مرة أخرى يحال أب يوم الجمعة الأخير على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير بتهمة هتك عرض ابنته الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها ست سنوات، تلميذة نجيبة في المستوى الثاني ابتدائي، تتهم أباها بهتك عرضها عندما تكون الأم غائبة عن البيت بحكم اشتغالها بجماعة الصفا بالضيعات الفلاحية لاشتوكة أيت باها، وكانت الجدة أول من باحت له الطفلة بما يقع لها في غيبة الأم. تقطن هذه الأسرة المتكونة من الأبوين وطفلتين بجماعة الصفا، حيث تنتشر الضيعات الفلاحية، الضحية من مواليد 2007 شقيقتها التي لم يتجاوز عمرها سنتين ونصف.
يوم عمل مضن تقضيه الأم بين البيوت البلاستيكية للخضر حيث تقضي بياض نهارها في شبه اعتقال من الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من اليوم، هي من تتحمل العبئ الكبير من أجل إعالة الأسرة، بينما الأب يشتغل مياوما بين الفينة والأخرى ويمتلك من الوقت ما يجعله متحررا خلال اليوم، فكان في الغالب هو من يجلب ابنتيه من بيت المربية قبل عودة الأم في ساعة متأخرة. فهذه القصة تعيد نفس التفاصيل التي وقعت بضواحي تارودانت عندما كانت الأم تشتغل بالضيعات، بينما يتفرغ الأب لهتك عرض ابنه، وعندما هدده بكشف أمره لأمه قام بتصفيته.
ببيوكرى ظل الوضع يسير على هذه الشاكلة، وفي العطلة المدرسية الأخيرة، سافرت الطفلة لدى جدتها، وعند دنو استئناف الدراسة، رفضت الطفلة العودة إلى بيت الأسرة، وعبرت عن رغبتها في العيش والدراسة تحت كفالة الجدة، حاولت المسنة أن تعرف أسباب إصرار الطفلة، وبدأت تستفسرها برقة وحنان، فتمكنت من جعل حفيدتها تبوح بما تخفيه حتى عن أمها.
كشفت للجدة بأن أباها يستفرد بها في غيبة أمها ويهتك عرضها، وأنه فعل ذلك مرارا. حاولت الأم استعادة صغيرتها للاتحاق بالمدرسة، فامتنعت الجدة عن تسليم الحفيدة لأمها، متهمة إياها بالإهمال وترك الزوج يعبث بجسد ابنته، وقد صدمت هذه العاملة الزراعية لهول ما تسمع من ابنتها وأمها، من أسرار لم تقو الصغيرة على البوح بها إلا بحضرة الجدة وبعيدا عن الأب ، لم تتردد الأم، فقررت أن تطرق باب القضاء. توجهت أولا لدى قائد المنطقة يوم الأربعاء الأخير، وشكت له أمر زوجها، فأحالها على المستشفى المحلي ببيوكرى، وبدوره أحالها يوم الخميس على المستشفى الجهوي الحسن الثاني، بعدما تبنت قضيتها جمعية “نحمي ولدي” التي تأسست خلال الآونة الأخيرة من قبل نشطاء في مجال الطفولة المغتصبة.
مستشفى الحسن الثاني منح شهادة طبية للأم بعد تشخيص حالة الطفلة، فحملتها في الحين إلى الوكيل العام للملك، الذي أعطى أوامره للدرك الملكي ببوكرى بإحضار الأب والاستماع إليه، فتم اعتقاله في نفس اليوم والاستماع إليه من قبل الدرك الملكي، وأحيل يوم الجمعة الأخير على النيابة العامة فقررت إحالته على قاضي التحقيق في حالة اعتقال، الأم والطفلة لقيتا الدعم من قبل جمعية «نحمي ولدي»، وأكد منسقها الجهوي جامع بوجا أن الجمعية ستتبنى هذه القضية في كل أطوارها، كما ستحيل ملف الضحية على قسم الطب النفسي بالمستشفى الإقليمي إنزكان، بعدما تكونت لها صدمة الأب فقوبل تلقيها خبر اعتقاله بفرحة عبرت عنها بصوتها وبحركة يدها.
عذراً التعليقات مغلقة