واحد ، جوج ، تلاثة ، هجوووووووووووووووم:
مع كل اللغط الذي رافق نتائج إقتراع 7 أكتوبر ، ومع ازدياد منسوب الشعبوية الذي رافق كذلك مفاوضات تشكيل الحكومة ، تصدر مفهوم الإرادة الشعبية مختلف تصريحات زعماء البيجيدي و عرابيه و عرافيه وكتائبه التي رفعت بنكيران إلى مقام الآصنام و العياد بالله ، لدرجة أن أحدهم إدعى أنه من المبشرين بالجنة تعليقا على صورة له وهو ينزل من مدرج طائرة مبتسما ضاحكا،- والعهدة طبعا على من تقاسم الصورة على صفحة فايسبوكية – مرفوقة بعبارة : منذ أن تم تبشيره و الأنوار لا تفارق وجهه – المهم، العهدة على الرواة و ليست علينا ، لكي لا ندعي على أحد ، و لا يدعي علينا أحد – تخلطات الأمور – ، وليس هذا بطبيعة الحال موضوعنا ، إنما سياق الأشياء يفرض المرور على هكذا قضية توضيحا للإنحطاط الذي وصلت إليه السياسة في زمن الشعبوية ، وقد تعزز حديث العرابين و الكائب عن هذه الإرادة الشعبية ، بحشرات البق و القراد التي يحملها حزب بنكيران فوق ظهره و التي تقتات من بعض دمه …..
و إذا كان المقصود بهذه الإرادة عدد الأصوات التي حصل عليها بنكيران وحزبه في اقتراع أكتوبر، و مرتبته الأولى التي يزايد بها على الجميع بمنطق شعبوي تحكمي استبدادي لغاية في نفسه و في نفس القوى الإقليمية التي لها حاجة عندنا في هذا البلد المشرق الجميل .، فلابد و الحالة هذه الوقوف على ما يلي :
– على افتراض أن عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية يبلغ 15 مليون شخص ، فاحتساب النسبة المئوية على هذه القاعدة لا تعطي البيجيدي سوى 10 في المائة من الأصوات وهو رقم قليل لا يخوله ابثة الحديث باسم الشعب لأن 90 في المائة ليست معه .
– إذا اعتبرنا أن عدد المغاربة الذين لهم الحق في التصويت يبلغ 25 مليون مواطن وقد يزيد ، فالنسبة التي حصل عليها بنكيران بهذا المنطق هي 6 في المائة يعني أن 94 في المائة من المغاربة الذين يحق لهم التصويت ليست معه ، فأي شعب يدعي بنكيران أنه يمثله أماإذا احتسبنا أصواته على قاعدة عدد سكان المغرب الذي بلغ 40 مليون فالنسبة التي يمثلها هي: 3.75 فأين هو الشعب الذي يمثله يا بنكيران ؟ – ياك ما تخلطوا ليه لوراق وطاح ليه الديجانكتور ؟..هذا مع تجاوز التغرير الأيديولوجي الذي ذهب ضحيته الكثير من المصوتين لصالحه ، التغرير الذي اضطلع به المفاعل الأيديولوجي/ النكاحي ديال باحماد وفاطمة النجار ، ومع تجاوز كذلك للا هيلاري كلينتون عرابة الإسلام السياسي وقناة جزيرة الفثنة و التحريض على الكراهية و العنف الدموي ، وحوايج أخرى .إلى دخلات فالحساب ما يشيط ليه غير الضباب …
هذا من ناحية و من ناحية أخرى ، فماهي الإرادة الشعبية من منظور اجتماعي و سياسي و حقوقي و اقتصادي ؟
فما يريده الشعب حقيقة ليس ما فعله بنكيران وما ينوي أن يفعله مستقبلا ولتوضيح ذلك لابد من استحضار مايلي :
الإرادة الشعبية لا تتمثل بتاثا في معاكسة و خيانة حراك 20 فبراير..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في إلغاء صندوق المقاصة و الغلاء ….
