاجية أمام مبنى العمالة، كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، مطالبين فيها بصرف منحهم الجامعية و الإلتفاف إلى مشاكلهم ومعاناتهم.
حـــسن الحــافة
عذراً التعليقات مغلقة