قبيل أيام قليلة بمدينة بويزكارن أعلن أن الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة ” الباكوري ” و الذي يشغل مناصبة سامية لا بالمغرب أو خارجه سيحل بمدينة بويزكارن جنوب المغرب ، الإعلان أيضا حمل بين طياته الإخبارية العديد من المواضيع الهامة من بينها لقاء لمناقشة الجهوية الموسعة و الذي يعد من الاوراش الهامة للمملكة و الحل المنطقي للكثير من الإشكاليات والتي تعيق التنمية بهذا الوطن ، لكن ما ليس منطقيا هو ذلك الإعلان الذي لم يحمل مكان اللقاء و الذي من المرتقب أن يكون لقاء يضم مختلف الفعاليات المدنية و العديد من المهتمين بالتنمية بالأقاليم الجنوبية .غير انه بعد برهة تبين أن المكان المزمع للقاء و الذي سيتحقق أخيرا هو احد المنازل بمدينة بويزكارن المسماة “دار الرايس” كلمة تقرأ بالامازيغية و العربية وتفهم باللغتين “دار” بالامازيغة تعني عند و الرايس معلومة وغير مجهولة .
غير ان العبارة لم يستسغها العقل خاصة و ان الضيف ثقيل لكن ربما خاف البعض ان يكون ثقيلا على البعض الأخر. كيف يعقل أن الجهوية الموسعة ورش كبير و حلم بلد و تحدي مملكة يناقش بالمنازل الضيقة في حين ان السيد الباكوري كان عليه التوجه الى إحدى المرافق العمومية او مرفق يكون متأكدا أن كل طبقات المجتمع سيحضرونه بشكل سلاسل ، مكان يكون فيه الجميع حرا في الإضافات و الانتقادات و التساؤلات وليس مكان يحسب على الملكية الخاصة و ممنوع على العديد دخوله اما لأسباب عدة ( حرمة أسرة ، اختلاف إيديولوجي ، اختلاف سياسي…) .
يعاب على شخصية كبيرة من وزن السيد الباكوري أن يقزم وجوده في منزل ضيق بينما يتحدث عن ورش موسع كالجهوية الموسعة ، بالفعل فوتت الساكنة لقاء مع السيد الباكوري نظرا لتوسطه مركز القرار ، حيث سيحقق للمدينة الكثير من الآمال ، آمال عجز إلى حد ألان ممثل حزبه والذي يترأس سدة الحكم بالمدينة ، ليس هذا فقط فالأمين العام فوت فرصة سانحة على نفسه و حزبه بعدم لقاء الساكنة في فضاء موسع حتى تتحقق العملية التواصلية و يستمع عن قرب لأهات ساكنة بوابة الصحراء ، أهات مؤلمة و لكنها تحمل آمال جزء من الشعب المغربي ، السيد الباكوري فضل اللقاء البروتوكولي متناسيا أن الإعلان ورد فيه الأمين العام للحزب بمعنى ، حزب سياسي مغربي حق عليه ان يلتقي بالساكنة في جو من العفوية و نكران للذات و الإنصات بعمق و بتمعن لكل انتقادات و مطالب و تشكرات الناس إن وجدت أيضا ، كما كان من الممكن ان يعقد هذا اللقاء بمقر الحزب ان وجد كذلك . لا نريد أن نعتقد بأن الرايس رجع الى سياسة البعض القديمة و التي تتجلى في “العام زين” مدينة بويزكارن زينة ، لا عليك سي الباكوري كل منازل الساكنة تشبه هذا المنزل كل المدينة عبارة عن مئات من هذه المنازل .
مباشرة بعد علمي بمجيء السيد الباكوري فكرت بشكل سريع في ثلة من المشاريع العملاقة سيطلقها بالمدينة و سيطرد بها النحس الملازم للجهات المسيرة لهذه المدينة ، نحس ابى الا ان يصدأ ويتحلل ، لا يختلف الامي و لا المثقف و لا الفرد و لا الجماعة على ان مدينة بويزكارن تتراجع الى الوراء بنسبة سريعة ومن المنتظر ان يسحب منها مفهوم المدينة كما سحب منها المستشفى العسكري و تتحول في الاخير الى سجن بعيد عن التنمية .
كل فعاليات المدينة بغض النظر عن المجلس البلدي يتحملون نصيب اكبر من المسؤولية لما وصلت اليه المدينة ، كل واحد من جماعة المدينة يعتقد انه زائر لا اقل و لا أكثر ربما أن التاريخ لعب الدور في جعل هذه المدينة تتقطع بها الحبال و تسمى ابو الحبال لان القادم إليها و الساكن بها ستقطع به الحبال ، لا محالة ، كل ساكنة المدينة عبارة عن مهاجرين بلغة الجغرافيا و كل أسرة قادمة من القرى و البوادي المجاورة ايمانا منهم ببناء خلية لمدينة الغد ، غير أنها معطلة الى الغد البعيد ، تبين أن المدينة لا تحتاج الى السياسة و لا الجمعيات و لا الأحزاب و لا اللقاءات سواء بالفضاء الضيق أو الواسع ، المدينة تسير بلغة الأعيان ولغة الرموز التي لن يفكك شفرات رموزها ابناء اليوم ولا شباب الغد ، إلا من أراد أن يتعب نفسه و يؤمن بالمحاولة ، ربما الآمل هو هجرة كل ساكنة المدينة الى بلاد بعيدة كما هاجر اجدادهم إلى هنا سابقا ، أو الرجوع إلى بواديهم الأصلية والتي هي بحق مدن الغد .
حاصل الكلام السياسة توقفت هنا و التنمية الى إشعار آخر والجهوية تضيق كلما وصلت إلى هذا المكان و تتحول إلى بيت قزمي قزم معه آمال ساكنة عريضة ، أسف هذه ليست بلدتي التي أحب والتي أريد و اصلي هناك أنا قادم .
عذراً التعليقات مغلقة