الإرادة الشعبية لا تتمثل في التراجعات الحقوقية و السياسية التي حصلت على يديه وهو في الحكومة ….
الإرادة الشعبية لا تتمثل في الإصلاح المجحف لصندوق التقاعد على حساب كافة الأجراء وعموم الشغيلة وضدا على رغبة النقابات ..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في ضرب المدرسة العمومية و الإستعداد لخوصصتها و تحميل الشعب كلفة تعليم أبنائه ..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في نهب مليارات البرنامج الإستعجالي …
الإرادة الشعبية لا تتمثل في توظيف ابنة بنكيران في الأمانة العامة للحكومة ودعوة المرأة المغربية إلى لزوم بيتها كالثريا …
الإرادة الشعبية لا تتمثل في رفع المديونية و الإمتثال لأوامر صندوق النقد الدولي ورهن مستقبل البلاد ..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في تمتيع المريدين و الأتباع بالمناصب ضدا على القانون- حالة زوج البرلمانية الذي تم نقله بشكل سافر للعمل في ديوان الشوباني …..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في تحرير أسعار المحروقات وترك المواطن يواجه لوبيات المحروقات..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في شعار عفى الله عما سلف و تعويضه بشعار هيبة الدولة …
الإرادة الشعبية لا تتمثل في التلفظ بكلام ساقط بقبة البرلمان – ديالي لي كبير عليك –
الإرادة الشعبية لا تتمثل في مراسيم فصل التكوين عن التوظيف ..
الإرادة الشعبية لا تتمثل في وصف الموظفين بالقراد – كاين شي قراد كدك نتا فهاد البلاد ؟ .
الإرادة الشعبية لا تتمثل في تخفيض معدل النمو إلى 1 في المائة ..
الإرادة الشعبية ليست هي التلبس بالجنس الحرام على الشاطئ الذي تورط فيه مشايخكم …
الإرادة الشعبية لا تتمثل في الحب الوزاري وسرقة إمرأة من زوجها ….
الإرادة الشعبية لا تتمثل في اقتطاع يوم الإضراب من أجور المضربين ضدا على القانون …لإرادة الشعبية لا تتمثل في قذف و قدح أهل سوس ، والتحايل على ترسيم الأمازيغية وعرقلة قوانين تنزيل دسترتها
و أخيرا و ليس آخرا ،فالإرادة الشعبية لا تتمثل في الإعتكاف باالمنزل و اعتزال العمل و تقاضي أجرة 13 مليون شهريا على ظهر الشعب ، كما ليست في التصويت بورقة بيضاء و أخذ 14 مليون سنتيم لكل رأس – إلى كنتو رجال ثقاة ردوها …
فهل يحق لمن اركتب كل هذا الجرم في حق الشعب أن يزايد بإرادة هذا الشعب ؟ من أين له ذلك ؟ هل فهمتني يا بنكيران ؟
وزيد وزيد وزيد …..
هذه هي إرادة الشعب الحقيقية ، وهي الإرادة التي تعاكسونها وتفعلون ضدها كل شيء ، و إذا كان لابد من قراءة زابوركم فاقرأوه على أنفسكم ولا تلزموا به أحدا ، فقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الليل وكفاكم لغطا و افتراء فالمفتري إنما يفتري على نفسه …..
ومن عندي غادي نقول ليكوم : لعنة الله على كل دجال ،أفاك ، منافق ، ولي ليها ليها …
فقد حاججناكم بالحجة و البرهان و الحساب و بالمنطق، وبمنهجية تحليل الواقع الملموس كما تربينا عليها في مدرستنا السياسية ، مدرسة المهدي و عمر وشكري بلعيد…. وكل شهداء التنوير …
…………………………الطالبي…………………………….
عذراً التعليقات مغلقة