هذا الشاب اسمه الخليل إدمولود وعمره 25 ربيعا، إبن مدينة تيزنيت التي ولدت ونشأت فيها ، تحصل الخليل على إجازة في القانون، وحيث كان من المفروض أن يجد نفسه يتابع الدراسة في السلك العالي أو أن يلتحق بسلك القضاء أو المحاماة أو الاشتغال بمؤسسة عمومية أو خاصة، إلا أنه بفعل السياسات العمومية الفاشلة في البلد، وجد نفسه يقتني عربة (=كروسة) ويبيع بواسطتها الجوارب (=تقاشر) في شوارع وأزقة تيزنيت من أجل تدبر مصاريف عيشه وأسرته. إلا أن سلطات المدينة بمختلف تلويناتها، عوض أن تلتئم وتفكر في حلول -ولو ترقيعية- لمأساة الخليل ولألاف الشباب أمثاله من أبناء الشعب، اتفقت وبشكل ظالم وفي مشهد تراجيدي وكوميدي في ذات الوقت، على أن يعتقلوه ويحاكموه بأربعة أشهر حبسا نافذا رفقة عشرة من الباعة أمثاله وفي سنه، لا لشيء سوى أنهم أقدموا على التنسيق فيما بينهم والنضال من أجل التصدي لقرار السلطات منعهم من الحصول على لقمة العيش.
لهذا فإنني أعلن نفسي الخليل إدمولود، لأنني تحصلت كذلك على الإجازة في القانون قبل الخليل بأزيد من عقد، وكان من الممكن أن أجد نفسي أبيع في عربة إلى جانبه وألقى مصيره في السجن، لا لذنب سوى لأنك تبيع في عربة مجرورة من أجل الحصول لقمة العيش.
أحمد الخنبوبي
عذراً التعليقات مغلقة