اختار المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، المحظور، الذكرى الثامنة لحظر حزبه (20 فبراير 2008) ليكشف، للصحافة أن المسمى فوزي عبد الكريم، الملتحق حديثا بحزب “الكوميسير” عرشان، هو الشخص الذي اتصل به في يونيو 2003 (بعد أيام من أحداث الدار البيضاء الإرهابية) ليخبره بأن “ثمة أعمال إرهابية خطيرة سيعرفها المغرب”.
وأكد المعتصم أنه “بمجرد ما اتصل بي المسمى فوزي عبد الكريم، أبلغت السيد أحمد حرزني، الذي سيصبح رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، بأن أحد المنتمين السابقين لـ”الشبيبة الاسلامية” أخبرني بقرب حدوث أعمال إرهابية بالمغرب”.
مضيفا أن “السيد حرزني جاء، خلال برنامج تلفزيوني، أمام خمسة وثلاثين مليون مغربي وأكد هذا الأمر الذي لم يعره قاضي المحكمة وممثل النيابة العامة أي انتباه، أمام استغراب الجميع”.
وتابع المعتصم أنه بعد اعتقاله في 2008 “رفض القاضي استدعاء السيد حرزني للإدلاء بشهادته كما رفض فتح تحقيق إضافي في النازلة، والآن أكتشف أن هذا الشخص (فوزي عبد الكريم) يعترف على صدر أسبوعية “الأيام”، بعد التحاقه بحزب عرشان، بأنه عميل لجهة أمنية ذكر اسمها، لذلك لم يعد علي من حرج، بعد أن كشف هويته، أن أذكره بالاسم”.
وتساءل المعتصم، مستغربا: “اكتشفت هذه الأيام أن المصطفى المعتصم ومحمد الأمين الرگالة والعبادلة ماء العينين وحدهم محرومين من التسجيل في اللوائح الانتخابية في حين أن كل الذين أطلق سراحهم من شيوخ السلفية الجهادية ومن المتابعين على خلفية ما سمي بخلية بليرج وأغلبهم لم يتمتع بالعفو الملكي مسجلين بهذه اللوائح”.
وتابع المعتصم قائلا: “لا نريد أن نقلب المواجع أو أن نعيد فتح ملف عرف المغاربة طابعه الكيدي التآمري. نحن نريد الانفتاح على المستقبل وطي صفحة الماضي الأليمة والإقبال على خدمة وطننا وخدمة الشعب المغربي. ولكن نريد أن نقول فقط في ذكرى الجريمة النكراء التي لم تحصل مثيلا لها حتى في سنوات الرصاص، ذكرى الحل اللا قانوني لحزب البديل الحضاري ومصادرة حق شرفاء من هذا البلد في العمل السياسي، نحن نرفض أن نموت وسنبقى نناضل من أجل حقنا في التنظيم الذي ارتضيناه لأنفسنا ولن نرضى عنه بديلا”.
واتهم المعتصم جهات داخل السلطة برسم خريطة حزبية في المغرب لا يكون فيها سوى حزب إسلامي واحد، في إشارة على حزب العدالة والتنمية، حين قال: ” ونقول لكل الذين شاركوا في المؤامرة التي حيكت ضد حزب البديل الحضاري: لقد فكرتم ثم قدرتم، ثم فكرتم ثم قدرتم، فقررتم اغتيال تجربة سياسية مشرقة من تجارب المغرب الحديث ومصادرة صوت الوسطية والاعتدا، صوت التحرير والتنوير ومنحتم من حيث أردتم أو لم تريدوا الحق الاحتكار الحصري للعمل السياسي بالعنوان الإسلامي لحزب واحد”.
وختم المعتصم تصريحه بالقول: ” القمع لا يرهبنا والمؤامرة لا تخيفنا وأكيد أن شمس البديل الحضاري ستشرق من جديد. وسنظل صامدين حتى استرجاع الحقوق وكلنا ثقة بأننا لن نكون وحدنا في معركة الكرامة والحرية والعدالة والديمقراطية وضد المؤامرات الكيدية”.
الأول
عذراً التعليقات مغلقة